شيع الفلسطينيون، اليوم الجمعة، جثمان الشهيد عبد الفتاح محمد عبيات (37 عاماً)، من بيت لحم، جنوب الضفة الغربية، والذي أعلنت عائلته، مساء الأربعاء، استشهاده بعد الاعتداء عليه بالضرب من قبل المستوطنين، إذ كان يعمل في مجال الإنشاءات في مستوطنة "جيلو" المقامة على أراضي بيت لحم.
وبعد تسليم الاحتلال جثمان الشهيد، مساء الخميس، إلى عائلته، ألقت عائلته نظرة الوداع عليه، ثم نقل إلى معهد الطب العدلي في بلدة أبو ديس، جنوب شرق القدس، حيث تم تشريح جثمانه هناك، وفق ما أكدته مصادر عائلية لـ"العربي الجديد".
وصباح اليوم، جرى نقل جثمان الشهيد عبيات من معهد الطب العدلي إلى مستشفى الحسين في بيت لحم، وألقت عائلته نظرة الوداع عليه، ومن هناك انطلق موكب تشييع جثمانه باتجاه مسجد عمر بن عبد العزيز في بلدة هندازة في بيت لحم، وأديت صلاة الجنازة عليه. وانطلقت بعد ذلك مسيرة حاشدة رفع فيها المشاركون الأعلام الفلسطينية على وقع الهتافات المنددة بجريمة قتل الشهيد عبيات، حتى وصل المشيعون إلى مقبرة الشهيد حسين عبيات، شرق بيت لحم، حيث ووري جثمانه الثرى هناك.
وكانت عائلة عبيات الفلسطينية قد أعلنت عن استشهاد ابنها العامل عبد الفتاح محمد عبيات، مساء الأربعاء، أثناء عمله داخل مستوطنة "جيلو" المقامة على أراضي بيت لحم، على أيدي المستوطنين، بعدما ضربوه وقيدوه.
وقال فتحي عبيات، شقيق الشهيد، لـ"العربي الجديد"، حينها: "إن شقيقي عبد الفتاح الذي يعمل في مجال الإنشاءات، كان يعمل مع شقيق آخر لي وابن خالتي في شقة سكنية داخل المستوطنة، وحينما بقي شقيقي وحده بعدما أنهى من معه عملهما، استفقداه وحاولا الاتصال به لكن هاتفه لم يجب، وبعد عدة محاولات أبلغا شرطة الاحتلال والتي لم تعرف عنه شيئاً، ما اضطرنا للرجوع إلى المستوطنة ومكان عمله في الشقة لنفاجأ أن عبد الفتاح مقيد ومضروب على رأسه".
وتابع فتحي عبيات: "وجدنا شقيقي مقيدة رجلاه مع قدميه ومضروب على رأسه ومعلق بحبل من رقبته، وبعدها جاءت شرطة الاحتلال مع الإسعاف الإسرائيلي وحققت معنا".
وأكد عبيات أنه لا توجد لشقيقه عبد الفتاح أي عداوات، "وأن الدلائل تشير إلى قيام المستوطنين بالاعتداء عليه وقتله، وخاصة أنه قتل في داخل مستوطنة (جيلو)، بينما تماطل شرطة الاحتلال بالكشف عن الجناة رغم وجود كاميرات مراقبة في المكان، فهم يريدون إخفاء الأدلة التي تتعلق بالمستوطنين"، مشيراً إلى أنه سيتوجه للقضاء ولكل الجهات الحقوقية المختصة للكشف عن قتلة شقيقه.
ووفق شقيقه، فإن الشهيد عبيات متزوج وله 5 أطفال، أكبرهم بعمر 11 سنة، وأصغرهم بعمر 6 أشهر، وهو متدين ويتمتع بأخلاق عالية.
على صعيد منفصل، أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة باب الزاوية بمدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، اليوم الجمعة.