من المقرر أن يصل رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، اليوم الأربعاء، إلى أربيل، العاصمة المحلية لإقليم كردستان العراق، للتباحث مع القادة الأكراد بشأن تفاهمات متعلقة بتشكيل الحكومة المقبلة في بغداد.
وتأتي زيارة المالكي لأربيل بعد يوم واحد على وصول السفير الإيراني في العراق إيرج مسجدي إلى المدينة ولقائه رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، وزعيم "الحزب الديمقراطي الكردستاني" الحاكم في الإقليم مسعود بارزاني، والتباحث معهما بشأن محاولات التقريب بين الأطراف العراقية.
زيارة المالكي الذي يتزعم ما يعرف بـ"الإطار التنسيقي" الذي يضم أحزاباً وأجنحة سياسية تابعة لفصائل مسلّحة مقربة من إيران رافضة لنتائج الانتخابات التي جرت في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هي الأولى من نوعها منذ سنوات عديدة، ويرافقه عدد من قادة الكتل للقاء الزعماء الأكراد في الإقليم، الذين تجاوز عدد ما حصلوا عليه من مقاعد في البرلمان الاتحادي في بغداد الـ60 مقعداً (من أصل 329)، ما يعادل أكثر من ربع مقاعد البرلمان.
لحكومة توافقية
وقال هشام الركابي مدير مكتب المالكي، إنّ زيارة الأخير لإقليم كردستان "لا تستهدف أياً من القوى السياسية الأخرى"، مبيّناً، في إيجاز قدمه للصحافيين ببغداد، اليوم الأربعاء، أنّ الوفد سيبحث التفاهمات المشتركة بشأن التحالفات، والدعوة إلى عقد جلسة البرلمان الأولى.
مصادر سياسية مقربة من "الإطار التنسيقي"، قالت، لـ "العربي الجديد"، إنّ المالكي والوفد المرافق له سيبحثان مع القادة الأكراد عدة ملفات سياسية على رأسها تشكيل الحكومة والتأكيد على أهمية "حكومة توافقية" لا أغلبية كما يطالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بذلك.
مصادر سياسية: المالكي سيبحث تشكيل "حكومة توافقية" لا أغلبية كما يطالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بذلك
وأشارت إلى أنّ زيارة المالكي "لا تعني بالضرورة أنّ هناك تفاهمات مسبقة بين الطرفين، بل يمكن اعتبارها كسراً للقطيعة السابقة وإلغاء الوسطاء والتباحث مباشرة بين الطرفين".
وبشأن زيارة السفير الإيراني إيرج مسجدي لأربيل التي جاءت قبل يوم واحد من زيارة المالكي، لفتت المصادر إلى أنّ قوى في "الإطار التنسيقي"، "ترحّب بأي جهد من شأنه تقريب وجهات النظر بين المختلفين، والتوصل إلى حلول للأزمة السياسية المتفاقمة، والإسراع في تشكيل الحكومة، وفقاً للاستحقاقات الحقيقية للانتخابات"، موضحة أنّ القوى المعترضة على النتائج تعول على المحكمة الاتحادية لإنصافها من خلال إعادة النظر بالنتائج سواء كان من خلال الإلغاء أو التعديل أو إعادة العد والفرز.
والتقى مسجدي، أمس الثلاثاء، رئيس "الحزب الديمقراطي الكردستاني" مسعود بارزاني في أربيل.
وبحسب بيان لمكتب مسعود بارزاني، فإنّ اللقاء تطرّق إلى الأوضاع السياسية في العراق، ونتائج الانتخابات النيابية، وخطوات التقارب بين الأطراف العراقية، مشيراً إلى أنّ "الجانبين أكدا على تنفيذ المبادئ الثلاثة، الشراكة والتناغم والتوازن في إدارة الحكم في العراق، من أجل تحقيق الاستقرار والانتعاش واستقامة العملية السياسية".
وتابع البيان أنّ "العلاقات بين إقليم كردستان والجمهورية الإسلامية وتنميتها في الجوانب الاقتصادية والتجارية والثقافية كانت محاور أخرى في اللقاء بين الجانبين".
كما شهدت أربيل، الثلاثاء، لقاءً آخر جمع مسجدي برئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني. وقال بيان لرئاسة الإقليم إنّ "اللقاء بحث العلاقات بين العراق وإقليم كردستان مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتطوير التعاون المشترك في شتى المجالات، وكذلك آخر الخطوات المتخذة في العملية السياسية في العراق والجهود المبذولة لتشكيل حكومة عراقية جديدة، والعلاقات بين أربيل وبغداد واستمرار الحوارات لحل الخلافات بينهما، إضافة إلى مخاطر الإرهاب وهجمات داعش الأخيرة".
وأشار البيان إلى أنّ "الجانبين اتفقا على أهمية العمل للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وتحسين العلاقات بين بلدانها على أساس الصداقة والمصالح المشتركة".
وعلّق المستشار السياسي السابق في رئاسة إقليم كردستان كفاح محمود، على الزيارات السياسية لأربيل بالقول، في تغريدة على "تويتر": "في كردستان السفير الإيراني يسبق زيارة نوري المالكي لأربيل عاصمة إقليم كردستان، وفد كردستاني بقيادة الحزبين الرئيسيين يتوجه إلى بغداد لخوض مباحثات تشكيل الحكومة".
في كوردستان:
— Kifah Mahmood (@KifahMahmood) December 21, 2021
- السفير الايراني يسبق زيارة نوري المالكي الى اربيل عاصمة اقليم كوردستان.
- وفد كوردستاني بقيادة الحزبين الرئيسيين يتوجه الى بغداد لخوض مباحثات تشكيل الحكومة.
- بمشاركة 450 شركة .. تم افتتاح معرض تجاري ايراني في العاصمة أربيل. pic.twitter.com/dwNdC7sKbl