بدأ النظام السوري صباح اليوم الإثنين، بتنفيذ اتفاق التسوية في مدينة اليادودة بريف درعا جنوبي البلاد برعاية روسية، فيما تواصل قواته والطيران الروسي خرق وقف إطلاق النار في إدلب ومحيطها شمال غربي البلاد. كما قُتل عناصر من قوات النظام السوري مساء أمس بهجوم من خلايا تنظيم "داعش" في ريف الرقة شمالاً، بينما شنت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) حملة تفتيش في مدينة الطبقة الخاضعة لها في محافظة الرقة، في حين وقع اشتباك بين الطرفين في ريف دير الزور الشرقي.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن وفداً من قوات النظام السوري، برفقة الشرطة العسكرية الروسية، دخل صباح اليوم الإثنين إلى مدينة اليادودة في ريف درعا البلد، وأنشأ مركزاً للتسوية، كأول خطوة من خطوات تنفيذ بنود الاتفاق الذي توصل إليه مع اللجنة المركزية برعاية روسية مساء أمس.
وينصّ الاتفاق وفق المصادر، على تسوية أوضاع الشبان المطلوبين والمنشقين عن قوات النظام السوري في بلدة اليادودة، تمهيداً لنشر نقاط لقوات النظام هناك، وإنهاء حالة المظاهر المسلحة على غرار اتفاق درعا البلد الأخير. وبحسب المصادر، فإن قوات النظام ستجري تفتيشاً أيضاً في المدينة وتدقيقاً لهويات السكان.
وكان النظام السوري قد توصل للاتفاق مع اللجنة المركزية للمدينة، بعد التوصل إلى اتفاق حول منطقة درعا البلد في مدينة درعا، ويجري تنفيذ الاتفاق في تلك المنطقة منذ بداية الأسبوع الماضي، وبدأت قوات النظام أخيراً بالانسحاب من محيط المنطقة في إطار تنفيذ بنود الاتفاق.
وشهدت بلدة اليادودة سابقاً قصفاً من قوات النظام السوري، وهجمات من مجهولين على دوريات وعناصر أدت إلى خسائر بشرية في صفوف النظام.
إلى ذلك، واصلت قوات النظام السوري صباح اليوم قصفها المدفعي والصاروخي على جبل الزاوية جنوبي إدلب وعلى مناطق متفرقة في قرى وبلدات سهل الغاب الخارجة عن سيطرة النظام، وتزامن ذلك مع غارات جوية من الطائرات الحربية الروسية طاولت مناطق متفرقة من جبل الزاوية.
وفي الرقة، قالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن عنصرين من قوات النظام السوري قتلا بهجوم شنه عناصر تنظيم "داعش" على دورية لها في محيط حقل وادي أبيض النفطي جنوب غربي المحافظة. وذكرت المصادر أن الهجوم وقع بعبوة ناسفة تبعه إطلاق نار.
وذكرت المصادر أن قوات النظام التابعة للفرقة 17، تعرضت لهجوم من عناصر "داعش" انتهى بشكل سريع ولم يسفر عن وقوع خسائر، ما دفع قوات النظام والمليشيات المدعومة من إيران إلى الاستنفار بشكل تام في بادية المسرب والشميطية في ريف دير الزور الغربي.
وكان الطيران الحربي الروسي قد استهدف في وقت سابق أمس عدة نقاط في مناطق متفرقة من البادية، تزامناً مع عمليات تمشيط برية تجريها قوات النظام ضد خلايا تنظيم "داعش" في البادية.
في غضون ذلك، وقعت اشتباكات وقصف متبادل بين عناصر من قوات النظام و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) على محور مدينة الشحيل وقرية بقرص عند ضفاف نهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي، ولم يتبين وقوع خسائر بشرية بين الطرفين.
وبحسب مصادر لـ"العربي الجديد"، فقد وقع قصف متبادل بين الطرفين أيضاً في محور بلدة البوليل وقرية الدحلة عند ضفاف نهر الفرات، وذكرت المصادر أن القصف تسبب بحرائق في ناحية الدحلة شرق دير الزور.
من جانبها، شنّت "قسد" حملة مداهمات في ناحية ذيبان شرقي دير الزور، اعتقلت خلالها شخصاً بتهمة الانتماء إلى تنظيم "داعش"، ونقلته إلى قاعدة حقل العمر النفطي حيث جرى تسليم العنصر لقوات التحالف الدولي المتمركزة في الحقل.
وفي شأن متصل، شنّت "قسد" حملة مداهمة وتفتيش في حي الإسكندرية بمدينة الطبقة وقرية الدحام غرب محافظة الرقة بهدف البحث عن أسلحة وفق ما نقلته مصادر لـ"العربي الجديد"، مضيفة أن الحملة انتهت دون العثور على أسلحة أو مستودعات لأسلحة.
من جانبه، قصف الجيش التركي مواقع لـ"قسد" في ناحية تل تمر بريف الحسكة شمال شرقي سورية، وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن القصف طاول مواقع أيضا في ناحية عين عيسى شمال غربي الرقة، وأسفر عن إصابة جنديين من قوات النظام السوري المتمركزة إلى جانب "قسد" في المنطقة.