كشف مسؤول أمني عراقي في العاصمة بغداد، اليوم الاثنين، عن مطالبة بلاده من للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش"، بإشراكه في أي معلومات حصل عليها خلال الهجوم على منزل زعيم تنظيم "داعش"، عبد الله قرداش، في بلدة أطمة شمال غربي سورية، والتي أدت إلى مقتله، مطلع الشهر الحالي.
وتواصل قوات الأمن العراقية تنفيذ عمليات عسكرية ناجحة في مناطق عدة من البلاد، إلى جانب تعزيز الشريط الحدودي الشمالي والغربي مع سورية عبر حفر خنادق جديدة ونصب أسلاك شائكة وكاميرات مراقبة حرارية تحسبا من عبور مسلحي التنظيم إلى داخل المدن العراقية قادمين من مناطق البادية السورية تحديدا حيث سجل مؤخرا نشاط ملحوظ لهم.
وكان التنظيم قد شنّ سلسلة اعتداءات إرهابية تركزت في مناطق عدة من شمال وشرقي العراق خلال الشهرين الماضيين، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من أفراد الأمن والجيش والمدنيين ووحدات تابعة لـ"الحشد الشعبي"، في وقت نجحت فيه بغداد بتوجيه ضربات جوية أدت إلى مقتل العديد من عناصر التنظيم واعتقال آخرين بالوقت ذاته.
واليوم الاثنين، قال مسؤول أمني عراقي في قيادة العمليات المشتركة ببغداد، لـ"العربي الجديد"، إن بلاده طالبت التحالف الدولي بأي معلومات حصل عليها خلال الهجوم على منزل زعيم التنظيم.
وأضاف المسؤول، طالبا عدم ذكر اسمه، أن العراق يحاول معرفة ارتباطات وخلايا إرهابية لتنظيم "داعش" ومصادر تمويل التنظيم وأي تفاصيل أخرى قد تكون القوات الأميركية وضعت يدها عليها خلال الهجوم على مقر تواجد زعيم داعش"، معتبرا أن تلك المعلومات "ستساعد العراق بالتأكيد في جهوده بملاحقة بقايا التنظيم وإنهاء خطرها"، مبينا أن "العراق ما زال بانتظار التحالف الدولي لتزويده بأي معلومات حول هذا الملف".
ووفقا للمسؤول ذاته، فإن القوات العراقية تسعى في الوقت الحالي لاحتواء أي رد فعل ثأري قد يصدر عن إرهابيي "داعش" ردًّا على مقتل زعيمهم، ومنها مراقبة ورصد مناطق أنشطته وخاصة في حمرين والعظيم وجبال قره جوخ وصحراء الأنبار ومناطق أخرى عبر عمليات تمشيط متواصلة، واصفا بالوقت ذاته التعاون الاستخباري بين العراق والتحالف الدولي بأنه "جيد خاصة فيما يتعلق بمناطق التوتر شمال وشمال شرقي سورية".
وحتى الآن لم يصدر عن التنظيم الإرهابي أي بيان متعلق بمصرع زعيمه، أمير محمد سعيد المولى المعروف باسم عبد الله قرداش.
وفي وقت سابق أرجع الخبير الأمني العراقي رائد الحامد، تأخر إعلان التنظيم مقتل زعيمه إلى أنه "قد يكون ضمن عدد من الاحتمالات، منها أن يكون التنظيم يريد تجاهل الإعلان عن مقتل أبو إبراهيم الهاشمي، وسيتم اختيار خليفة له بنفس اللقب (أبو إبراهيم الهاشمي القريشي)، إذ لا يوجد حتى الآن ما يؤكد أن أبو إبراهيم القريشي، هو عبد الله قرداش. هذا الرجل لم يظهر بتسجيل صوتي أو مرئي منذ توليه قيادة التنظيم خلفا للبغدادي"، إضافة إلى "صعوبة في التواصل" بين قيادات التنظيم، لحسم اختيار زعيم جديد له.