قررت السلطات العراقية تسيير رحلة جوية استثنائية، يوم غد الخميس، لإجلاء عراقيين عالقين عند حدود بيلاروسيا، وسط تأكيدات أن عدد الراغبين بالعودة بلغ 325 عراقيا.
وكانت الحكومة العراقية قد شكلت أخيرا خليّة عمل طارئة من وزارتي الخارجية والهجرة وممثلين عن حكومة إقليم كردستان، لمعالجة أزمة تجمع المئات من العراقيين المهاجرين على الحدود الأوروبية، ومرورهم بأوضاع إنسانية سيئة للغاية، فيما كشفت وزارة الهجرة عن رفض قسم منهم العودة إلى العراق.
ووسط جدل متصاعد في البلاد إثر أزمة العالقين، أعلنت الخطوط الجوية العراقية التابعة لوزارة النقل، اليوم الأربعاء، أنه "سيتم يوم غد الخميس تسيير رحلة استثنائية إلى حدود بيلاروسيا لنقل العالقين العراقيين هناك"، موضحة في بيان لها، أنه "تم استكمال جميع الموافقات الرسمية من الجهات العليا".
من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف أن "أعداد الراغبين بالعودة الطوعية من بيلاروسيا ارتفعت إلى أكثر من 325 مهاجرا"، مبينا، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، أن "الرحلة ستتوجه من عاصمة بيلاروسيا (مينسك) يوم غد إلى أربيل (عاصمة إقليم كردستان)، ومن ثم إلى بغداد".
وأضاف أن "الخارجية العراقية تنسق مع الجهات الوطنية لإنجاح رحلة الإجلاء"، لافتا إلى أن "الفرق الدبلوماسية المقيمة في بيلاروسيا تعمل بشكل متواصل لأجل ذلك".
إزاء ذلك، أثنت حكومة إقليم كردستان على الخطوة، وقال المتحدث باسم حكومة الإقليم جوتيار عادل، في بيان، إنه "في الأسابيع القليلة الماضية وقع عدد من مواطني إقليم كردستان ضحايا للتهريب من أجل المنفعة المادية، وحكومة إقليم كردستان بذلت كل المحاولات، ولن تتردد في إعادة المواطنين المحاصرين على الحدود البيلاروسية، وترى أن من واجبها تقديم التسهيلات كافة لهم وأن ترحب ترحيبا حارا بعودتهم".
وأضاف أن "حكومة الإقليم تعرب أيضا عن امتنانها وتقديرها لجميع الأطراف التي ساعدت وتساعد في استعادة أولئك الذين يرغبون في العودة طوعا إلى ديارهم".
وخلال الأيام الأخيرة، أجرت حكومة الإقليم مباحثات مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، بشأن قضية اللاجئين العراقيين العالقين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، وأغلبهم من الكرد، مؤكدة أنها بصدد إعداد دراسة لمعرفة أسباب الهجرة من العراق وإقليم كردستان نحو الدول الأوروبية، ووضع المعالجات.
وللأسبوع الثاني على التوالي، تتفاعل أزمة تجمع المئات من العائلات العراقية، وأغلب أفرادها من إقليم كردستان، عند الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، في وقت فرضت فيه السلطات الأمنية في كل من بولندا وليتوانيا ولاتفيا إجراءات مشددة لمنع دخولهم، حيث ما زالوا محاصرين في غابات حدودية بين تلك الدول وبيلاروسيا. وفاقم نزول الثلج والطقس السيئ من معاناتهم، وسط تحذيرات من وجود مرضى بينهم وكبار في السن ونساء حوامل وأطفال رضع معرضين للموت.