أعرب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الخميس، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عن ارتياح بلاده للمحادثات السعودية الإيرانية التي تجرى في بغداد بين وقت وآخر على مستوى منخفض من التمثيل، مؤكدا استعداد بلاده لمواصلة تسهيل تلك المحادثات.
وبحسب بيان للخارجية العراقية، فإن وزير الخارجية الإيراني أجرى اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية العراقي اليوم الخميس، وجرى خلاله بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك والأوضاع الإقليمية والدولية والأمنية في المنطقة وانعكاساتها على كل الأطراف.
وأضاف البيان، الذي نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، أن الوزير الإيراني تطرق إلى واقع العلاقات الأميركية الإيرانية، موضحًا الموقف الإيراني الحالي من مفاوضات فيينا، خاصة بعد قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتعلق بمراقبة المشروع الإيراني في هذا الإطار.
من جانبه، عبر الوزير العراقي عن ارتياحه للمحادثات الجارية بين طهران والرياض، مؤكداً "عزم الحكومة العراقية على مواصلة التسهيلات لإجراء محادثات مباشرة بين وزيري خارجية البلدين في بغداد، وعودة العلاقات بينهما إلى حالتها الطبيعية"، بحسب البيان.
وشدد الوزير العراقي على "أهمية تعزيز الاستقرار والأخذ بفرص وآليات التنسيق، لا سيما أن العراق ينتهج مبدأ خفض التصعيد وما يترتب عليه من مصالح لكل الأطراف، وبما ينعكس على الأمن والسلم في جوار العراق والمنطقة".
وجدد وزير الخارجية العراقي استعداد بلاده لتسهيل التفاهمات التي تم التوصل إليها بشأن إعادة فتح الحدود البرية وتنقل الزوار بين البلدين. كما وصف وزير الخارجية الإيراني، وفق البيان، الجولة الأخيرة من المفاوضات مع السعودية التي جرت في بغداد بـ"الإيجابية".
ورحب عبد اللهيان بتنفيذ نتائج المفاوضات بين الجانبين، مشيداً بالدور الذي تلعبه وزارة الخارجية العراقية في هذا الإطار، كما ثمن إجراءات الحكومة العراقية في مجال تسهيل الحوار لإيفاد الحجاج الإيرانيين إلى السعودية لأداء مناسك الحج في العام الحالي، معرباً عن أمله بأداء مناسك الحج "بشكل جيد ومن دون أية مشاكل لحجاج الدول الإسلامية كافة".
'حسين: العراق يدعم عقد محادثات مباشرة بين وزيري خارجية السعودية وإيران في بغداد' https://t.co/uiRIkfY7x1
— واع (@INA__NEWS) June 16, 2022
وعقدت السعودية وإيران خمس جولات من المباحثات في بغداد برعاية مباشرة من قبل حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، حيث جرت على مستوى مسؤولين أمنيين ودبلوماسيين، كانت آخرها في شهر إبريل/ نيسان الماضي ببغداد.
ويأمل العراق من تلك المحادثات أن تنعكس إيجابا على الوضع الأمني والسياسي الهش في البلاد، حيث يؤكد مسؤولون عراقيون أن الوضع العراقي مرتبط إلى حد كبير بالتوترات الحاصلة في المنطقة.
وانطلق الحوار بين إيران والسعودية في إبريل/نيسان 2021 في بغداد، بعدما تكللت جهود الحكومة العراقية بالنجاح في جمع الطرفين إلى طاولة واحدة.
وفي وقت سابق، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان العراقي عارف الحمامي، لـ"العربي الجديد"، إن بلاده عادت للتحرك مجددا لاستئناف الحوار بين إيران والسعودية، لـ"إدراكها أهمية ذلك على استقرار العراق".
وأضاف الحمامي أن "الجميع متفق على أهمية مثل هذه الحوارات في الوقت الراهن، حتى لا يكون العراق ساحة للصراع الإقليمي"، مبينا أن تحرك العراق لإعادة التفاوض بين إيران والسعودية يأتي بهدف ضمان وجود استقرار داخلي، خصوصاً أن "تقريب وجهات النظر بين طهران والرياض أمر مهم جداً، وهو من أجل ضمان استقرار الوضع الداخلي العراقي على المستويين السياسي والأمني"، وفقا لقوله.