أطلقت منظمة العفو الدولية (أمنستي) حملة لمطالبة السلطات الجزائرية بوقف محاكمة ناشطي الحراك الشعبي والإفراج عن الناشطين الموقوفين، في الوقت الذي عمدت فيه السلطات الجزائرية إلى إعادة توزيع الناشطين المضربين عن الطعام على عدد من السجون لكسر الإضراب ومنع السجناء من التوافق على خيارات احتجاجية.
وطرحت العفو الدولية عريضة تحت عنوان "أطلقوا سراح معتقلي الحراك في الجزائر" للتوقيع الشعبي، تطالب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، "بالإفراج فوراً، ودون قيد أو شرط، عن جميع النشطاء"، ووقف ما وصفته "بحملة القمع، ومطالبة السلطات الجزائرية بوقف الملاحقات القضائية التعسفية لنشطاء الحراك".
وتتهم المنظمة السلطات الجزائرية "باستغلال تفشي وباء فيروس كورونا لتسريع وتيرة حملة القمع ضد نشطاء الحراك، ووضع معارضيها في السجن، وإسكات أصوات وسائل الإعلام".
وأكدت أن إطلاق العريضة جاء بعد إعلان "40 سجينا من أشكال الحراك الشعبي الدخول في إضراب جماعي عن الطعام، احتجاجًا على التهم الزائفة الموجهة إليهم لمجرد ممارسة حريتهم في التعبير، مطالبين بإنهاء اعتقالهم التعسفي، من بينهم الشاعر والناشط محمد تاجديت".
وتحظى العفو الدولية باحترام السلطات الجزائرية، إذ كان الرئيس عبد المجيد تبون قد أشاد، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بموضوعية التقارير التي تعدها المنظمة، وأعلن استعداد السلطات لفتح أبواب السجون الجزائرية لزيارة وفد من المنظمة.
وكانت هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي قد أعلنت عن قرار أكثر من أربعين ناشطا في الحراك الشعبي، موقوفا في سجن الحراش في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، الدخول في إضراب عن الطعام ابتداء من يوم الجمعة الماضي، احتجاجا على "المتابعات والتهم الباطلة، الجنحية منها والجنائية، وكذلك تمديد فترة الحبس المؤقت غير المبررة".
وعلى الرغم من محاولة النيابة العامة نفي تسجيل حالة إضراب عن الطعام من قبل المساجين، إلا أنها بادرت بإعادة توزيع هؤلاء الناشطين المساجين وتفريقهم على عدد من السجون خارج العاصمة الجزائرية، كسجن البويرة، 120 كيلومتر شرقي الجزائر، وسجن البرواقية، 200 كيلومتر جنوبي العاصمة الجزائرية، ما سيزيد من معاناة عائلاتهم عند زيارتهم.
وأعلنت عائلة الشاعر تجاديت بعد زيارته أمس الجمعة، أنه تم تحويله من سجن الحراش إلى سجن البويرة قرب العاصمة الجزائرية، وأنه "منهك صحيا بسبب دخوله في اليوم الثامن من الإضراب عن الطعام، وأنه مصرّ على مواصلة الإضراب وليست له أي نية بالتوقف، حتى يتم تطبيق القانون من أجل محاكمة عادلة".
وأفرجت السلطات على الناشط عبد الله بن نعوم، بعد أشهر من خوضه إضرابا عن الطعام، احتجاجا على استمرار حبسه، حيث تدهورت وضعيته الصحية ويرقد في الوقت الحالي في مستشفى غليزان غربي الجزائر.