أكدت القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، اليوم السبت، أنّ الأحداث المتصاعدة التي تشهدها مدينة القدس المحتلة هي "معركة لإثبات السيادة الوطنية" في ظل تصاعد هجمات المستوطنين الإسرائيليين واعتداءاتهم اليومية بحق الفلسطينيين في المدينة.
وشارك ممثلون عن الفصائل في وقفة إسنادية دعت إليها "لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية"، في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة، دعماً لهبة الفلسطينيين في القدس المحتلة ورفضاً لتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية بحق المقدسيين.
واقتصرت الوقفة الإسنادية على مشاركة شخصيات قيادية محسوبة على الفصائل الفلسطينية في غزة نظراً لفرض حظر التجوال على حركة المركبات في ظل القيود الحكومية المفروضة لمواجهة تفشي جائحة كورونا، في حين رفعت الأعلام الفلسطينية ورددت شعارات داعمة لصمود المقدسيين.
وكسر الشبان الفلسطينيون في غزة، حالة حظر التجوال المفروضة في الساعات الأولى من فجر السبت بعدما خرجوا في مسيرات عفوية انطلقت من مختلف المدن والمخيمات في القطاع تضامناً مع القدس المحتلة ولمطالبة المقاومة بالرد على اعتداءات الاحتلال.
وردد مئات الشبان الذين خرجوا في مسيراتهم العفوية شعارات تؤكد على الحق الفلسطيني في القدس ورفض التفريط أو التنازل عنها، وضرورة استمرار الضغط الشعبي وضغط المقاومة على الاحتلال حتى التراجع عن سياساته وجرائمه المتصاعدة بحق المقدسيين.
وخلال الوقفة الإسنادية للمقدسيين، دعا عضو المكتب السياسي لـ"حركة الجهاد الإسلامي"، خالد البطش في كلمته نيابة عن القوى الوطنية والإسلامية، إلى تشكيل قيادة وطنية موحدة لقيادة المقاومة الشعبية تعمل على إسناد الجماهير الفلسطينية.
وأضاف البطش أن رد المقاومة الفلسطينية، فجر السبت، عبر إطلاق الصواريخ في اتجاه مستوطنات غلاف غزة يعكس تعبيراً حقيقياً عن وحدة الشعب الفلسطيني ومساندته لصمود سكان القدس، مطالباً بتكثيف الفعاليات الشعبية المساندة لهبة المقدسيين.
وقال في رسالته لأبناء القدس إنهم ليسوا وحدهم وإن المقاومة بمختلف تشكيلاتها حاضرة في الميدان، مؤكداً على أهمية التوافق على استراتيجية وطنية موحدة تعمل على حماية الحقوق الفلسطينية وتتمسك بالثوابت الوطنية.
وأطلقت الأذرع العسكرية للفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة رشقات صاروخية متنوعة تجاه مستوطنات الغلاف في عدد هو الأكبر منذ أكثر من عام، تزامناً مع غارات وقصف مدفعي إسرائيلي محدود شنه على مواقع تتبع لقوى المقاومة الفلسطينية في القطاع.
في غضون ذلك، قال الناطق باسم حركة "حماس"، حازم قاسم، إن المقاومة لن تسمح للاحتلال بتغيير الهوية العربية لمدينة القدس المحتلة، باعتبارها العاصمة الأبدية للفلسطينيين، ولن تقبل باستمرار التغول من قبل المستوطنين تجاه أهلها.
وأضاف قاسم لـ"العربي الجديد" أن المقاومة قالت كلمتها بشأن القدس المحتلة وأكدت على عدم السماح بالتفرد بها عبر قصفها الصاروخي الأخير، مشيراً إلى أن ما يحدث هو جزء من صراع كبير ومتواصل بين الشعب الفلسطيني ومقاومته وبين مشروع الاحتلال الهادف لتصفية الوجود الفلسطيني.
وحمل الناطق باسم "حماس" الاحتلال مسؤولية ما يجري وكذا تداعيات ما يمكن أن يحدث في ظل هذه الهجمة المتصاعدة تجاه القدس أو عبر استمرار قصفه لقطاع غزة، مشيراً إلى أن رد المقاومة جاء لضرورة حماية الإرادة الشعبية في القدس المحتلة.
في موازاة ذلك، أكد عضو اللجنة المركزية لـ "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، ماهر مزهر، أن المقاومة لن تقبل بتغيير قواعد الاشتباك ولن تقبل بالمساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية دون رد أو إسناد للأهالي المنتفضين في مدينة القدس المحتلة.
وقال مزهر لـ"العربي الجديد" إن رد المقاومة العسكري يؤكد أن لديها الكثير من المفاجآت بالشكل الذي يربك الاحتلال ويرفع كلفة حساباته، مطالباً الجماهير الفلسطينية بالعمل على تحويل الهبة إلى انتفاضة شعبية عارمة في شتى المدن الفلسطينية.
وطالب القيادي في "الجبهة الشعبية" بأهمية شروع الفصائل الفلسطينية في حوارٍ جاد يعمل على تشكيل قيادة موحدة للمقاومة الشعبية، بالإضافة إلى التحلل من اتفاقية أوسلو المبرمة مع الاحتلال الإسرائيلي والشروع في انتفاضة حقيقية تعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية.