وصل رئيس وزراء النظام السوري حسين عرنوس برفقة 13 وزيراً في حكومة النظام اليوم الأحد إلى محافظة السويداء جنوبي البلاد قبل ثلاثة أيام من الانتخابات، في محاولة لتخفيف الاحتقان.
وقالت وكالة أنباء النظام الحكومية "سانا" إن عرنوس وصل اليوم إلى المحافظة على رأس وفد حكومي يضم 13 وزيراً هم وزراء "الإدارة المحلية والبيئة والأشغال العامة والإسكان، والداخلية، والصحة، والتعليم العالي، بالإضافة إلى وزراء البحث العلمي، والسياحة، والاتصالات والتقانة، والاقتصاد والمالية، والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء".
ونقلت الوكالة عن عرنوس أنه أُضيفت خمسة مليارات ليرة لاعتمادات محافظة السويداء لدعم مشروعات مياه الشرب والموارد المائية والصحة والوحدات الإدارية والطرق والمدارس والصرف الصحي.
ووعد رئيس وزراء النظام خلال زيارته المحافظة بتأهيل المدارس والمراكز التعليمية وتحسين واقع التيار الكهربائي ودعم القطاع الزراعي.
وتأتي هذه الزيارة عقب تحركات احتجاجية شهدتها المحافظة نادت بتحسين الوضع الاقتصادي وهتف بعضها ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد.
كما نشرت وسائل تواصل اجتماعي في المحافظة عبارات مناهضة للأسد على جدران مدينة السويداء وتلطيخ صور رئيس النظام باللون الأحمر في إشارة إلى الدماء التي سفكها. ورافقت ذلك حملة من قبل ناشطين ضد الانتخابات، عبر إطلاق شعارات في المدينة مثل "لا تترشح يا مشرشح".
كما تأتي هذه الزيارة عقب بيان صدر عن عدد من مثقفي المحافظة في 19 أيار/ مايو الجاري اعتبروا فيه أن إجراء الانتخابات التي وصفوها بـ "المهزلة" يراد منها تسويق بشار الأسد ونظامه الذي ارتكب على مدى سنوات جرائم حرب بحق الشعب السوري، واستقدم عدة احتلالات للبلاد لتثبيت كرسي حكمه على أكوام الجماجم والدمار.
وأضاف بيان مثقفي المحافظة أن "ما يجري بمحافظة السويداء من مظاهر احتفالية غير لائقة بتاريخ المحافظة وتضحياتها وكرامة أبنائها لأجل دعم بشار الأسد، لا تعبر عن حقيقة المحافظة التي شرد نظام الأسد أبناءها في أنحاء المعمورة وأفقر أسرها واعتدى على كرامات حرائرها وأحرارها".
وأكد البيان أن "أهالي السويداء نساء ورجالاً باقون على عهدهم وعهد آبائهم وأجدادهم الدائم مع السوريين لاسترجاع وتحرير دولتهم وإعادة بنائها على أسس حضارية تكفل حقوق كل مواطنيها".
مصالحة محلية
وحول دلالة توقيت الزيارة وتأثيرها على وضع المحافظة قال المحلل السياسي درويش خليفة لـ"العربي الجديد" إن زيارة وفد النظام بالتزامن مع ما يسمى الانتخابات الرئاسية السورية تأتي "كخطوة لطمأنة أهالي المحافظة بأن الحكومة ستأخذ بالوضع المعيشي والخدمي بعين الاعتبار، وتقديم كل ما يلزم لتطوير البنى التحتية التي أهملها النظام في السابق، معاقبًا الأهالي بسبب اتخاذهم قرار عدم إرسالهم أبنائهم للخدمة العسكرية".
وأضاف خليفة "بالتالي تأتي الزيارة كشكل من أشكال المصالحة المحلية مع مكونات الشعب السوري الذين رفضوا الخروج من سورية، وفي الوقت ذاته لم يصطفوا خلف النظام كما فعلت بعض المكونات الأخرى".
وذكر في هذا السياق "لا أعتقد أن النظام لديه نوايا صادقة تتجاوز مرحلة الانتخابات والتي تنحصر فقط في دمشق والمنطقة الوسطى والساحلية بعد رفض قوات سورية الديمقراطية وضع صناديق للانتخاب في مناطق سيطرتها، والأمر نفسه ينطبق على مناطق سيطرة المعارضة. وكذلك الجنوب السوري في حوران تحديدًا. أي أن انتخابات النظام ليست على كامل الجغرافيا السورية، إنما في مناطق وجود حلفائه الإيرانيين والروس".