أعلنت المعارضة التركية الممثلة بالطاولة السداسية، اليوم الخميس، أنها تفاهمت على المرشح الرئاسي المشترك لها للانتخابات الرئاسية المقبلة، لمنافسة الرئيس رجب طيب أردوغان، على أن تعلن عنه في اجتماع الإثنين المقبل.
جاء ذلك في بيان صدر عن الطاولة السداسية بعد اجتماع استمر خمس ساعات ونصف الساعة، بضيافة حزب السعادة في أنقرة، وجاء فيه "رؤساء الأحزاب المشكلة لتحالف الشعب تفاهمت فيما بينها بشكل مشترك بما يتعلق بالمرشح الرئاسي وخارطة طريق المرحلة الانتقالية".
وأضاف البيان "عقب إبلاغ زعماء الأحزاب للجان المسؤولة في أحزابها حول ما تم التفاهم عليه، سيصدر الإعلان النهائي في 6 مارس/ آذار المقبل ويعلن للرأي العام في اجتماع آخر في مركز حزب السعادة".
وشارك في الاجتماع، وهو الـ12 من نوعه للطاولة السداسية، كل من زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كلجدار أوغلو، وزعيمة الحزب الجيد ميرال أكشنر، ورئيس حزب السعادة تمل قره موللا أوغلو، ورئيس حزب دواء علي باباجان، ورئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو، ورئيس الحزب الديمقراطي غولتكين أويصال.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد، في كلمة له أمام كتلة حزبه النيابية، أمس الأربعاء، إجراء الانتخابات بالموعد المحدد مسبقاً 14 مايو/ أيار المقبل، بعدما كثرت التكهنات بشأن إمكان تأجيل الانتخابات إثر الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سورية في 6 فبراير/ شباط الماضي وما تبعه من هزات، وسقوط أكثر من 45 ألف قتيل في تركيا، وتشريد مئات آلاف المواطنين الأتراك.
ويُنتظر أن يصدر أردوغان قراراً جمهورياً بإجراء الانتخابات، يُنشر في الجريدة الرسمية ليلة 10-11 مارس/ آذار الحالي (نظراً لأنه يفترض إجراء الانتخابات في أول يوم أحد بعد مرور 60 يوماً من نشر القرار). بعدها سيكون على اللجنة العليا للانتخابات العمل لإجراء الانتخابات، وسيكون بيدها قرار إمكانية إجرائها من عدمها.
وفي نفس السياق، أفادت قناة "خلق" التلفزيونية، التابعة لحزب الشعب الجمهوري، بأنّ اسم زعيم الحزب كمال كلجدار أوغلو، طرح على طاولة اللقاء اليوم الخميس، وحصل على موافقة بقية زعماء الأحزاب المشاركين في الحزب.
وأضافت القناة أنّ الاجتماع الثالث عشر للمعارضة التركية، الإثنين المقبل، سيشهد اتخاذ القرار النهائي باسم المرشح، إذ تم تبادل الآراء بين زعماء الأحزاب ولم يطرح اسم مرشح آخر في طاولة الاجتماع.
وذكرت القناة،، بحسب مصادرها، أنّ الاجتماع المقبل سيحسم مسألة المرشح التوافقي على أن يعلن عنه في حفل آخر بعد الإعلان بشكل رسمي عن موعد الانتخابات، أي مع إعلان الرئيس أردوغان عن موعد الانتخابات رسمياً حسب ما هو منتظر، في العاشر من الشهر الجاري.
وبحسب قناة "خبر تورك"، فإنّ "زعيم حزب الشعب الجمهوري كشف، أثناء الاجتماع، عن أنه رشح نفسه للانتخابات الرئاسية، وأنه حظي بموافقة 4 أحزاب، هي حزب المستقبل وحزب دواء، والحزب الديمقراطي، وحزب السعادة، فيما طرحت زعيمة الحزب الجيد اسم عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو كمرشح يمكنه الفوز بالانتخابات".
وأضافت أنّ "أكشنر أفادت بأنه يتوجب عليها موافقة أركان حزبها على المرشح بحسب النظام الداخلي، وأن الحزب الجيد سيصوت على اسمي كلجدار أوغلو وإمام أوغلو، وبناء عليه سيتم اتخاذ القرار في اجتماع سيعقد السبت المقبل".
وتعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا مصيرية وحاسمة لحزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 21 عاماً، فيما ترى المعارضة فيها فرصة للفوز بعد تراكم المشاكل على الحكومة بحسب قولها، وسبق أن وصف الرئيس أردوغان هذه الانتخابات بأنها "مفترق طرق".