كشفت مصادر أمنية عراقية في العاصمة بغداد، اليوم الخميس، عن تسلم العراق، خلال اليومين الماضيين، أكثر من 100 عنصر من مسلحي تنظيم "داعش"، عراقيي الجنسية، كانوا محتجزين لدى مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وذلك من خلال التحالف الدولي الذي لعب دور الوسيط في ذلك.
وقالت مصادر عسكرية عراقية، لـ"العربي الجديد"، إنّ السلطات الأمنية في محافظة نينوى تسلمت أكثر من 100 عنصر من عناصر تنظيم "داعش"، جميعهم عراقيو الجنسية، من "قسد"، وجرى ذلك من خلال منفذ ربيعة الحدودي الرابط بين نينوى العراقية والحسكة السورية حيث تسيطر المليشيا.
ولفتت إلى أن "جميع العناصر هم من الجنسية العراقية، وبعضهم عناصر إرهابية بارزة بالتنظيم، وجرى نقلهم إلى سجن خاص داخل محافظة نينوى تحت حماية وإشراف مشددين من قبل جهاز المخابرات العراقي، ويرجح أن تتسلم السلطات العراقية دفعة أخرى في المستقبل القريب لمحاكمتهم".
وأضافت أنّ العملية تمت عبر وسيط ثالث، هو التحالف الدولي بقيادة واشنطن، إذ تسعى قوات التحالف للتأكد من ضمان عدم فرار المسلحين من معتقلات وسجون "قسد"، وهناك عدد كبير من مسلحي "داعش" المعتقلين من الجنسية العراقية، لذا سيصار إلى تسلمهم جميعاً ومحاكمتهم وفقاً للقانون العراقي، بحسب المصادر.
وكانت السلطات العراقية قد وجهت، في وقت سابق، اتهامات لمليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، قائلة إنها تتهاون مع تسلّل الارهابيين من الأراضي السورية إلى العراق، في المناطق التي توجد فيها على الحدود، وفق تصريح للمتحدث باسم القيادة العراقية المشتركة في بغداد، اللواء تحسين الخفاجي.
في السياق ذاته، قال الخبير الأمني العراقي المقرب من أجهزة الاستخبارات العراقية فاضل أبو رغيف، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إنّ بلاده سوف "تستفيد كثيراً من تسلم المعتقلين من عناصر تنظيم (داعش)، المحتجزين لدى قوات (قسد)، وخصوصاً أنه تسلم في وقت سابق من العام الماضي عدداً منهم، وكانت بينهم قيادات بارزة متورطة بمجازر في العراق، وجرت محاكمتهم فعلاً داخل العراق".
وأضاف أبو رغيف أنّ (قسد) "ليست لديها هيئة قضائية قانونية معترف بها تستطيع محاكمة معتقلي تنظيم (داعش) المحتجزين لديها، ولا تملك سجوناً رسمية وليست لها إمكانية اقتصادية مالية للإبقاء على أعداد المعتقلين الذين لديها، خصوصاً أن غالبيتهم من العراقيين، ولهذا هي تسلم بغداد بين حين وآخر دفعات من المعتقلين من خلال التحالف الدولي".
لكن عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي كاطع الركابي، اعتبر أن نقل معتقلي تنظيم "داعش" من سورية إلى العراق "مقلق جداً"، مضيفاً، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الحكومة العراقية تتسلم بين فترة وأخرى مجموعة من المعتقلين من سجون (قسد)، وربما استقبال مجموعة جديدة منهم ليس فيه مصلحة للعراق، بل له تبعات أمنية جديدة، وخاصة أن أعدادهم كبيرة". وأضاف أن "حكومة مصطفى الكاظمي مطالبة بتوضيح مثل هذه الملفات بشكل أفضل، على الأقل أمام البرلمان العراقي".
في السياق نفسه، نقل موقع إخباري عراقي عن مسؤول أمني في قيادة عمليات الجيش بمحافظة نينوى، شمالي البلاد، تأكيده عملية تسلم عناصر التنظيم العراقيين المعتقلين لدى قوات "قسد".
ووفقاً لوكالة "شفق نيوز"، التي أوردت الخبر نقلاً عن مسؤول أمني عراقي، فإن "الإرهابيين، وجميعهم عراقيون، تم تسلمهم عبر منفذ ربيعة الحدودي، عبر قوة مشتركة من وزارتي الداخلية والدفاع العراقيتين، وقامت بنقلهم إلى مدينة الموصل وتسليمهم إلى استخبارات ومكافحة إرهاب محافظة نينوى للتحقيق معهم ومن ثم عرضهم للمحاكمة"، وأضاف أن ذلك جاء بتنسيق مشترك تم في وقت سابق بين قيادة عمليات غرب نينوى وبين "قسد" التي اعتقلتهم في أوقات سابقة داخل الأراضي السورية.