بدأ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي زيارة هي الأولى من نوعها منذ توليه رئاسة الحكومة مطلع مايو/ أيار العام الماضي، إلى العاصمة السعودية الرياض على رأس وفد وزاري رفيع يبحث خلالها جملة من الملفات المشتركة بين البلدين الجارين، على رأسها ملف الأمن والأوضاع المرتبطة بالحدود المشتركة البالغة أكثر من 800 كيلومتر بين البلدين.
وقالت وكالة الأنباء العراقية (واع) إنّ الكاظمي وصل إلى الرياض وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على رأس مستقبليه عصر اليوم، دون أن تحدد مدة الزيارة أو أي تفاصيل أخرى. لكن وكالة الأنباء السعودية (واس) أوضحت في تفاصيل لها أن ولي العهد السعودي والكاظمي انتقلا إلى قصر اليمامة بعد مراسم الاستقبال التي أقيمت بالمطار للضيف العراقي.
#عاجل #فيديو | سمو #ولي_العهد يستقبل رئيس وزراء #العراق في الديوان الملكي بـ #قصر_اليمامة بالرياض.#واس pic.twitter.com/LWeFAlbsrL
— واس الأخبار الملكية (@spagov) March 31, 2021
وتأتي الزيارة للمسؤول العراقي تلبية لدعوة سابقة تلقاها من العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، لكن تم تأجيلها بسبب وعكة صحية للأخير، في العشرين من يوليو/ تموز العام الماضي.
ويرافق الكاظمي في زيارته كل من وزير الخارجية فؤاد محمد حسين، ووزير المالية علي علاوي، ووزير التخطيط خالد بتال النجم، ووزير الداخلية عثمان الغانمي، ووزير النفط إحسان عبد الجبار، ووزيرة الإعمار والإسكان نازنين محمد، ووزير الزراعة محمد الخفاجي، والأمين العام لمجلس الوزراء حميد نعيم الغزي، ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، ورئيس هيئة الاستثمار الوطني سهى النجار، ومحافظ الأنبار علي فرحان، ومحافظ المثنى أحمد جودة، ووكيل رئيس جهاز المخابرات اللواء ماجد علي حسين الدليمي.
وفي هذا السياق، أصدر مكتب رئيس الوزراء العراقي، بياناً أكد فيه بختام اجتماعه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بحث جملة من الملفات المهمة.
وبحسب البيان فإن الكاظمي بحث في الرياض العلاقات الثنائية بين العراق والسعودية، وتعزيز التعاون المشترك في مجالات الاقتصاد والطاقة، والأمن، والاستثمار، والحدود.
وأضاف أنه "تم التأكيد على أهمية دور العراق في المنطقة بما يخدم استقرارها، ودعم المملكة العربية السعودية للعراق في جميع المجالات، كما جرت مناقشة تفعيل صندوق الاستثمارات السعودي".
ومن المتوقع أن يجري أعضاء الوفد الوزاري المرافق للكاظمي اجتماعات جانبية خلال الساعات المقبلة مع نظرائهم السعوديين بحسب مصادر عراقية في بغداد، لـ"العربي الجديد".
وحول مجريات الزيارة، أبلغ مسؤول عراقي بارز في بغداد، "العربي الجديد"، في وقت سابق اليوم، بأنه من المتوقع أن يتم توقيع عدد من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية الأخرى المتعلقة بالاستثمار، كما أن السعودية ستكشف عن حزم مساعدات للعراق في هذا الإطار.
وأضاف المسؤول ذاته أن وجود ثلاثة مسؤولين أمنيين بارزين بالوفد العراقي يؤكد أن الملف الأمني سيكون حاضرا بقوة أكثر من باقي الملفات، من خلال وجود وزير الداخلية عثمان الغانمي ومستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي، ووكيل جهاز المخابرات اللواء علي الدليمي".
وذكر المسؤول أن الملف الأمني "متعلق بالحدود والوجود المسلح لفصائل مسلحة حليفة لإيران على الحدود مع السعودية، وتلويحها عبر بيانات سابقة بالتهديد لم يعد خافيا والسعوديون يريدون من العراق التزامات بشأن منع استخدام أراضيهم لضرب أمن المملكة".
وأوضح أنه سيتم الاتفاق أيضا على فتح معبر حدودي آخر بين العراق والسعودية من جهة محافظة المثنى، كما سيتم بحث إعادة إحياء اللجنة العراقية السعودية المشتركة المعنية بكثير من الملفات ذات الشأن التجاري والاقتصادي والتعليمي.
وكان مستشار رئيس الوزراء العراقي، حسين علاوي، قد أكد أن "الزيارة ستبحث عددا من الملفات التي تحظى باهتمام البلدين، من بينها سبل مواجهة الأزمات الموجودة في المنطقة، والتنسيق الاقتصادي، ودعم خطط التنمية والاستثمار التي عرضتها هيئة الاستثمار الوطنية العراقية على الشركات السعودية، والتسهيلات التي ستقدمها الحكومة العراقية للشركات السعودية، والتوجه نحو إنشاء مشاريع مشتركة.
كما أوضح السفير السعودي في العراق، عبد العزيز الشمري، أن زيارة الكاظمي إلى الرياض تأتي في توقيت مهم، وستجرى مناقشة عدد من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية، كما سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات عدة.
وشدد الشمري على أهمية العلاقة بين البلدين، مضيفا في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أن هناك نية لزيادة المنافذ الحدودية مع العراق، وأن يعمل منفذ عرعر على مدار الساعة.
وأجرى وزراء ومسؤولون عراقيون زيارات متكررة إلى المملكة العربية السعودية خلال الأشهر الأخيرة، ففي الحادي والعشرين من الشهر الماضي، زار وزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي السعودية، على رأس وفد أمني رفيع ضم عدداً من قيادات الوزارة، لمناقشة عدد من الملفات المشتركة بين البلدين.
وبعد ذلك بيوم واحد أجرى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين زيارة إلى الرياض، تلبية لدعوة من نظيره السعودي فيصل بن فرحان. وفي نوفمبر/ تشرين الأول من العام الماضي قام رئيس أركان الجيش العراقي، عبد الأمير يار الله، بزيارة إلى السعودية تناولت تطوير العلاقات بين البلدين في المجال العسكري، وتبادل الخبرات بين البلدين في هذا المجال.