تواصل قوات من الجيش العراقي والبشمركة عملية البحث عن خيوط يمكن أن توصل إلى المتورطين بإطلاق صواريخ على أربيل عاصمة إقليم كردستان، الأربعاء الماضي.
وأوضحت مصادر أمنية في إقليم كردستان، اليوم الجمعة، أن قوات البشمركة تتواصل مع القوات العراقية في محافظة نينوى، من أجل البحث المشترك عن منفذي الهجوم الصاروخي من منطقة تابعة لسهل نينوى الواقع تحت سيطرة اللواء 30 بـ "الحشد الشعبي".
وأكدت لـ"العربي الجديد"، أن الطرفين يحاولان جمع شهادات ومعلومات بشأن الجهات أو الأشخاص الذين تواجدوا في منطقة إطلاق الصواريخ عند تنفيذ الهجوم، فضلاً عن استمرار التحقيق مع ضباط وعناصر "الحشد" الذين كانوا في الواجب أثناء تنفيذ الهجوم.
ونفت قيادة العمليات العراقية المشتركة، فجر اليوم الجمعة، الأنباء التي تحدثت عن اعتقال المجموعة المتورطة بقصف أربيل. وقال المتحدث باسم القيادة اللواء تحسين الخفاجي في تصريح صحافي إن "التصريحات التي نسبت لقيادة العمليات باعتقال المجموعة الإرهابية التي استهدفت محافظة أربيل بعدد مِن الصواريخ بواسطة عجلة نوع "كيا" عارٍ عن الصحة"، داعياً وسائل الإعلام إلى توخي الدقة في نقل الأخبار من مصادرها الرسمية والابتعاد عن الشائعات.
وكانت قيادة العمليات العراقية المشتركة قد أعلنت، أمس الخميس، قيام "مجموعة إرهابية باستهداف محافظة أربيل (الأربعاء) بعدد مِن الصواريخ بواسطة عجلة نوع "كيا" محورة تحمل راجمة/ وسقطت هذه الصواريخ شمال غربي أربيل قرب عدد ممن القرى، من بينها صاروخان قرب مخيم حسن شامي للنازحين"، مشيرة إلى احتجاز آمر القوة المسؤولة عن المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ، وجرى فتح تحقيق فوري.
نفت قيادة العمليات العراقية المشتركة اليوم، الأنباء التي تحدثت عن اعتقال المجموعة المتورطة بقصف أربيل
وقال سمير الصميدعي، وهو سفير عراقي سابق لدى واشنطن، إن محاولة استهداف قاعدة للتحالف الدولي قرب مطار أربيل جاءت على خلفية الرسائل التي أوصلتها بعثات دبلوماسية بشأن تفكيرها بإغلاق مقراتها في بغداد والانتقال للعمل في أربيل، لافتاً في حديث لوسائل إعلام محلية إلى أن منفذي الهجوم يريدون أن يشيروا إلى أن "أربيل أيضاً ليست آمنة للبعثات الدبلوماسية".
وتابع أن "العراق محتل من قبل المليشيات غير المنضبطة وغير الخاضعة للإرادة العراقية، وهذه المليشيات لديها السلاح الذي يمكنها من إحداث الأذى للناس وإرهابهم، وهي تخضع لإرادة خارجية، وبالتالي هي بمثابة جيش احتلال"، على حدّ قوله.
ولفت إلى أن الحكومة العراقية ليس لديها خيار سوى مواجهة تلك المليشيات وتطهير العراق من سيطرتها، مستدركاً أن "ذلك لن يكون سهلاً، لكون قوات الجيش قد أُهمل تسليحها، بينما تم تسليح المليشيات بشكل كبير".
وأمس الخميس، أكد مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، أن بلاده لن تتساهل مع الهجمات التي تستهدف المصالح الأميركية في العراق، مضيفاً: "لن نتردد في اتخاذ إجراءات عندما نرى حاجة لذلك للحفاظ على سلامة موظفينا".
وأشار إلى أن المشكلة الأكبر في العراق تتمثل في وجود مليشيات مدعومة من إيران، تعمل خارج إطار الحكومة، موضحاً أنها تواصل استهداف الأميركيين ودبلوماسيين آخرين، وتهدد القانون والنظام في العراق بشكل عام.