فُتحت في تمام الساعة الثامنة من صباح اليوم الثلاثاء، صناديق الاقتراع في الكويت أمام المواطنين لاختيار 50 عضواً في مجلس الأمة (البرلمان)، من بين 207 مرشحين، بينهم 13 امرأة، موزعين على الدوائر الانتخابية الخمس، في عدد إجمالي هو الأضعف منذ انتخابات يوليو/ تموز 2013، التي شهدت لأول مرة بوادر كسر المعارضة مقاطعة الانتخابات، وسط مخاوف من عزوف الناخبين عن التصويت، وتراجع نسبة المشاركة في الانتخابات.
وكان وليّ عهد الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، قد أصدر مرسوماً أميرياً في 3 مايو/ أيار الماضي، بالدعوة إلى الانتخابات التشريعية، وتحديد موعد الاقتراع في 6 يونيو/ حزيران، بعدما أقرّ في 1 مايو/ أيار، وفق المادة 107 من الدستور الكويتي، حلّ مجلس الأمة 2020 من جديد، عقب إعلانه في 17 إبريل/ نيسان الماضي، في كلمة نيابةً عن أمير البلاد، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، "الانتصار للإرادة الشعبية" بحلّ البرلمان والدعوة إلى انتخابات عامة.
وينتخب الكويتيون البالغ عددهم 795 ألفاً و911 ناخباً وناخبة، ممن يحق لهم الانتخاب وفق القانون الكويتي، الأعضاء الـ50 عبر الاقتراع السري المُباشر، وتنقسم الدوائر الانتخابية في الكويت إلى خمس، تنتخب كل دائرة منها عشرة أعضاء، ويحق للناخب الإدلاء بصوت واحد فقط لمرشح واحد.
ويبلغ عدد الناخبين في الدائرة الأولى 100 ألف و158 ناخباً وناخبة، وفي الدائرة الثانية 90 ألفاً و478 ناخباً وناخبة، وفي الدائرة الثالثة 138 ألفاً و364 ناخباً وناخبة، وفي الدائرة الرابعة 108 آلاف و35 ناخباً وناخبة، وفي الدائرة الخامسة 257 ألفاً و913 ناخباً وناخبة.
وتبلغ نسبة الناخبات من إجمالي الناخبين نحو 52%، ما يمكّن المرأة من حسم وصول العديد من أعضاء مجلس الأمة، كما أن عدداً واسعاً من النساء في السنوات الأخيرة لم يعد يخضع لاعتبارات الرجال في الانتخابات.
ويتنافس في الدوائر الخمس: 34 مرشحاً، بينهم امرأتان في الدائرة الأولى، و45 مرشحاً بينهم 3 نساء في الدائرة الثانية، و34 مرشحاً بينهم 3 نساء في الدائرة الثالثة، و47 مرشحاً بينهم 4 نساء في الدائرة الرابعة، و47 مرشحاً بينهم امرأة واحدة في الدائرة الخامسة.
وتستمر عملية الاقتراع اليوم لمدة 12 ساعة، من الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساءً، ويُدلي الناخبون بأصواتهم في المدارس المخصصة لهم للاقتراع، وذلك وفق مكان السكن، باصطحاب شهادة الجنسية الأصلية والبطاقة المدنية.
واستعرض مجلس الوزراء الكويتي، في اجتماعه الأسبوعي، أمس الإثنين، آخر الترتيبات والاستعدادات لتنظيم انتخابات مجلس الأمة، "لتمكين الناخبين والناخبات من اختيار مرشحيهم بسهولة وسط أجواء من الحرية والديمقراطية". وكان مجلس الوزراء قد أعلن، مطلع الشهر الماضي، عن "تعطيل العمل في جميع الوزارات والجهات الحكومية والمؤسسات العامة يوم الاقتراع مع اعتباره يوم راحة".
وقال وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عامر الرطام، في تصريح صحافي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، مساء أمس الإثنين، إنّ "اللجنة الاستشارية العليا المشرفة على الانتخابات، قامت بالاستعانة بعدد من الخبراء الحسابيين من الإدارة العامة للخبراء، وذلك لمعاونة رؤساء اللجان الرئيسية والأصلية في حصر أعداد الناخبين ومطابقتهم في كشف الناخبين، وهو ما يساعد في سرعة عملية فرز أصوات الناخبين وإعلان نتائج المرشحين".
وبحسب وزارة الداخلية الكويتية، بلغ عدد اللجان الأصلية والفرعية في الدوائر الانتخابية 759 لجنة، و118 مدرسة كمراكز للاقتراع، كما اعُتمدت 5 مدارس كلجان رئيسية لكل دائرة انتخابية، لإعلان النتائج النهائية للانتخابات.
ويُشرف على الانتخابات 1157 قاضياً ووكيل نيابة، ويبدأ فرز الأصوات بعد إغلاق الصناديق مباشرةً، وتُعلن نتائج كل دائرة على حدة في اللجنة الرئيسية لها من قِبل القاضي المشرف عليها، وبحضور مندوبين عن المرشحين، ووسائل الإعلام، ومراقبين محليين ودوليين على الانتخابات.
ويباشر تلفزيون دولة الكويت الرسمي نقل النتائج الأولية مع بدء الفرز، ويتفاوت موعد إعلان النتائج النهائية بين دائرة وأخرى، بحسب إجمالي أعداد المقترعين، أو في حال إعادة فرز صندوق أو أكثر لاعتراض أحد مندوبي المرشحين، والذي يستمر بالمجمل حتى ساعات متأخرة من الليل، وأحياناً حتى صباح اليوم التالي.