دعا رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، العراقيين، اليوم السبت، إلى تحديث بياناتهم الانتخابية للحصول على البطاقة الانتخابية "البيومترية"، كخطوة أولى للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المبكرة، المقرر إجراؤها في السادس من يونيو/ حزيران المقبل، موجهاً مفوضية الانتخابات بإكمال التسجيل "البيومتري" للناخبين العراقيين في أقرب وقت.
يأتي ذلك في وقت كشفت فيه مصادر سياسية وبرلمانية، لـ"العربي الجديد"، تسوية سياسية بشأن قانون الانتخابات، وتقسيم الدوائر الانتخابية المختلف عليها بين القوى السياسية، نصّت على أن تكون الدوائر متوسطة بواقع 3 إلى 5 دوائر في كل محافظة، ما يعني تجاوز الكتل السياسية فقرة الدوائر الصغيرة، وهي دائرة انتخابية لكل 100 ألف نسمة يفوز منها نائب واحد. وجاءت التسوية في ظلّ خشية القوى السياسية من عودة الحراك الاحتجاجي مجدداً.
ووفقاً لبيان صدر عن مكتب الكاظمي، فإنه "وجّه مفوضية الانتخابات بمضاعفة جهودها لتسريع إكمال التسجيل البيومتري للناخبين العراقيين في أقرب وقت، استعداداً للانتخابات المبكرة، فيما دعا المواطنين العراقيين المؤهلين للتصويت إلى الإسراع بتحديث بياناتهم الانتخابية للحصول على البطاقة الانتخابية البيومترية الخاصة بكل منهم".
وشدد على "أهمية تمكين الناخبين كافة من التصويت"، معتبراً أنّ "مشاركتهم الواسعة في التصويت دليل على ثقة الشعب العراقي بالديمقراطية والنظام المدني الدستوري، كذلك يُسهم في قطع الطريق على المسيئين إلى نزاهة العملية الانتخابية وشفافيتها".
وأشاد البيان بـ"القدرات التقنية والمهنية لخبراء المفوضية وموظفيها، وما يبذلونه من جهود وحرص في تسجيل وتنظيم بيانات عدد متزايد من الناخبين ومنحهم بطاقاتهم الانتخابية في الوقت المطلوب".
كذلك وجّه بـ"ضرورة قيام المفوضية والجهات الرسمية المعنية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة والميسّرة لضمان حصول الناخبين المؤهلين كافة، بمن فيهم النازحون، على البطاقة البيومترية خلال فترة وجيزة"، ودعا كل الجهات الرسمية والشعبية إلى "دعم المفوضية على مختلف الأصعدة لإكمال استعداداتها لإجراء الانتخابات المبكرة المقبلة".
... معتبرا أن مشاركتهم الواسعة في التصويت دليل على ثقة الشعب العراقي بالديمقراطية والنظام المدني الدستوري، كما يساهم في قطع الطريق على المسيئين لنزاهة وشفافية العملية الانتخابية.
— المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) October 3, 2020
وكان رئيس الوزراء قد تسلّم، أمس الجمعة، تقريراً عن اجتماع وفد حكومي رفيع المستوى مع رئيس وأعضاء مجلس المفوضين في المفوضية، خُصص لبحث سبل إنجاز التسجيل البيومتري الكامل للناخبين العراقيين المؤهلين للانتخابات المقبلة، الذين يتجاوز عددهم الكلي 26 مليون ناخب، بمن فيهم المواليد الجديدة المستحقة، وتشمل مواليد أعوام 2003 و2002 و2001، فضلاً عن النازحين.
وأكد عضو في مفوضية الانتخابات، لـ"العربي الجديد"، أنّ "هناك تفاؤلاً بإجراء الانتخابات بموعدها المقرر، بعدما وصلت القوى السياسية إلى تفاهمات بشأن الدوائر الانتخابية، وتمرير القانون"، مبيناً أن "المفوضية تبذل جهودها لإكمال الإجراءات الفنية اللازمة للتسجيل البيومتري".
وأوضح أن "هناك إجراءات فنية تحتاج إلى تخصيصات مالية، وقد أجرت المفوضية تفاهمات مع الكاظمي بشأنها، وقد وعد بإنجازها ضمن الفترة المخصصة".
وأشار إلى أنه "إذا مرر القانون، ومن ثم قانون المحكمة الاتحادية، ووفُرت الموازنة المطلوبة للمفوضية، فإن الفترة الباقية كافية لإنجاز الاستعدادات الكاملة لإجراء الانتخابات بموعدها المحدد". ويؤكد سياسيون أن الخلاف بشأن قانون الانتخابات، هو "حجة" تثيرها بعض القوى لتأخير إجراء الانتخابات.
وقال نائب رئيس الوزراء الأسبق، بهاء الأعرجي، في تصريح متلفز، إنّ "بعض القوى لا تريد إجراء الانتخابات بموعدها المقرر، لذا لجأت إلى إثارة المشاكل حول قانونها، لتحقيق أجندتها السياسية بتعطيل الانتخابات"، داعياً الجميع إلى "مساندة الحكومة من أجل إجراء الانتخابات المبكرة، وعبور هذه المرحلة الصعبة".