تتضارب الأنباء في قطاع غزة بعد تسريبات نشرتها وسائل إعلام مقربة من حركة "المقاومة الإسلامية"(حماس)، اليوم الثلاثاء، عن انسحاب الطواقم المصرية العاملة في مشاريع إعمار القطاع بشكل مفاجئ، وهو ما استدعى نفياً من وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان التابع للحكومة التي تديرها الحركة في القطاع ناجي سرحان.
وذكرت منصتان إخباريتان، تتبعان لـ"حماس"، أنّ "الطواقم المصرية العاملة في مشاريع الإعمار المصرية انسحبت بشكل كامل ومفاجئ الساعة العاشرة من مساء أمس الاثنين". غير أنّ سرحان نفى ذلك وقال إنّ الطواقم المصرية تواصل عملها بشكل طبيعي.
وزار مراسل "العربي الجديد"، مدينة "دار مصر 3" السكنية، التي يجري العمل فيها غربي بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، ووجد مجموعة صغيرة من العمال المحليين، وبعض المعدات تعمل في الموقع، لكن عدد العمال المحليين والمعدات أقل من المعتاد.
وشاهد مراسل "العربي الجديد" معدات محلية فقط تتبع للمقاول الفلسطيني تعمل في شارع الرشيد البحري في بيت لاهيا، في ظل غياب المعدات المصرية (شاحنات وجرافات وآليات أخرى) التي كانت تتولى الجزء الأكبر من عمليات التسوية والترتيب.
وزار مراسل "العربي الجديد" كذلك موقع معدات الطواقم المصرية في دوار السودانية، غربي جباليا، شمال القطاع، ووجد غالبيتها في المكان لا تعمل.
وفي 18 مايو/أيار العام الماضي، وخلال العدوان الإسرائيلي الرابع على القطاع، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تخصيص مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة مصرية لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة، مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار.
وفي وقت سابق، قال وكيل وزارة الأشغال ناجي سرحان في مقابلة مع "العربي الجديد" إنّ مصر بدأت بالمشاريع الإسكانية، مثل إنشاء ثلاث مدن سكنية وملف الجسور والكورنيش، ووجهت الاهتمام بعيداً عن إعادة الإعمار وأقرب إلى التنمية.
وتثير إدارة مصر لعلمية الإعمار في غزة حالة من عدم الرضى لدى "حماس"، غير أنّ حساسية العلاقة مع القاهرة تدفع الحركة للصمت وعدم الانتقاد، خاصة أنّ مصر ذهبت للبدء في الإعمار بشكل يبتعد كثيراً عن المنازل والأبراج التي تعرضت لدمار كبير خلال العدوان.