أعلن رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، الخميس، أن برلمان بلاده سيصادق على انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) العام المقبل، علما أن ملف انضمام البلدين لا يزال معلقا بانتظار مصادقة بودابست وأنقرة.
وقال أوربان على هامش قمة لمجموعة فيشيغراد في سلوفاكيا: "كما سبق أن أبلغنا السويد وفنلندا، تدعم المجر انضمام هذين البلدين إلى حلف شمال الأطلسي. سيكون الأمر مدرجا ضمن جدول أعمال أول دورة (للبرلمان) العام المقبل".
ومن المقرر أن تُعقد الدورة الأولى للبرلمان المجري في فبراير/ شباط من العام المقبل.
وسبق أن صادقت 28 دولة منضوية في حلف شمال الأطلسي على انضمام السويد وفنلندا إلى التكتل الدفاعي.
بطلبهما الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، تخلّت الدولتان عن سياسة عدم انحياز كانتا تعتمدانها منذ عقود، بعدما بدأت روسيا غزو أوكرانيا في فبراير/ شباط.
ويتطلب انضمام أعضاء جدد إلى التكتل الدفاعي إجماع الدول الأعضاء.
ورفض الحزب الحاكم في المجر مرارا تحديد جلسة في البرلمان لمناقشة القضية، على الرغم من أن الحكومة تصر على أنها تدعم انضمام البلدين إلى حلف شمال الأطلسي.
في وقت سابق من الشهر الحالي، قال رئيس مكتب رئيس الوزراء المجري، غيرغيلي غولياس، إن برلمان البلاد اضطر لإقرار إصلاحات لمكافحة الفساد تطالب بها بروكسل، قبل مناقشة قضية الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وتخوض المجر محادثات مع بروكسل لتحرير تمويل بمليارات اليورو من صندوق للاتحاد الأوروبي، معلّقة حاليا على خلفية مخاوف من الفساد.
اتّهمت المعارضة المجرية حزب أوربان بالمماطلة عبر رفضه إدراج القضية في جدول أعمال البرلمان للتصويت عليها.
ووصف الحزب الاشتراكي الأمر بأنه "غير مفهوم وغير مبرر"، فيما اتّهم حزب "الزخم" الحكومة بـ"ابتزاز" الاتحاد الأوروبي.
ومنتصف الشهر الجاري، أقر البرلمان السويدي تعديلاً دستورياً يسمح بتشديد مكافحة الإرهاب، وهي نقطة طالبت بها تركيا للموافقة على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.
والتعديل الدستوري الذي اعتُمد بأغلبية 278 من أصل 349 صوتاً، يتيح تقييد مبدأ حرية تشكيل الجمعيات "عندما تتبنى الإرهاب أو تدعمه"، فيما اقتصر التصويت ضد التعديل على "حزب اليسار" المعارض.
ومن شأن التعديل الذي يدخل حيز التنفيذ في يناير/ كانون الثاني أن يسهل محاكمة أعضاء "حزب العمال الكردستاني"، المدرج على قائمة المنظمات الإرهابية في السويد والاتحاد الأوروبي.
ومنذ إعلان الترشح المشترك للسويد وفنلندا لعضوية حلف الناتو في مايو/ أيار، أعربت تركيا عن رفضها انضمام البلدين إلى حلف الأطلسي.
وتتهم أنقرة البلدين، ولا سيما السويد، بإيواء مقاتلين مقربين من "حزب العمال الكردستاني"، و"وحدات حماية الشعب" الناشطة في سورية، والمصنفين إرهابيين في تركيا.
(فرانس برس، العربي الجديد)