استمع إلى الملخص
- **ردود الفعل الحكومية والإجراءات المتخذة**: اجتمع رئيس الحكومة كير ستارمر مع قادة الشرطة لاحتواء الموقف، وأعلن عن تشكيل وحدة جديدة للتعامل مع الاضطرابات، مؤكدًا على ضرورة احترام القانون.
- **تحذيرات لشركات التواصل الاجتماعي**: حذر ستارمر شركات التواصل الاجتماعي من الترويج للاضطرابات، مؤكدًا اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان سلامة الشوارع وأمن المجتمع المسلم.
أدت أعمال العنف مع الشرطة التي اندلعت خلال اليومين الماضيين في بريطانيا من قبل أنصار اليمين المتطرف، في أعقاب جريمة قتل الأطفال في بلدة ساوث بورت يوم الاثنين، إلى الكشف عن اسم وهوية القاتل القاصر الذي عُرض أمام محكمة ليفربول، يوم الخميس، في الوقت الذي توعد فيه رئيس الحكومة البريطانيّة، كير ستارمر بعد اجتماعه مع قادة الشرطة اليمين المتطرف وأعلن تشكيل وحدة جديدة خاصّة في الشرطة.
ورفع القاضي ميناري كيه سي أمر عدم الكشف عن الهويّة في المحكمة ظهر الخميس، قائلًا إن "أعمال الشغب الحمقاء" في أجزاء من المملكة المتحدة بعد الهجوم، كانت أحد الأسباب التي جعلت من المصلحة العامة الكشف عن اسمه. ويحمل المتهم اسم أكسل روداكوبانا، ويبلغ من العمر 17 عاماً، وهو من كارديف.
ويُتهم روداكوبانا بقتل أليس داسيلفا أجويار (9 سنوات)، وبيبي كينغ (6 سنوات)، وإلسي دوت ستانكومب (7 سنوات)، بسكين مطبخ يوم الاثنين في شارع هارت في ساوثبورت، ميرسيسايد. وأصيب ثمانية أطفال آخرين بجروح بالسكين -خمسة منهم في حالة حرجة- بينما أصيب شخصان بالغان بجروح خطيرة أيضاً.
ومن المقرر أن يبلغ المتهم الـ 18 من عمره يوم الأربعاء، وهو ما قال القاضي إنه قد يوفر "عذراً إضافياً لجولة جديدة من الفوضى العامة". ووصف القاضي الاتهامات الموجهة إلى روداكوبانا بأنها "مذهلة" وأنها "لا يمكن أن تكون أكثر خطورة"، وقال إن هناك "مصلحة عامة حقيقية ومناسبة في هوية المتهم" وإن السماح للصحافة بتسميته، من شأنه أن "يساعد في تبديد المعلومات المضللة التي تروّج لها وسائل الإعلام".
وجاء القرار بعد تداول هويات غير صحيحة ومزاعم كاذبة، بما في ذلك اعتقال مهاجر مسلم بتهمة القتل. واستغل عناصر اليمين المتطرف الذين خرجوا قبل أسبوع في مظاهرة ضخمة بمشاركة الآلاف في لندن بقيادة قائد رابطة الدفاع الإنكليزيّة، تومي روبنسون، جريمة القتل في ساوث بورت من أجل القيام بأعمال شغب في أكثر من موقع ومناسبة خلال الليلتين الماضيتين، أدت إلى إصابة العشرات من عناصر الشرطة بجراح، منها خطيرة، وحرق سيارات للشرطة.
واجتمع رئيس الحكومة البريطانيّة كير ستارمر مع قادة الشرطة بهدف احتواء الموقف في داونينغ ستريت، وسط تخوفات من تكرار أعمال الشغب. وفي أعقاب الاجتماع عقد ستارمر مؤتمرًا صحافيًا عند الساعة الرابعة، قال فيه إنه يقف مع عائلات الضحايا في هذه "الأوقات الصعبة"، وإنه يجب "إعطاؤهم وقتًا للحزن على أحبائهم، وإعطاء السلطات الوقت للعمل على القضيّة". وقال ستارمر: "باسم الشعب البريطاني نحن ندين لهم (عائلات الضحايا) بالعدالة، وهناك محاكمة تجري في هذا الخصوص".
وتطرق ستارمر في حديثه إلى أعمال الشغب والاعتداء على الشرطة والمسجد في ساوث بورت، قائلًا إن "تصرفات أقلية صغيرة عديمة العقل في مجتمعنا" تعني أن مجتمع ساوثبورت اضطر إلى "المعاناة مرتين". ووصف ما حصل بالقول: "صعدت عصابة من البلطجيّة إلى القطارات والحافلات، وذهبت إلى مجتمع ليس مجتمعهم، مجتمع يحزن على المأساة الأكثر فظاعة، ثم شرعوا في إلقاء الطوب على ضبّاط الشرطة، ضبّاط الشرطة الذين كانوا قبل 24 ساعة فقط مضطرين إلى التعامل مع هجوم على أطفال في مجتمعهم".
وأكد أن أعمال الشغب التي اندلعت رداً على عمليات الطعن في ساوثبورت مثل "استهداف المساجد لأنها مساجد، وإلقاء القنابل الدخانية على تمثال ونستون تشرشل، والتحية النازية عند النصب التذكاري"، هي "ليست احتجاجًا" و"غير مشروعة" حيث تعهد بعدم السماح "بانهيار القانون والنظام".
وشدد ستارمر على أنه "لن يسمح تحت أي ظرف من الظروف، بانهيار القانون والنظام في شوارعنا". وتوعد باسم الشعب البريطاني "الذي يتوقع الحفاظ على قيمه وأمنه" بوضع حد لهذا الأمر. وقال ستارمر: "اليمين المتطرف يُظهر من خلال ممارسته من هو، ونحن بدورنا سنظهر له من نحن".
وفي هذا الخصوص أعلن رئيس الوزراء أنه ستُنشأ وحدة وطنيّة جديدة عبر قوات الشرطة للتعامل مع الاضطرابات العنيفة. وأشار إلى أن هذا يشمل نشرًا أوسع لتكنولوجيا التعرف إلى الوجه وأوامر السلوك الإجرامي.
كذلك حذر ستارمر خلال المؤتمر الصحافي شركات التواصل الاجتماعي الكبرى من أن "الاضطرابات العنيفة التي يجري الترويج لها بوضوح عبر الإنترنت هي أيضًا جريمة وتحدث في منصّاتها"، مضيفاً: "سنتخذ جميع الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة شوارعنا". وفي رده على سؤال عن الاعتداءات على المساجد، قال ستارمر موجهاً كلامه للمجتمع المسلم: "سآخذ كل خطوة كي تكونوا آمنين".