وصل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، صباح اليوم الاثنين، إلى محافظة ذي قار جنوبي البلاد، والتي ما زالت تشهد احتجاجات متكررة وتوتراً أمنياً على خلفية استهداف الناشطين في الحراك الشعبي من جهات تصفها الحكومة بالمنفلتة، في إشارة باتت تفهم على أن المقصود هو المليشيات المدعومة من إيران.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن الكاظمي عقد فور وصوله، اجتماعاً في قاعدة الإمام علي العسكرية الواقعة غرب مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار)، ضم المحافظ وقائد الشرطة ومسؤولين أمنيين آخرين، موضحة أن اللقاء شدد على ضرورة إنهاء الخروقات التي تشهدها المحافظة، والعمل بجدّ من أجل حسم بعض القضايا، وفي مقدمتها مواصلة البحث عن الناشط سجاد العراقي المختطف منذ نحو 3 أسابيع.
كما تجول الكاظمي في مدينة الناصرية، وزار جسر الزيتون الذي سبق أن شهد مجزرة في عهد الحكومة السابقة برئاسة عادل عبد المهدي، تسببت بسقوط العشرات من المتظاهرين بين قتيل وجريح.
الكاظمي يصل إلى ساحة الحبوبي وجسر الزيتون وسط #الناصرية .#صباح_الخير #العراق pic.twitter.com/lgRypDeWWQ
— زينب الغانم (@zeinab_alghanem) October 5, 2020
ونقلت وسائل إعلام محلية بياناً قالت إنه لمعتصمي مدينة الناصرية، ينفي وجود أي ممثل عنهم مخول بلقاء رئيس الوزراء خلال زيارته ذي قار، موضحين أن "المطالب الرئيسية لمتظاهري المحافظة لدى الحكومة المركزية تتضمن إقرار قانون انتخابات عادل بدوائر متعددة وخالية من التقسيم الحزبي، وكذلك محاكمة قتلة المتظاهرين، والتحري عن مصير المتظاهر المختطف سجاد العراقي والإفراج عنه سريعاً".
وعلى الرغم من مرور أكثر من عام على انطلاق الاحتجاجات العراقية، إلا أن ناشطي التظاهرات والداعمين لها في ذي قار ما زالوا يتعرضون لمضايقات وتهديدات، وأحياناً عمليات تصفية وخطف.
وأمس الأحد، تعرّض منزل رجل الدين أسعد الناصري، وهو من أكبر الداعمين للتظاهرات في ذي قار، إلى اعتداء من قبل مجهولين، وذلك بعد يومين على مناوشات كلامية بين الناصري وأنصار زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر بشأن الموقف من الاحتجاجات في العراق.
وقال الناصري في تغريدة عبر موقع "تويتر"، إن منزله في ذي قار تعرض إلى اعتداء بقنبلة مولوتوف.
إن الاستهداف الذي تعرض له المنزل هذا اليوم كان بعبوة صوتية مضافاً إلى المولوتوف. المفارقة أن هذا المنزل هو ملك لزوجتي أم أحمد التي اعتقلت في زمن النظام السابق سنة وأربعة أشهر بسبب قضايانا المرتبطة بقربنا من السيد الشهيد الصدر. pic.twitter.com/G8YVdsf2ho
— أسعد الناصري (@asaadalnaseri) October 4, 2020
وتم الاعتداء عليه من قبل أناس تدعي الانتساب له!
— أسعد الناصري (@asaadalnaseri) October 4, 2020
نحمِّل المسؤولية على كل من حرَّض بكلمة أو منشور أو غيره. وكنا نتوقع من الجبناء أمثال هذه الأفعال الجبانة والخسيسة. فديدنهم الإجرام وترويع الآمنين.
وأشار في تغريدة أخرى، إلى قيام مجهولين بحرق المنزل الذي كان يسكنه في محافظة النجف، مبيناً أن المنزل كان فارغاً عند حرقه.
جبناء الظلام يعتدون بالحرق على الدار التي كنا نسكنها في النجف، وهي فارغة!
— أسعد الناصري (@asaadalnaseri) October 4, 2020
هل لديكم غير هذه الأساليب الجبانة؟!#شرف_سز pic.twitter.com/JvcORarfaU
وكان الناصري قد وجّه في وقت سابق انتقاداً حاداً للصدر، على خلفية دعوة زعيم "التيار الصدري" للمتظاهرين إلى عدم التدخل بالسياسة، قائلاً: "قتلة الثوار يريدون أن ينصحوا الباقين منهم".
ونقل حساب صالح محمد العراقي (المقرب من الصدر) على "تويتر" عن زعيم "التيار الصدري" وصفه للناصري بـ"صاحب المواقف المتذبذبة".
https://t.co/daCMXtcnOt pic.twitter.com/T7P3TmkklT
— صالح محمد العراقي (@salih_m_iraqi) October 3, 2020