تسود أجواء التوتر بين أهالي إحدى بلدات ريف دمشق الغربي وقوات النظام السوري وأجهزته الأمنية، بعد محاولة الأخيرة القيام باعتقالات في البلدة، فيما تشير معلومات إلى إقدام سلطات النظام على إحراق آلاف الوثائق التي تخص معتقلين لديها جرت تصفيتهم كما يبدو.
وذكر الناشط محمد أبو حشيش، لـ"العربي الجديد"، أن عناصر من الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري يحيطون ببلدة بيت سابر الواقعة بريف دمشق الغربي في منطقة جبل الشيخ، وذلك بعد قيام حاجز لقوات النظام، متمركز عند مدخل البلدة، باعتقال شابين، أمس الأول، ليقوم الأهالي على إثرها بمهاجمة الحاجز وتحرير الشابين، واحد منهما منشق عن قوات النظام. ولفت إلى أن الأهالي احتجزوا أيضا لبعض الوقت عنصرين من قوات النظام.
وأضاف أن قوات النظام فرضت إثر ذلك حصارا على البلدة ومنعت الدخول والخروج منها إلى أن يتم تسليم الشابين المطلوبين، مشيرا إلى مفاوضات تجري بين وجهاء البلدة وضباط النظام لرفع الحصار المفروض والتوصل إلى حل يرضي الطرفين.
من جهته، ذكر "تجمع أحرار حوران" أن مجموعات معارضة للنظام من أبناء القنيطرة ودرعا وريف دمشق الغربي وجبل الشيخ أعلنت، في بيان نشرته، عن دعمها لأهالي بيت سابر، متوعدة النظام بتنفيذ عمليات تستهدف قواته إذا ما واصل حصار البلدة.
وطالب البيان النظام بوقف الاعتداءات التي يتعرض لها المدنيون على يد قواته والمليشيات الإيرانية المساندة له، رافضين ما تفعله قوات النظام بإغلاق الطرق الزراعية وتضييق الخناق على الأهالي وتقطيع أوصال المنطقة.
وخضعت بلدة بيت سابر ومنطقة بيت جن بريف دمشق الغربي لسيطرة قوات النظام أواخر العام 2017، بعد مواجهات عسكرية مع فصائل معارضة، انتهت بتهجير الرافضين لـ"التسويات" إلى شمال سورية، مع بقاء عدد كبير من المسلحين داخل مناطقهم بعد أن أجروا "تسويات"، ولم ينضموا لأي جهة عسكرية.
إتلاف وثائق معتقلين
من جهة أخرى، أحرقت سلطات النظام، قبل يومين، أعدادا كبيرة من الأوراق الثبوتية والملفات الأمنية، في أرضٍ زراعية بالقرب من مساكن الشرطة على أطراف مدينة معضمية الشام في ريف دمشق الغربي.
وذكر موقع "صوت العاصمة" المحلي أن دوريات أمنية حضرت إلى أطراف مساكن الشرطة في ساعة متأخرة من الليل، مصطحبة معها ثلاث سيارات شحن محملة بكميات كبيرة جداً من الأوراق، وعملت على إحراقها في أرض زراعية مجاورة للمساكن.
وأضاف أن أحد الضباط عمل على تصوير عملية الإحراق بالكامل، قبل مغادرة المنطقة والعودة إلى العاصمة دمشق. ونقل الموقع عن مصادر قولها إن عملية الإحراق بدأت نحو الثانية فجرا بحضور دوريات أمنية رافقت الشاحنات لحين مغادرتها المنطقة.
وحول طبيعة الوثائق التي تم التخلص منها، نقل الموقع عما سماه "مصادر خاصة" قولها إنها عبارة عن أوراق ثبوتية وتقارير أمنية وملفات تتضمن "اعترافات" لمعتقلين في سجون ومعتقلات النظام، إضافة إلى دراسات أعدّتها الأفرع الأمنية سابقاً، وتحتوي على معلومات عن آلاف الأشخاص من أبناء ريف دمشق. كما تتضمن أيضاً، صوراً لجوازات سفر أجنبية وعربية، وصورا شخصية لمئات الأشخاص.
ورجّحت المصادر المذكورة أن تكون الوثائق التي أُحرقت تتعلق بمعتقلين تمت تصفيتهم، أو قُتلوا تحت التعذيب في معتقلات وسجون النظام.
تسويات جديدة
إلى ذلك، ذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام أن مركز "صالة الأسد" بمدينة حلب "يشهد توافداً كثيفاً من المطلوبين لتسوية أوضاعهم"، فيما بدأت أجهزة النظام الأمنية إجراء تسوية أمنية جديدة للمطلوبين في منطقة جيرود بريف دمشق.
وقال الناشط محمد العسالي، لـ"العربي الجديد"، إن أجهزة النظام الأمنية أقامت مركز تسوية في مدرسة وسط المدينة، بالتنسيق مع الفرقة الحزبية، وبحضور مجموعة من ضباط "الأمن العسكري" و"الأمن الجنائي" ووفد من مكتب "الأمن الوطني"، إضافة إلى "القضاء العسكري".
وأوضح العسالي أن عملية التسوية جاءت بعد تنظيم قوائم بأسماء الراغبين بالخضوع للعملية عبر لجان محلية، مشيرا إلى أن افتتاح مركز التسوية في جيرود جاء بعد أيام على إطلاق تسوية مماثلة في مدينة القطيفة في منطقة القلمون الشرقي.
وتتزامن هذه التسويات، مع تواصل تسويات أخرى أطلقها النظام السوري في ريف دمشق وحلب ودير الزور.