القوات الأمنية العراقيّة تستهدف نازحي الأنبار وتضيّق الخناق عليهم

26 يوليو 2015
معاناة النازحين العراقيين متواصلة (فرانس برس)
+ الخط -

بعد هدوء نسبي، عادت القوات الأمنية العراقية، اليوم الأحد، إلى ممارسة انتهاكاتها تجاه نازحي محافظة الأنبار، ولم تقتصر تلك الانتهاكات على إعادة إغلاق معبر "بزيبز" بوجه النازحين، بل أقدمت على اعتقال عشرات النازحين بتهمة "إيواء" عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، فيما طالب مسؤولو المحافظة الحكومة بعدم وضع العراقيل في وجه النازحين بحجة الوضع الأمني.

وقال نازحون فارون تمكنوا من الوصول إلى محافظة بغداد لـ"العربي الجديد" إنّ "قوة من استخبارات الجيش داهمت مخيمات النازحين في بلدة عامرية الفلوجة جنوبي المحافظة، واعتقلت أكثر من 200 نازح، بتهمة صلتهم بتنظيم داعش"، مؤكّدين أنّ "تلك القوات اعتقلت العشرات من النازحين ممن يحملون مستمسكات صادرة من دائرة تسجيل الفلوجة".

وأشاروا إلى أنّ "عناصر الاستخبارات أطلقوا عيارات نارية في الهواء في مخيّم النازحين، وأهانوهم من خلال عبارات السب والشتم والوعيد بعد اتهامهم بإيواء تنظيم داعش"، موضحين أنّ "عشرات الأسر النازحة اضطرت إلى ترك مخيمات عامرية الفلوجة والتوجه إلى العاصمة، أو العودة إلى المناطق الساخنة خشية اعتقالها من قبل القوات الأمنية".

في غضون ذلك، أعادت السلطات العراقية إغلاق معبر بزيبز، الذي يربط محافظة الأنبار بالعاصمة بغداد، في وجه النازحين.

وقال مسؤول لجنة إغاثة النازحين في عامرية الفلوجة، عبد الله رجا العيساوي، لـ "العربي الجديد"، إنّ "عناصر الجيش العراقي ومليشيات الحشد الشعبي أغلقوا الجسر على خلفية الاشتباكات التي جرت أمس بين بعض النازحين المدعومين بصحوات عشيرة البوعيسى من جهة، والجيش والمليشيات من جهة أخرى"، مبينا أنّ "الاشتباكات اندلعت بعد وفاة امرأة مسنة منعت من عبور بزيبز، وإطلاق عناصر الحشد عبارات مسيئة بحق نساء الأنبار".

وأشار العيساوي إلى "اضطرار عشرات الأسر إلى العودة إلى المناطق الساخنة في الفلوجة والرمادي بعد منعهم من العبور باتجاه بغداد والمحافظات الأخرى، وقضاء عدّة أيام في العراء"، منتقدا "تجاهل الحكومة العراقية والبرلمان لمعاناة النازحين".


إلى ذلك، طالبت النائبة عن محافظة الأنبار، لقاء وردي، الحكومة والقوات الأمنية بـ"فسح المجال لخروج الأهالي من قضاء حديثة، وألا تضع العراقيل في وجههم بحجة الوضع الأمني أو استهدافهم من قبل داعش".

وقالت وردي، خلال مؤتمر صحافي، إنّ "ما يتعرض له القضاء يتنافى مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان، حيث أنّ الأهالي يتعرضون لإبادة جماعية نتيجة لانعدام الغذاء والدواء ومياه الشرب"، موضحة أنّ "احتجاز المواطنين، لأيّ سبب كان، أمر مرفوض وغير مقبول".

كما دعت إلى "ضرورة توفير ممرات وأماكن آمنة للحفاظ على أرواح الأبرياء"، مطالبة بـ"تأمين جسر جوي لنقل العوائل والأهالي الراغبين بالخروج من المدينة".

وعبّرت لجنة الإنقاذ الدولية في وقت سابق عن قلقها من الإجراءات التعسفية، التي تتبعها السلطات العراقية بحق النازحين من محافظة الأنبار، مؤكدة في بيان أنّ بعضهم اضطر إلى العودة إلى مناطق الصراع بسبب عجزهم عن الوصول إلى مناطق آمنة.

وأوضحت المنظمة غير الحكومية أنّ آلاف الأشخاص، الذين فروا من مدن محافظة الأنبار، ما زالوا عالقين عند نقاط التفتيش، داعية لإنهاء الإجراءات التمييزية بحقهم وبذل الجهود لتوفير الأماكن المناسبة لإيواء الأسر النازحة، ورفضت محاولات قوات الأمن العراقية عزل الرجال عن النساء في بعض مخيمات النازحين.

ميدانيّا، تمكنت القوات العراقية من "تحرير مبنى جامعة الأنبار غربي الرمادي"، وقال مصدر أمني محلي لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجيش العراقي تسانده قوة من مكافحة الإرهاب تمكنت صباح الأحد من دخول الجامعة ورفع العلم العراقي فوق أبنيتها".

وقال عضو المجلس، عيد عماش، في بيان صحافي، إن "تحرير جامعة الأنبار يعتبر نصرا عظيما للقوات الأمنية التي تمكنت من قتل وإصابة العشرات من عناصر تنظيم داعش"، مبيّناً أنّ "العشائر لعبت دورا مهما في عملية التحرير".

وأضاف أن "تحرير الجامعة بداية لتحرير مدن ومناطق محافظة الأنبار الأخرى".

اقرأ أيضاً: الأمن العراقي يجبر معتقلين على أداء دور "داعش"