أعلنت دولة المالاوي، اليوم الثلاثاء، فتح قنصلية لها بمدينة العيون كبرى حواضر الصحراء، لتصبح بذلك القنصلية الـ24 في الأقاليم الجنوبية للمغرب.
وكشف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المالاوي أيزنهاور ندوا مكاكا، يوم الثلاثاء، خلال ندوة صحافية مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، في الرباط، أن بلاده قررت فتح قنصلية بالعيون يوم الخميس المقبل، وسفارة بالعاصمة المغربية.
وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المالاوي على "دعم بلاده الراسخ والثابت لسيادة المملكة على صحرائها ولوحدتها الترابية"، معتبرا أن المغرب والمالاوي "تربطهما علاقات تقليدية قائمة على الأخوة المتبادلة".
من جهته، اعتبر وزير الخارجية المغربي أن العلاقات بين بلاده والمالاوي "عرفت تطورا مهما في كافة المجالات منذ سحب هذا البلد الواقع بأفريقيا الجنوبية اعترافه بالجمهورية الوهمية"، في إشارة إلى "الجمهورية العربية الصحراوية" المعلنة من طرف جبهة "البوليساريو" الانفصالية، مشيرًا إلى أن قنصلية المالاوي ستكون القنصلية الـ24 في الأقاليم الجنوبية، والـ18 لبلد أفريقي، ما يمثل ثلث العدد الإجمالي للدول الأفريقية.
Point de presse conjoint à l'issue de l'entretien bilatéral entre M. Nasser Bourita et son homologue du Malawi, M. Eisenhower Nduwa Saxon Mkaka.@ForeignMalawi pic.twitter.com/M20sg8KX1L
— Maroc Diplomatie 🇲🇦 (@MarocDiplomatie) July 27, 2021
وكانت مدينة العيون قد احتضنت في وقت سابق قنصليات كل من جزر القمر، والغابون، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وساوتومي، وبرينسيبي، وبوروندي، وكوت ديفوار، وإسواتين، وزامبيا، والإمارات، والبحرين، والأردن، في حين عرفت مدينة الداخلة افتتاح قنصليات كل من بوركينافاسو، وهايتي، والكونغو الديمقراطية، وغامبيا، وغينيا، وجيبوتي، وليبيريا، وغينيا الاستوائية، وغينيا بيساو.
ويشكل افتتاح المالاوي قنصلية بالعيون دعماً جديداً للدبلوماسية المغربية، التي تراهن على إقدام دول أفريقية وعربية أخرى ودول كبرى ودول في الاتحاد الأوروبي على خطوات مشابهة، خاصة بعد الخطوة التي كانت قد اتخذتها الإدارة الأميركية السابقة بالاعتراف بسيادة الرباط على الصحراء.
وأثار افتتاح المزيد من القنصليات الأفريقية والعربية في مدينتي العيون والداخلة في الأقاليم الجنوبية خلال الأشهر الماضية، غضب جبهة "البوليساريو"، التي سارعت إلى إصدار بيان غاضب وصفت فيه هذا الافتتاح بـ"الاستفزاز الجديد والخطير"، فيما دعت الجبهة الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات عملية لوقف ما سمتها "الاستفزازات المغربية الخطيرة".
وعلى نحو لافت، بدا أنّ الدبلوماسية المغربية تستغلّ مرحلة الجمود التي يمرّ بها ملف الصحراء لتسجيل نقاط على خصوم وحدتها الترابية، وتحديداً جبهة "البوليساريو"، بفضل استراتيجيتها القائمة على حثّ الدول على الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، وتأكيد الأمر على أرض الواقع من خلال خطوات قانونية تتمثّل بفتح قنصليات، فيما شكل الإعلان الرئاسي الذي أصدره الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في 10 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء وإعلان فتح قنصلية أميركية بالداخلة، ترجيحاً لكفة المغرب في النزاع، الذي تعتبره الرباط "مفتعلا"، وكسراً لقاعدة التوازن التي كانت تسلكها الإدارات الأميركية المتعاقبة بهذا الشأن.