صادق البرلمان المجري، اليوم الاثنين، على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، في خطوة تزيل آخر عقبة في طريق توسيع الحلف العسكري بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وصوّت 188 نائباً في البرلمان المجري لصالح الخطوة، بينما عارضها ستة نواب فقط. ورحبت السويد إثر ذلك بـ"يوم تاريخي".
وفي أول تعليق على قرار البرلمان المجري، قال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، إن عضوية السويد تجعل الحلف "أقوى وأكثر أماناً".
بينما اعتبر المستشار الألماني، أولاف شولتز، أن خطوة المجر "ستعزز أمن أوروبا والعالم".
ويأتي تصديق برلمان المجر على عضوية السويد في الحلف الغربي بعد نحو عامين من تقديمها برفقة فنلندا طلب الانضمام، إثر الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022. ليُسدل بذلك الستار على تراشق بودابست واستوكهولم، وعلى مراهنات موسكو على تعطيل أو تأجيل هذه العضوية في منطقة حيوية لأمنها الدفاعي.
وخلال الأعوام القليلة الماضية، توترت علاقة المجر بمجوعة "دول الشمال" (فنلندا والسويد والنرويج وأيسلندا والدنمارك)، على خلفية اتهامات أوروبية متزايدة للقومي المحافظ فيكتور أوربان مع تحالفه اليميني "فيديز" بأخذ بودابست نحو نظام "غير ليبرالي"، وبأنه "يفرّغ الديمقراطية من محتواها"، متخلياً عن "القيم والمبادئ" التي تقوم عليها عضوية الاتحاد الأوروبي.
واستمر التصادم بين استوكهولم وأوربان منذ عام 2014. وبقيت استوكهولم وجارتاها كوبنهاغن وهلسنكي تتصدر دول أوروبا في انتقاد توجه أوربان نحو "ديمقراطية غير ليبرالية"، وما يسميه الأوروبيون نسف استقلال القضاء والإعلام، ومبدأ فصل السلطات عموماً.
وخلال عامين من توتر العلاقة التركية - السويدية، ومناورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للحصول على تنازلات، طرح أوربان فكرة أن بلده "لن يكون آخر بلد" يصادق على عضوية السويد وفنلندا.
لكن توصل أنقرة إلى تفاهمات مع استوكهولم، وأهمها المرتبطة باتهامات عن "رعاية وحماية السويد أعضاء تنظيم إرهابي (حزب العمال الكردستاني)"، إلى جانب جماعة فتح الله غولن (جماعة الخدمة)، وحلحلة تشنج العلاقة بعد حرق نسخ من المصحف في استوكهولم، واستجابة واشنطن لمطالب تسليم أنقرة طائرات "أف 16"، أدت، مع غيرها من قضايا، إلى تسهيل تصديق البرلمان التركي على عضوية السويد في الأطلسي، ما جعل أوربان يبدو غير ملتزم بتعهده ألا يكون آخر المصدقين على عضويتها.
ولسنوات، ظل الأوروبيون يتهمون أوربان بانتهاج سياسة ابتزاز على مستوى علاقة الاتحاد الأوروبي" والحلف الأطلسي بروسيا، وغيرها من السياسات.
(فرانس برس، العربي الجديد)