الفصائل العراقية تؤكد دخولها حالة التأهب لأي عدوان إسرائيلي على لبنان

26 يونيو 2024
أعلام الفصائل العراقية محمولة من مناصريها بساحة التحرير ببغداد، 13 يناير 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الفصائل العراقية النافذة تعلن دعمها لحزب الله وتهديد بضرب المصالح الأميركية في العراق رداً على دعم أمريكا لإسرائيل، مؤكدة مشاركتها في أي مواجهة ضد إسرائيل.
- تستعد هذه الفصائل لأي مواجهة محتملة ضد الوجود الأميركي، معتبرة نفسها جزءاً من محور المقاومة الذي يشمل جماعات في اليمن ولبنان والبحرين.
- التطورات تثير تساؤلات حول إمكانية ورغبة الفصائل في مواجهة فعلية ضد القوات الأميركية، وسط تحذيرات من أن التهديدات قد تكون حملة إعلامية للحفاظ على دورها ضمن محور المقاومة.

تتفاعل ردود الفعل السياسية والعسكرية من قبل الفصائل العراقية النافذة والمؤثرة، لا سيما مع زيادة التوتر بين حزب الله اللبناني والاحتلال الإسرائيلي، واحتمالات تفجر مواجهة أكبر على الحدود الشمالية من الأراضي المحتلة في فلسطين. وقد دخلت الفصائل العراقية على خط المواجهة إلى جانب حزب الله اللبناني، والتهديد بتنفيذ هجمات ضد الأميركيين في العراق. يحدث ذلك في ظل موقفٍ غير واضح لرئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني.

وهدد الأمين العام لفصيل "عصائب أهل الحق" في العراق قيس الخزعلي، باستهداف المصالح الأميركية في العراق، إذا قررت واشنطن دعم إسرائيل في هجومها على لبنان. وشدد الخزعلي، في كلمة، على أنه "في حال استمر الأميركيون في دعم إسرائيل، وأنه إذا وسعت إسرائيل عملياتها وهاجمت لبنان الحبيب وحزب الله، فإن أميركا ستكون قد وضعت كل مصالحها في المنطقة والعراق خصوصا محل استهداف وخطر"، مبيناً أن "عمليات محور المقاومة في لبنان أو اليمن أو العراق دفاعية وهدفها الضغط على الكيان لإيقاف جرائمه، وهذا معلن وصريح وواضح".

كما أكدت كتائب "سيد الشهداء"، التي يقودها أبو آلاء الولائي، أن العراق سيدخل في أي حرب تندلع بين حزب الله اللبناني وإسرائيل. وقال المتحدث باسم الكتائب، كاظم الفرطوسي، في تصريحات صحافية، إن "الحرب الجارية في غزة، وكذلك في لبنان بين حزب الله وإسرائيل، هي حرب محور واحد، والعراق جزء من هذا المحور. ونحن في الفصائل العراقية ضمن هذه الحرب، ولا نحتاج للدخول فيها، فنحن جزء منها". وأضاف الفرطوسي أن "الفصائل العراقية تعمل على استهداف إسرائيل بشكل شبه يومي، وبشكل متعدد. ونحن مع فلسطين في حربها ومع حزب الله في حربه. وفي حال حدوث أي جنون مع حزب الله في لبنان، ستكون هناك مقبرة كبيرة لهذا الكيان، والجميع سوف يشارك في دفنه بها".

ورغم الجهود الأميركية التي تسعى للحيلولة دون وقوع أي صراع طويل بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، تؤكد الفصائل العراقية أنها تتجهز لأي مواجهة ضد الوجود الأميركي في العراق، وقد تشهد الأيام المقبلة تطورات في نوعية تهديدات هذه الفصائل، بحسب عضو تحالف "قوى الإطار التنسيقي"، عائد الهلالي، الذي اعتبر أن "التسابق الفصائلي تجاه إسناد موقف حزب الله في لبنان متواصل، وهذا دفع حكومة الكيان الإسرائيلي إلى التراجع عن خيار ضرب جبهة المقاومة الإسلامية في لبنان"، وفقا لقوله.

