وجه النائب الأردني أسامة العجارمة الذي قدم استقالته لمجلس النواب أول أمس الأربعاء، بانتظار موافقة المجلس عليها لتصبح رسمية، خطاباً سياسياً عبر صفحته على فيسبوك، انتقد فيه الأوضاع السياسية في الأردن، خاصة البرلمان، متهماً من أسماهم بالليبراليين الجدد، بالعمالة.
طالب النائب الأردني أسامة العجارمة، مساء يوم الخميس، مناصريه بإعادة بناء بيوت الشعر التي أزالتها القوات الأمنية السبت الماضي، في مضارب عشائر العجارمة، مشيراً إلى أنه تعرض لضغوطات عديدة خلال الفترة الماضية.
وأكد أنه لن يعود إلى مجلس النواب، ولن يتراجع عن استقالته، إلا حين يتعهد النواب بميثاق غليظ في رحاب مقر الأردن وعشائرها، على أن نكون أصحاب موقف واحد تجاه قضايا الوطن والأمة وفلسطين، ودعا العجارمة إلى استعادة الوطن من براثن العملاء وتجار الوطنية.
وأضاف أنه أوصل إلى السلطات واقع الحال، دون رياء أو تزلف وما يعانيه المواطنون من صعوبات كبيرة بسبب الأوضاع التي تعيشها البلاد، مشيراً إلى أنه تحدث إلى رئيس الوزراء بشر الخصاونة بشكل مباشر، من عمق الدستور الذي يمنح النواب حق الشراكة بالحكم.
وأضاف: "أوصلت رسالة أن اليأس بدأ يصل إلى فئة الشباب في البلاد"، متابعاً أن نقد المواطنين أصبح يطاول جميع السلطات في البلاد. وأوضح أنه تعرض لمحاولات عدة لاغتيال شخصيته سياسياً واتهامه بأنه يعبث بالوحدة الوطنية، مؤكداً أنه بكل فخر؛ أول من انبرى للدفاع عن أبناء المخيمات، وأول من نادى بالوحدة الوطنية.
وقال في الأزمة الفلسطينية، إنه أشار إلى الخلل الذي يمنع الوقوف الرسمي مع القضية الفلسطينية، مضيفاً أن هناك من يحاول تسميم حديثه، متهماً من أسماهم بالليبراليين، وتجار قضية فلسطين بإعاقة الوقوف مع الأشقاء بفلسطين، وقال إن استخدامه مصطلح الزحف العشائري أقلق من أسماهم بالعملاء، وحاولوا إلغاءه من محضر مجلس النواب، مضيفاً أن تحرير فلسطين لن يتحقق دون كشف عملاء الداخل.
وأشاد بإدراج حركة "حماس" للمعتقلين الأردنيين لدى الاحتلال الإسرائيلي، ضمن قوائم صفقة محتملة للإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، مضيفاً: "هذا فخر عظيم لنا، وخزي وعار لعملاء الداخل". وقال: "إنْ فعلت "حماس" ذلك، فإننا نعدها بأن يقف آلاف وملايين الأردنيين لأداء التحية من الروح إلى الروح، والقلب إلى القلب في فلسطين الحبيبة".
ولفت إلى أنه دعا نقابة المهندسين الأردنيين إلى الكشف عن الأسباب الحقيقية لانقطاع الكهرباء يوم زحفت العشائر قبل أسبوعين، مجدداً دعوته لها بأن تقف أمام مسؤوليتها الوطنية والدينية، والكشف عن شيء واحد هو هل ما حدث كان انقطاعاً للتيار الكهربائي لأسباب فنية، أم كان قطعاً للكهرباء؟
بدوره، تناول الكاتب والمحلل السياسي حسن البراري في منشور على فيسبوك واصفاً ما قاله بأنه قراءة هادئة في خطاب أسامة العجارمة، وأشار إلى أن العجارمة أكد على شرعية النظام الهاشمي، لكنه طالب بالشراكة في الحكم. وأشار إلى أنه أرسل برسالة واضحة أن هناك تياراً ليبرالياً جديداً وعميلاً، يسميه البعض الحزب الإسرائيلي، هو الذي يعمل ضد النظام وضد الأردنيين من مختلف أصولهم ومنابتهم. هؤلاء متغلغلون في مفاصل الدولة ويحظون بدعم من واشنطن، معتبراً أن مجلس النواب فقد دوره وقدرته على العمل، وبالتالي فإن استقالته من المجلس هي تعبير عن بؤس المؤسسة في ظل الظروف السائدة.
وتابع: "أكد أسامة من خلال تحركاته الأخيرة سقوط المشايخ التقليدية التي لم تعد قادرة على الاستمرار بوهم الوجاهة والقدرة على تمثيل مناطقها وإخضاعها". وأضاف البراري أن أسامة خاطب الشباب الذين يعاني أكثر من خمسين بالمائة منهم من البطالة، وفي ذلك توظيف لمعاناة الشباب ولإعطائهم دوراً سياسياً ربما يشكل قوة سياسية في قادم الأيام. وختم بالقول: "ربما يعد أسامة النائب الأول في آخر ثلاثين عاماً الذي يحول الكلام السياسي إلى فعل، عنوانه التوافق على هوية وطنية تكون بالضد من الكيان الصهيوني. وهذا على وجه التحديد الذي وحد رموز التيار الليبرالي الجديد والكثير من رجالات الدولة للدفاع عن مكتسباتهم التي لا تدوم في حال تمكين الأردنيين من دولتهم".