نشرت الحكومة الإسبانية قوات أمنية في سبتة لمنع تدفق المزيد من المهاجرين القادمين من المغرب، بعد دخول آلالاف منهم إلى الجيب الواقع في شمال أفريقيا سباحة.
ونقلت وكالة" فرانس برس" عن مسؤول في وزارة الداخلية الإسبانية قوله "إن جنود حرس الحدود وبالتعاون مع الشرطة سينتشرون على الحدود فورًا"، من دون أن يحدد عدد القوات التي سيجرى نشرها.
ويجرى نقل البالغين من الوافدين إلى ملعب كرة قدم محلي لإعادتهم إلى المغرب، بينما يُرسل القصر إلى مبنى صناعي.
وأعلن وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا، اليوم الثلاثاء، أن إسبانيا أعادت إلى المغرب 2700 مهاجر، أي حوالي نصف المهاجرين البالغ عددهم نحو ستة آلاف.
وظل جيبا سبتة ومليلية، اللذان تسيطر عليهما إسبانيا ويقعان على الساحل الشمالي للمغرب، جاذبين للمهاجرين الأفارقة الساعين للوصول إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل.
ويأتي وصول المهاجرين في وقت يشهد زيادة في التوتر بين إسبانيا والمغرب بشأن مصير إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، الذي يعالج في أحد مستشفيات إسبانيا.
وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا جونزاليس لإحدى الإذاعات المحلية، أمس، إن إسبانيا قبلت دخول غالي أراضيها لأسباب إنسانية.
يأتي ذلك في وقت أعربت فيه المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية إيلفا جوهانسون، اليوم الثلاثاء، عن قلقها من تدفق المهاجرين، داعيةً المغرب إلى مواصلة منع العبور "غير القانوني" من أراضيه.
وقالت جوهانسون أمام البرلمان الأوروبي " إن الأهم الآن هو أن يواصل المغرب التزام منع العبور غير القانوني (للمهاجرين)، وأن تتمّ إعادة الأشخاص الذين لا يحقّ لهم البقاء، بشكل منظّم وفعال. الحدود الإسبانية هي حدود أوروبا"، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".
وشهدت مدينة سبتة الخاضعة للإدارة الإسبانية، خلال الساعات الماضية، موجة هجرة غير مسبوقة من الأراضي المغربية، وذلك عن طريق السباحة واستعمال القوارب المطاطية.
وكانت صحيفة "ألفارو دي سيوتا"، قد قالت، أمس، إنّ ما وقع من هجرة كثيفة سيسجل في التاريخ باعتباره واحدة من أخطر أزمات الهجرة السرية التي شهدتها إسبانيا على الإطلاق. موضحة أن الوضع خرج عن السيطرة، وأن الأمن الإسباني لا يستطيع فعل شيء لوقف هذا الزحف.
وتأتي واقعة الهجرة غير المسبوقة إلى سبتة بعد ثلاثة أسابيع من قيام العشرات من الشبان المغاربة بالسباحة، انطلاقاً من شواطئ مدينة الفنيدق، إلى المدينة الواقعة تحت الإدارة الإسبانية، وهي الحادثة التي أدت إلى غرق شخصين في مياه البحر المتوسط.