"الناتو" يُحذّر كوسوفو: فتح جسر ميتروفيتشا قد يشعل النزاع من جديد

06 اغسطس 2024
قوات من الأطلسي يقفون على جسر ميتروفيتشا المنقسمة، 13 أكتوبر 2017 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حذّر الناتو في كوسوفو من إعادة فتح جسر ميتروفيتشا الذي يفصل بين الإثنيتين الصربية والألبانية، مؤكداً استعداده للتدخل لضمان الاستقرار.
- الجسر شهد مواجهات متكررة منذ حرب 1999 التي خلفت 13 ألف قتيل، وتسيطر قوات "كفور" على المنطقة المحيطة به لضمان الأمن.
- التوترات بين صربيا وكوسوفو تصاعدت بعد دهم مراكز بريد صربية وفشل المفاوضات برعاية الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مما أثار غضب بلغراد.

حذّر حلف شمال الأطلسي (الناتو) في كوسوفو، الثلاثاء، السلطات الحكومية من محاولة إعادة فتح جسر في مدينة ميتروفيتشا، الذي لطالما شكّل خطاً فاصلاً بين الإثنيتين الصربية والألبانية في المنطقة الشمالية المضطربة.

وتسيطر قوات حفظ السلام التابعة للناتو، "كفور"، على ميتروفيتشا، حيث تسيّر دوريات في المنطقة المحيطة بالجسر الذي يربط بين ضفتي نهر إيبار، والذي ظل مغلقاً أمام حركة السير لسنوات.

الجسر الذي يشكل فاصلاً بين الإثنيتين، شهد مراراً مواجهات بعد الحرب التي دارت عام 1999 بين القوات الصربية ومقاتلين من الإثنية الألبانية، والتي خلفت 13 ألف قتيل، وانتهت بتدخل عسكري لحلف شمال الأطلسي بقيادة واشنطن.

وقالت "كفور" إنها "لن تتردد" في التدخل إذا مضت سلطات كوسوفو قدماً في خططها لفتح الجسر. جاء ذلك في بيان للقوات، حيث أكدت أنها "تبقي على وجود دائم وثابت على الجسر وتواصل تسيير دوريات منتظمة في المناطق المحيطة لضمان الاستقرار والأمن، بما يخدم مصالح جميع المجتمعات المحلية".

وتابع البيان: "لن نتردد في التصدي لأي تطور من شأنه أن يؤثر بالمناخ الأمني والاستقرار الإقليمي، بما يتوافق بشكل كامل مع تفويضنا الأممي".

جاءت ردة فعل "كفور" عقب زيارة أجراها مؤخراً أعضاء في الحكومة ذات الغالبية الألبانية، للإشراف على "عملية تفحص فني" للمنطقة. تتزايد في حكومة كوسوفو الدعوات لإعادة فتح الجسر، حيث قال رئيس الحكومة ألبين كورتي، الأسبوع الماضي، لدى لقائه سفراء غربيين إن المعبر "يجب أن يُفتح".

يأتي بيان "كفور" غداة دهم سلطات كوسوفو تسعة مراكز بريد للصرب قرب الحدود الشمالية مع صربيا. لطالما استُخدمت مراكز البريد الصربية لتلقي الأموال بما فيها الرواتب التقاعدية وتحويل الأموال لمؤسسات مالية في صربيا.

التوترات بين صربيا وكوسوفو على أشدها منذ أشهر، على خلفية قرار صدر في العام الحالي جعل اليورو العملة الوحيدة الممكن تداولها في كوسوفو، مما يجعل عملياً أي تداول بالدينار الصربي مخالفاً للقانون.

عمليات الدهم جاءت بعدما باءت بالفشل مفاوضات برعاية الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مما أثار غضباً في بلغراد التي تموّل مؤسساتها الصحية والتعليمية والضمان الاجتماعي للأقلية الصربية في كوسوفو.

العداء بين كوسوفو وصربيا قائم منذ الحرب التي دارت في أواخر تسعينيات القرن الماضي واستدعت تدخل حلف شمال الأطلسي ضد بلغراد. كوسوفو، الإقليم الصربي السابق، أعلن استقلاله عن بلغراد في 2008، وهي خطوة لم تعترف بها صربيا.

وغالبية سكان كوسوفو من الإثنية الألبانية، لكن في كثير من المناطق الشمالية القريبة من الحدود مع صربيا، يشكّل أبناء الإثنية الصربية غالبية.

(فرانس برس)