المستوطنون يصعّدون اعتداءاتهم في الضفة: حرق منازل وسيارات وإقامة بؤرة استيطانية

04 ديسمبر 2024
من اعتداءات المستوطنين في مدينة البيرة بالضفة الغربية (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعدت اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية منذ أكتوبر 2023، حيث أُحرقت ممتلكات فلسطينية في بلدات مثل حوارة وبيت فوريك تحت حماية الجيش، وسط اتهامات للجهات الرسمية الإسرائيلية بدعم هذه الأعمال.

- بدأ المستوطنون بإقامة بؤرة استيطانية جديدة في بلدة قصرة جنوب نابلس، مستولين على مئات الدونمات الزراعية، ضمن سلسلة من 42 بؤرة جديدة، مما يهدد بحرمان الفلسطينيين من أراضيهم ويزيد التوترات.

- نفذت قوات الاحتلال والمستوطنون 1396 اعتداء في نوفمبر 2023، شملت هجمات وتجريف أراضٍ، مع تركيز في رام الله والخليل ونابلس، ضمن مخططات توسعية لبناء وحدات استعمارية جديدة.

أحرق مستوطنون إسرائيليون، صباح اليوم الأربعاء، منزلين وثلاث سيارات ومتجرا لفلسطينيين في بلدتين بالضفة الغربية المحتلة، فيما تواصل مجموعة من المستوطنين منذ أيام، وتحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، إقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي بلدة قصرة، جنوب نابلس. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن مستوطنين هاجموا المنطقة المحاذية لمستوطنة "يتسهار" وأحرقوا منزلا وسيارتين في بلدة حوارة، جنوب نابلس، شمالي الضفة.

كما نقلت الوكالة عن مصادر لم تسمها أن "مستعمرين هاجموا بلدة بيت فوريك (شرق نابلس)، وأضرموا النيران في منزل قيد الإنشاء وبقالة ومركبة". وأضافت المصادر أن الدفاع المدني، بمساندة إطفائية بلدية نابلس، أخمد الحرائق الثلاث.

وفي هذا الشأن، قال ناهي حنني، نائب رئيس بلدية بيت فوريك، لـ"الأناضول"، إن "مجموعة إسرائيليين من مستوطنة إيتمار القريبة من البلدة اقتحموا أطراف البلدة من الجهة الغربية، وحرق مركبتين، وتكسير نوافذ منزل وحرق منزل آخر ومتجر"، ولفت إلى أن "اعتداءات المستوطنين على البلدة تزايدت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023".

واتهم حنني جهات رسمية إسرائيلية بالوقوف خلف تصاعد عمليات المستوطنين واعتداءاتهم. ويسكن في بيت فوريك نحو 17 ألف نسمة وتعاني من التوسع الاستيطاني وتزايد اعتداءات المستوطنين خلال الأشهر الأخيرة. ومن بين ضحايا تلك الاعتداءات محمد شحادة، وهو أحد سكان بيت فوريك، الذي قال إن المستوطنين "أحرقوا له مركبتين بينها شاحنة يعمل عليها".

وأشار إلى أنه "يسكن في أطراف البلدة منذ خمس سنوات، وباتت حياته صعبة للغاية منذ نحو عام"، وأوضح أن "منزله تعرض للضرب بالحجارة من قبل نحو 50 مستوطناً". وبوتيرة متكررة، يضرم مستوطنون النار في سيارات وممتلكات أخرى لفلسطينيين بأرجاء الضفة، دون أي إدانة قضائية من السلطات الإسرائيلية.

مستوطنون يقيمون بؤرة استيطانية جديدة جنوب نابلس

في غضون ذلك، تواصل مجموعة من المستوطنين منذ أيام، وتحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، إقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي بلدة قصرة، جنوب نابلس. ووفقاً لما أفاد الناشط فؤاد حسن في حديث مع "العربي الجديد"، بدأت اعتداءات المستوطنين منذ أيام بالاستيلاء على مئات الدونمات الزراعية الواقعة بين بلدات قصرة وعقربا وجوريش، حيث أقدموا على زراعة الأراضي بالأشجار لتثبيت سيطرتهم عليها.

وأشار حسن إلى أن المستوطنين لم يكتفوا بذلك، بل قاموا بنصب خمسة بيوت متنقلة (كرفانات)، معززة بكاميرات مراقبة وأجهزة أمنية، في خطوة تمهد لتحويل الموقع إلى بؤرة استيطانية دائمة، وأوضح أن المنطقة المستهدفة هي تلة استراتيجية تمتد على مساحة مئات الدونمات، ويخشى الأهالي من أن استمرار إقامة هذه البؤرة سيؤدي إلى حرمانهم من الوصول إلى آلاف الدونمات من أراضيهم الزراعية، ما يعمق معاناتهم.

