أدى المستشار النمساوي الجديد ألكسندر شالنبيرغ أخيراً اليمين الدستورية أمام رئيس البلاد ألكسندر فان دير بيلين في فيينا، بعدما اضطر قبل أيام المستشار النمساوي السابق سيباستيان كورتس للاستقالة على خلفية الاشتباه به بعمليات فساد على صلة بوسائل الإعلام والإعلانات المدفوعة وخيانة للأمانة.
ويعتبر المستشار النمساوي الجديد سليل عائلة نبيلة في النمسا والمنحدرة من سانت أولريش في منطقة رورباخ، وولد عام 1969 في مدينة برن السويسرية، وذلك بحكم طبيعة عمل والده في السلك الدبلوماسي، والذي كان يشغل منصب سفير لبلاده.
ونشأ شالنبيرغ في الهند وإسبانيا وفرنسا، ودرس القانون بين أعوام 1989 و1994 في فيينا وباريس، ثم القانون الأوروبي في كلية أوروبا في مدينة بروج البلجيكية وعمل لاحقاً مديراً للقسم القانوني لبلاده لمدة خمس سنوات في بروكسل، وهو أب لأربعة أولاد.
وعرف المستشار النمساوي الحياة السياسية جيداً، وهو زميل المستشار السابق كورتس في حزب الشعب النمساوي المحافظ، واقترح كورتس تسميته للمنصب أمام رئيس البلاد.
وكان شالنبيرغ عمل في وزارة الخارجية لأكثر من 20 عاماً، إذ شغل أولاً منصب المتحدث الصحافي لوزيرة الخارجية السابقة أورسولا بالاسنيك، ولاحقاً لخلفها ميشائيل شبيندليغر، قبل أن يُعين مديراً للتخطيط الاستراتيجي للسياسة الخارجية في النمسا مع وزير الخارجية حينها الشاب سيباستيان كورتس.
ومع تسلم كورتس منصب المستشار في العام في 2017، انتقل شالنبيرغ معه إلى المستشارية وعُين رئيساً لقسم التخطيط الاستراتيجي في الوزارة، ولعب دوراً مركزياً خلال رئاسة النمسا لمجلس الاتحاد الأوروبي عام 2018.
وسطع نجم شالنبيرغ، البالغ مع العمر 52 عاماً، سياسياً بعد فضيحة ايبيزا التي طاولت عام 2019 زعيم حزب الحرية اليميني الشعبوي ونائب المستشار سابقاً هاينز كريستيان شتراخه، إذ ظهر شالنبيرغ في شريط فيديو يعود لعام 2017 وهو يتحدث عن صفقات فساد مع سيدة قيل أنها قريبة ثري روسي وأدت حينها لاستقالة وزراء اليمين المتشدد من الحكومة.
وتم تكليف شالنبيرغ في مايو/أيار 2019 بمنصب وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية بقيادة المستشارة بريجيت بيرلاين، وعاد وعُين مجدداً في حكومة المستشار كورتس في نفس المنصب في خريف العام نفسه.
ويتماشى شالنبيرغ مع سياسات كورتس، وأهمها فيما يتعلق بسياسة الهجرة، وهو الذي شدد في العام 2020 على موقف فيينا بعدم قبول شخص واحد من مخيم موريا في اليونان، وفي بعض الأحيان يؤيد كورتس في انتقاداته للاتحاد الأوروبي، وفق ما ذكرت "إيه آر دي" الإخبارية. وبعد أدائه اليمين، قال إنه يعتبر المزاعم بحق كورتس خاطئة، وأنه سيعمل معه عن كثب مع انتقاله إلى البرلمان كزعيم للكتلة البرلمانية لحزبه.
وسيقود شالنبيرغ حكومة مع حزب الخضر، ورغم الاختلاف التام بين الحزبين، لكن هناك توجه للتعاون حتى نهاية الفترة التشريعية في العام 2024. ومن المعلوم، أن الخضر المشارك في الحكم طالب باستقالة كورتس مهدداً باللجوء لكسر الائتلاف الحكومي.
ولأن التحقيق مع كورتس (35 عاماً) يجري على خلفية مزاعم بالفساد، فإن المعارضة تخشى أن يبقى هذا السياسي الشاب مستشار الظل.