قالت وكالة الأنباء التركية "الأناضول"، إن المخابرات التركية تمكنت من اغتيال قيادي في حزب العمال الكردستاني في عملية خاصة في الحسكة شمال شرقي سورية، في حين تستمر فوضى التفجيرات والاغتيالات في محافظة درعا جنوبي البلاد.
وذكرت "الأناضول" أن المخابرات التركية حيدت من وصفته بـ"الإرهابي نصرت تبيش، المتهم بالوقوف وراء تفجير إسطنبول عام 2008 الذي أودى بحياة 18 شخصاً".
ونقلت عن مصادر أمنية قولها إن جهاز الاستخبارات توصل إلى معلومة عن انتقال تبيش من سورية التي فر إليها بعد تفجير 2008 إلى العراق، وأنه استُهدف في أحد المنازل بمدينة الحسكة السورية، ما أدى لتحييده (مقتله) عبر ما وصفته بالعملية الخاصة التي نفذت على مقر إقامته.
ولم تذكر المصادر للوكالة طريقة الاستهداف، لكن مصدراً ميدانيا رجح، في حديث مع "العربي الجديد"، بأن استهداف القيادي في حزب العمال جاء من خلال التسلل إلى منزله أو تفخيخه، مستبعداً استهداف القيادي بطائرة مسيّرة، وهي الوسيلة التي تستخدمها تركيا لملاحقة واستهداف عناصر حزب العمال وقيادات "قوات سورية الديمقراطية – قسد" في سورية.
وأشار إلى أن الحسكة تبعد عن الحدود التركية – السورية بحوالي 80 كيلومتر، الأمر الذي يصعب وصول المسيّرات.
ونفى مصدر من "قوات من قوات سورية الديمقراطية – قسد"، فضل عدم نشر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، حدوث الاستهداف، قائلاً إنهم رأوا صورة القيادي لأول مرة بعد نشرها على الوكالة مع خبر استهدافه.
ووفق المصادر نفسها، فإن تبيش انضم إلى "حزب العمال الكردستاني" عام 1995 وتولى مناصب في صفوف التنظيم، وكان أحد المسؤولين عن تفجير إرهابي وقع في منطقة "غون غوران" بإسطنبول عام 2008، أدى إلى مقتل 18 فردا بينهم 5 أطفال، وإصابة 154 آخرين بجروح.
وفي درعا، انفجرت اليوم السبت عبوة ناسفة في سيارة مدنية عند المدخل الشمالي الشرقي للمحافظة، ما أدى لاندلاع النيران فيها.
وعملت فرق فوج الإطفاء في المحافظة على إخماد النيران التي نشبت بالسيارة جراء الانفجار، إذ أكدت مصادر لوكالة الأنباء الرسمية التابعة للنظام (سانا) أن التفجير لم يسفر عن أي إصابات بين المدنيين أو العسكريين، وأن الأضرار اقتصرت على الماديات.
ومساء أمس الجمعة، شهدت مدينة نوى، غربي درعا، اغتيال القيادي يحيى عطا الله السقر، الذي كان قيادياً في أحد فصائل المعارضة قبل إبرام التسوية في المحافظة صيف العام 2018.
ونجحت عملية اغتيال القيادي فور إطلاق الرصاص عليه من مسافة قريبة من قبل مجهولين، ليضاف السقر إلى قائمة طويلة من الذين لقوا حتفهم جراء عمليات الاغتيال المستمرة منذ إبرام التسوية في المحافظة.
وبحسب إحصائية لـ"تجمع أحرار حوران" (منصة إعلامية مختصة بنقل أخبار درعا)، فقد شهد يونيو/ حزيران ويوليو/تموز تنفيذ 56 عملية اغتيال، قُتل على أثرها 55 شخصاً وأُصيب 26، فيما نجا خمسة أشخاص فقط.
ولم تتوقف التصفيات منذ إبرام اتفاق التسوية في درعا برعاية روسية صيف العام 2019، إذ تجند مخابرات النظام عملاء لاستهداف القياديين السابقين في فصائل المعارضة قبل حلها عقب التسوية، وترد تلك الفصائل أو عناصرها السابقون بعمليات مضادة، فيما أُضيف مؤخراً، على عمليات التصفية، تلك المتعلقة بعمليات التهريب والاتجار بالمخدرات.