وبحسب ما قال مسؤول التوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية أمير داود، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، فإن المستوطنين أقاموا 42 بؤرة استيطانية جديدة على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى الآن. وأشار داود إلى أنه تم تسجيل أكثر من 3000 اعتداء بأشكال عدة بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية.

1396 اعتداءً بالضفة الغربية الشهر الماضي

وفي السياق، كشفت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية اليوم الأربعاء، ان قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين نفذوا 1396 اعتداء في الضفة الغربية، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في استمرار لمسلسل الإرهاب المتواصل من قبل دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه وممتلكاته.

وأوضح رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، في تقرير الهيئة الشهري "انتهاكات الاحتلال وإجراءات التوسع الاستعماري"، أن الجهة المتمثلة بجيش الاحتلال نفذت 1086 اعتداء، فيما نفذ المستعمرون 310 اعتداءات، وتركزت مجمل الاعتداءات في محافظات رام الله بـ 273 اعتداء والخليل بـ 253 اعتداء ومحافظة نابلس بـ 204 اعتداء.

وأشار شعبان إلى أن الاعتداءات تراوحت بين هجمات مسلحة على قرى فلسطينية وبين فرض وقائع على الأرض وإعدامات ميدانية وتخريب وتجريف أراض واقتلاع أشجار والاستيلاء على ممتلكات وإغلاقات وحواجز تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية.

وبين أن اعتداءات المستوطنين التي بلغت 310 اعتداءً، تركزت في محافظة رام الله بـ 77 اعتداء ومحافظة الخليل بواقع 73 اعتداء، ومحافظة نابلس بـ 63 اعتداء ومحافظة سلفيت بـ 34 اعتداء للمستوطنين.

وأشارت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إلى أن المستوطنين حاولوا إقامة ثماني بؤر استيطانية جديدة غلب عليها الطابع الرعوي في محافظات الخليل وبيت لحم، ورام الله، ونابلس، وأريحا.

وأوضحت الهيئة، أن اعتداءات المستوطنين في موسم الزيتون الحالي الذي بدأ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، واصلت تصاعدها واستهدافاتها بحق المواطنين في كل الأراضي الفلسطينية، في قصدية واضحة من قبل دولة الاحتلال التي سلطت المليشيا المسلحة للمستوطنين لإجبار المواطنين على التراجع عن إنجاز الموسم.

وأشارت الهيئة إلى أن اعتداءات المستوطنين تسببت باقتلاع وتضرر وتخريب وتسميم وحرق ما مجموعه 1806 شجرة من ضمنها 1762 شجرة زيتون من خلال 42 عملية اعتداء، تركزت هذه العمليات في محافظتي نابلس ورام الله بـ 10 عمليات اعتداء، ثم محافظتي الخليل وبيت لحم بسبع عمليات اعتداء.

اعتداءات المستوطنين تسببت باقتلاع وتضرر وتخريب وتسميم وحرق ما مجموعه 1806 شجرة

ولفتت إلى أن سلطات الاحتلال استولت في نوفمبر / تشرين الثاني المنصرم على 177 دونماً من أراضي المواطنين في سلفيت ونابلس من خلال أمرين عسكريين، الأول أمر للاستملاك استهدف أراضي محافظة سلفيت بـ 166 دونماً، في حين استهدف الأمر الثاني أراضي محافظة نابلس من خلال إعلان أراضي دولة استهداف 10 دونمات من أراضي قرية بورين.

وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال نفذت خلال نوفمبر الماضي 52 عملية هدم طاولت 63 منشأة، بينها 27 منزلاً مأهولاً، و2 غير مأهولين، و17 منشأة زراعية وغيرها، وتركزت في محافظات القدس بهدم 26 منشأة ثم محافظات الخليل بـ 10 منشآت، ونابلس بسبع منشآت. وبيّنت الهيئة، أن سلطات الاحتلال قامت بتوزيع 23 إخطارا لهدم منشآت فلسطينية تركزت في محافظة قلقيلية بـ 10 إخطارات ثم محافظة نابلس بثمانية إخطارات.

وأكدت الهيئة أن سلطات الاحتلال درست في نوفمبر /تشرين الثاني المنصرم، ما مجموعه خمسة مخططات هيكلية (إيداع) لغرض توسعة مستعمرات الضفة الغربية والقدس.

وهدفت المخططات التي استهدفت الضفة الغربية لبناء ما مجموعه 311 وحدة استعمارية على مساحة تقدر بـ 69 دونماً من أراضي المواطنين، في حين هدفت مخططات داخل حدود مدينة القدس لبناء 800 وحدة استعمارية على مساحة تقدر بـ 12 دونماً من أراضي المواطنين الفلسطينيين.