اتهمت المخابرات الأميركية، اليوم الخميس، الصين بمساعدة روسيا على تفادي العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب غزوها لأوكرانيا، في شباط/فبراير 2022، وتزويدها بتكنولوجيا عسكرية ذات استخدام مزدوج لاستخدامها في أوكرانيا.
الاتهامات الأميركية جاءت في تقرير صدر الخميس، بحسب رويترز، عن اللجنة الدائمة للمخابرات في مجلس النواب الأميركي بعد رفع السرية عنه، وتنفي الصين باستمرار إرسال معدات عسكرية إلى روسيا منذ اجتياح الأخيرة لأوكرانيا.
وتأتي الاتهامات الأميركية للصين في وقت تشهد العلاقة بين العملاقين الاقتصاديين تدهوراً ملحوظاً كانت آخر دلائله رفض بكين تلبية دعوة أميركية لعقد لقاء في سنغافورة بين وزيري دفاع البلدين نهاية مايو/أيار الماضي.
مكونات صينية
وكان فلاديسلاف فلاسيوك، مستشار كبير في مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، كشف في أبريل/نيسان الماضي عن عثور القوات الأوكرانية على المزيد من المكونات صينية الصنع في الأسلحة الروسية المستخدمة في حربها على أوكرانيا، مع تراجع المكونات الغربية التي تقيّدها العقوبات.
وتفيد معلومات جمعها خبراء أوكرانيون من ساحة القتال، بوجود مكونات صينية في نظام الملاحة في طائرات مسيرة من طراز أورلان، التي كانت تستخدم سابقاً نظاماً سويسرياً.
وذكر الخبراء أيضاً أنه تم العثور على أجزاء صينية في نظام التحكم في إطلاق النيران في الدبابات الروسية، التي كانت تستخدم سابقاً أجزاء فرنسية الصنع.
بدورها، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في فبراير/شباط الماضي، أن تدفق المسيرات الصينية الذكية إلى روسيا لم يتوقف، وتوفر هذه المسيرات للكرملين طريقة فعالة لاستهداف القوات الأوكرانية.
ووفق الصحيفة، تصل بعض المسيرات التجارية إلى الخطوط الأمامية للحرب الروسية في أوكرانيا، عبر الموزعين الروس، الذين تزودهم بها شركات صينية.
دعم الآلة العسكرية الروسية
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا حذرت الولايات المتحدة من تعاون بكين مع موسكو، وكان مسؤولون أميركيون قالوا في مارس/آذار 2022، أي بعد نحو شهر على اندلاع الحرب، أن الصين أبدت انفتاحها على تزويد روسيا بالأسلحة لدعم آلتها الحربية في أوكرانيا، وهو ما نفته بكين في حينه.
كما كانت "فايننشال تايمز" نقلت عن مسؤولين أميركيين، وقتها، أن الولايات المتحدة أبلغت الحلفاء بأن الصين أبدت استعدادها لتقديم مساعدة عسكرية بعد أن طلبت روسيا معدات تشمل صواريخ أرض-جو.
وقال مسؤولان مطلعان على محتوى البرقيات الدبلوماسية المتبادلة، إن واشنطن أبلغت الحلفاء أن روسيا طلبت من الصين خمسة أنواع من الأسلحة، تشمل، إلى جانب صواريخ أرض جو، طائرات من دون طيار، ومعدات متعلقة بالاستخبارات، وعربات مصفحة، ومركبات تستخدم في الخدمات اللوجستية والدعم. وبحسب الصحيفة جاء الطلب الروسي بعد 3 أسابيع من بدء القتال.
تصاعد التوتر
وتصاعدت التوترات بين واشنطن وبكين هذا العام على خلفية ملفات عدة، بينها تايوان، واتّهام الولايات المتحدة الصين بإطلاق منطاد للتجسس فوق أراضيها، أسقطته مقاتلة أميركية بعدما حلّق في أجواء البلاد.
وتعمل واشنطن على تعزيز تحالفات وشراكات في آسيا في إطار جهود للتصدي لنفوذ الصين المتنامي، في حين تفيد مؤشرات أولية بأن الطرفين يسعيان لاحتواء التوتر بينهما.