المبعوث الأممي يزور تعز في إطار جولته داخل اليمن

12 فبراير 2024
المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ (Getty)
+ الخط -

زار المبعوث الأممي الخاص لليمن هانس غروندبرغ، اليوم الاثنين، مدينة تعز جنوب غربي اليمن، في إطار جولته داخل البلاد، التي يلتقي فيها عددا من المسؤولين. والتقى غروندبرغ بمحافظ تعز نبيل شمسان وعدد من مسؤولي السلطة المحلية والقيادات الحزبية في المحافظة، حيث بحث معهم تطورات الأوضاع وجهود السلام التي يقودها من أجل تنفيذ الترتيبات الإنسانية، بما في ذلك فك الحصار عن مدينة تعز المحاصرة منذ تسع سنوات من قبل جماعة الحوثي.

وتأتي زيارة تعز، التي تعد الثانية للمسؤول الأممي بعد زيارة سابقة عقب تعيينه في أغسطس/آب 2021، في سياق الزيارة التي يقوم بها إلى اليمن للقاء الأطراف المختلفة، بهدف إحياء جهود السلام، وبحث خريطة الطريق الأممية، الهادفة لإنهاء الحرب والشروع في عملية سياسية جامعة برعاية الأمم المتحدة.

كما تأتي زيارته إلى عدد من المناطق اليمنية بعد جولته في المنطقة، التي شملت السعودية والإمارات وإيران، لبحث سبل استمرار الجهود نحو وقف إطلاق النار في جميع أنحاء اليمن، إلى جانب تدابير لتحسين الظروف المعيشية، واستئناف عملية سياسية برعاية الأمم المتحدة.

وأمس الأحد، زار المبعوث الأممي مدينة المخا الساحلية غربي اليمن، والتقى عضو المجلس الرئاسي طارق صالح، حيث أكد غروندبرغ "ضرورة المحافظة على هدوء الخطوط الأمامية في اليمن وضرورة خلق ظروف مؤاتية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في جميع أرجاء البلاد، بالإضافة إلى تنفيذ تدابير اقتصادية واستئناف عملية سياسية برعاية الأمم المتحدة"، بحسب بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي.

من جهته، شدد عضو المجلس الرئاسي على "ضرورة أن تلعب الأمم المتحدة دورا فاعلا وحاسما في مواجهة الانتهاكات الإنسانية الجسيمة التي ترتكبها مليشيا الحوثي، وفي مقدمتها رفع الحصار الظالم عن مدينة تعز، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وإتاحة حرية تنقلات السكان من دون أي ابتزاز أو عراقيل".

وكان غروندبرغ التقى، السبت، رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، ورئيس الحكومة الجديد أحمد عوض بن مبارك في العاصمة المؤقتة عدن، حيث أطلعهما على جهوده لإتمام خريطة طريق لحل الأزمة اليمنية من خلال إنهاء الحرب والشروع في عملية سياسية جامعة تشمل جميع الأطراف، برعاية الأمم المتحدة.

زيارة "مهمة" إلى تعز

الكاتب الصحافي وضاح شمسان قال لـ"العربي الجديد" إن هذه الزيارة إلى تعز "مهمة في حد ذاتها بعيداً عن أي حسابات أخرى، لكونها تعيد تعز إلى صدارة المشهد اليمني، وهي المدينة التي مثلت ثقل المواجهة بين المجتمع ودولة اليمنيين من جهة وجماعة الحوثي من جهة أخرى، ومثل التعاطي مع الحصار المفروض عليها مقياسا لرجاحة ومهنية المواقف السياسية والحقوقية من الأزمة اليمنية".

 وأضاف شمسان أنه "خلال جميع مراحل الجهود الدولية من أجل إحداث تسوية سياسية، كانت تعز تحضر في الهامش، ويجرى وضع ورقة مأساتها الإنسانية في ملف المزايدات الدولية، ولم يحدث، ولو لمرة واحدة، وضعها في مقدمة القضايا".

 وبرأيه، فإن زيارة المبعوث الأممي إلى تعز "يمكن أن تكون محاولة لبعث الحياة في مهمته التي لم ينجز منها شيئاً حتى الآن، وسعياً إلى منحها الحيوية والتذكير بما كان قد زعم أنه أنجزه قبل أن تؤدي الهجمات الحوثية على الملاحة في البحر الأحمر إلى تعطيل كل شيء، وإيقاف تحركاته في محلها، حتى بدا أن الأمور عادت إلى نقطة الصفر".

من جهته، رأى الناشط السياسي زكريا الشرعبي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن المبعوث الأممي يهدف من خلال زيارته إلى تعز إلى استعادة زخم جهود التوصل إلى تسوية سياسية، مع خفوت الحماسة لهذه الجهود من جهات إقليمية ودولية، لا سيما مع موقف الولايات المتحدة الناتج عن أزمة البحر الأحمر.

الشرعبي: المبعوث الأممي يهدف من خلال زيارته إلى تعز إلى استعادة زخم جهود التوصل إلى تسوية سياسية

وأضاف الشرعبي: "لا أعتقد أن لدى المبعوث أي أفكار جديدة بشأن ملف تعز والحصار المفروض على المدينة، كما استبعد أنه يحمل رسالة من الحوثيين بهذا الشأن، لأن حالة الجمود الحاصلة تجعل من التفكير في ملف تعز بشكل أحادي مسألة لا تستند إلى أي حيثيات موضوعية".

وأشار الشرعبي إلى أن "هذه الزيارة في مجملها تحمل رسالة إعلامية أكثر منها سياسية في ظل الظروف الراهنة، وحالة التصعيد في البحر الأحمر التي طغت على كل جهود التسوية في البلاد".

العليمي يترأس اجتماع للحكومة ويحدد جملة توجهات

في سياق آخر، ترأس رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي اجتماعا للحكومة اليوم، وشدد على المضي في سياسة تصحيح أوضاع البعثات الدبلوماسية، وتقليص عدد السفارات والملحقيات، والوظائف غير ذات الجدوى، وإعادة النظر بسياسة الابتعاث الخارجي واقتصارها على التخصصات الدراسية النادرة، والتوجه نحو المنح الجامعية الداخلية للطلاب المتفوقين.

وشدد العليمي على العمل من المقار الرسمية، وعدم سفر المسؤول الأول في المؤسسة إلا في حالات الضرورة القصوى، وتجنب أي تضارب للمصالح، واعتماد الريال اليمني في جميع التعاملات الداخلية.

 

المساهمون