وأضاف الهلالي لـ"العربي الجديد"، أن "الفصائل العراقية أسست من أجل مقاومة الاحتلال الأميركي والتوحش الإسرائيلي، بالتالي فإن رد الفعل الذي صدر عن بعضها خلال الأيام الماضية من جرّاء تهديد حزب الله اللبناني هو أمر طبيعي، وأنا أعتقد أن الفصائل العراقية قادرة على مواجهة الأميركيين من خلال ضرب المصالح والوجود الأميركي من جهة، كما أن التنسيق مستمر مع جماعات المقاومة في اليمن ولبنان والبحرين، بالتالي فإن إمكانية ضرب تجمعات المنشآت الإسرائيلية في الأراضي المحتلة ممكنة"، مستكملاً حديثه أن "المقاومة الإسلامية لم تتوقف خلال الأشهر الماضية حتى تعود من جديد، لكن هناك وضعا سياسيا وأمنيا داخليا في العراق، فرض اتفاقا على وقف الهجمات الصاروخية".

من جانبه، لفت عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي محمد تقي إلى أن "حكومة الاحتلال الإسرائيلي باتت لا تقتل الفلسطينيين فقط، بل تجاوزت تهديداتها وترويعها للمنطقة بالكامل، وهذا يعني أنها تتحول تدريجياً إلى وحش لا بد من الوقوف بوجهه، وفي العراق لدينا فصائل المقاومة التي تأخذ على عاتقها هذه المهمة"، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن "واشنطن متورطة في دعم وحشية الكيان في حربه على الفلسطينيين والعرب جميعاً، والفصائل العراقية لا تريد أن تبقى صامتة إزاء كل هذه التجاوزات، وهي بانتظار ما ستؤول إليه الأمور الدبلوماسية، لكن في حال فشلها فإن للعراقيين كلمتهم، وهي ذاتها التي تحدثت بها بعض الفصائل من ناحية المقاومة ومنع أي ضرر يواجه الإسلام والمسلمين والمنطقة عموما".

هل تريد الفصائل العراقية فعلاً مواجهة أميركا؟

لكن أستاذ الدراسات الأمنية في معهد الدوحة للدراسات العليا مهند سلوم، بيَّن أن "الفصائل المسلحة العراقية تمتلك أسلحة ومسيّرات بإمكانها ضرب أهداف أميركية داخل وخارج العراق. لكن السؤال هو هل تريد هذه الفصائل استهداف القوات الأميركية في العراق أو في المنطقة؟ حتى أن حزب الله نفسه لا يهدد باستهداف الأميركيين في حال دخوله في حرب مع إسرائيل، لأنه يعرف تداعيات هكذا تهديد أو استهداف، وأن هذه التهديدات جزء من حملة إعلامية للمحافظة على دور الفصائل المسلحة في صراعها المفترض مع إسرائيل ضمن إطار ما يسمى بمحور المقاومة".

واستكمل سلوم حديثه إلى "العربي الجديد"، بأن "الفصائل المسلحة جزء من الحكومة العراقية، ولديها حصة سياسية كبيرة في عراق ما بعد 2003، واستهداف الأميركيين بشكل حقيقي يهدد استقرار ومستقبل الحكومة العراقية، وبالتالي مستقبل وحصص هذه الفصائل. لذلك، لا أتوقع تغيرا في قواعد الاشتباك بين الفصائل وأميركا، خصوصا مع مجيء سفيرة أميركية جديدة توعدت باستهداف هذه الفصائل كجزء من مهمتها في العراق".

ومنذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، نفذت "المقاومة الإسلامية في العراق"، التي تتألف من عدة فصائل مقربة من طهران، أبرزها "كتائب حزب الله"، و"النجباء"، و"سيد الشهداء"، و"الإمام علي"، أكثر من 220 هجمة متفرقة، وكانت أقسى الضربات التي وجّهت إلى الأميركيين هي هجوم بطائرة مسيّرة في يناير/ كانون الثاني الماضي، استهدفت قاعدة في الأردن قرب الحدود السورية، أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين.

المساهمون