قالت شبكة "عين الفرات" إن قوات النظام السوري المتواجدة في "فوج 123" المعروف باسم (فوج كوكب) بريف الحسكة، شمال شرقي سورية، استقبلت اليوم الثلاثاء، وفداً عسكرياً تابعاً لمليشيا "الحرس الثوري الإيراني" قادماً من مطار القامشلي العسكري، في ظل معارضة الروس لهذه الزيارة التي قد تشعل الموقف مع التحالف الدولي المسيطر الأكبر في المنطقة.
وأكدت الشبكة أن 6 شخصيات عسكرية من "الحرس الثوري الإيراني" زارت صباح اليوم "فوج كوكب" العسكري عبر عربات تابعة لقوات النظام وبحراسة من "الفرقة الرابعة"، دون معرفة هدف الزيارة، مُشيرةً إلى أن "فوج كوكب" يعتبر الموقع العسكري الأكبر لقوات النظام في ريف الحسكة ويتبع لمدينة القامشلي، حيث يضم مهبط مروحيات ومستودعات عسكرية بالإضافة لأكثر من 1500 مقاتل من قوات النظام والمليشيات المساندة له.
وأوضحت أن "(مليشيا الحرس الثوري الإيراني) تعمل من خلال هذه الزيارة على خلق مساحة إيرانية في المنطقة، إذ تسعى لإنشاء كيان عسكري ثابت داخل الفوج على عكس التواجد السابق الذي اقتصر على بعض الإداريين الذين تم سحبهم خلال الأشهر الماضية نحو مطار القامشلي العسكري".
ولفتت إلى أن "مليشيا لواء فاطميون" (الأفغانية) التابعة لـ"الحرس الثوري الإيراني" والمتواجدة في ريف الحسكة، قامت بتجنيد مدنيين وعناصر من مليشيا مدعومة روسياً في صفوفها، مقابل رواتب شهرية تصل إلى نحو 350 ألف ليرة سورية للعنصر الواحد وهو ما يعادل سبعة أضعاف راتب العنصر المنضم لقوات النظام أو المليشيات المحلية الأخرى.
وحول هذه الزيارة، قال رئيس تحرير موقع "الشرق نيوز" فراس علاوي في حديث لـ"العربي الجديد"، إن هناك تنافسًا روسيًا - إيرانيًا في المنطقة الشرقية من سورية، مشيرًا إلى أن الروس يحاولون التمدد باتجاه مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، أما الإيرانيون يحاولون الحفاظ على منطقة الميادين والبوكمال شرق محافظة دير الزور.
وقال إن التنافس يمتد كذلك إلى المناطق التي يمكن أن تنسحب منها الولايات المتحدة الأميركية، مُشيراً إلى أن "كلا الطرفين يريد تثبيت قواعد له في المنطقة الشرقية في حال حصل انسحاب أميركي غير محسوب".
وأكد علاوي أن "الإيرانيين يحاولون ملء منطقة النظام السوري في بالحسكة بـ(فوج كوكب)"، لافتاً إلى إن "هناك سبع قرى شمال نهر الفرات بمحافظة دير الزور تُسيطر عليها المليشيات الإيرانية بشكلٍ كامل، وهي قريبة من محافظة الحسكة ولا تبعد عنها سوى حوالي الـ 100 كم. الإيرانيون يحاولون التواجد في هذه المنطقة".
وأوضح أن "إيران لا تريد أن تخسر المنطقة الشرقية من سورية، وتحاول أن تتواجد في كل مكان يتواجد فيه الروس من أجل أن لا تخلي المكان للروس بشكلٍ كامل، وكل هذا يدخل ضمن التنافس الروسي - الإيراني في المنطقة".
وشدد على أن "الإيرانيين يريدون أيضاً أن يكونوا قريبين من القواعد الأميركية بمنطقة الشدادي بريف الحسكة، حيث أن (فوج كوكب) قريب من مدينة الشدادي التي تتواجد فيها أكبر القواعد الأميركية"، مشيرًا إلى أن "هذا التواجد الإيراني تهديد للقواعد الأميركية في حال حدوث أي صدام سواءً في دير الزور أو الحسكة".