النظام السوري يطلق انتخابات "مجلس الشعب" وسط مقاطعة واحتجاجات

15 يوليو 2024
صندوق اقتراع استولى عليه محتجون في السويداء/ 15 يوليو 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **إطلاق الانتخابات البرلمانية وسط تشديدات أمنية ومقاطعة واسعة**: أطلق النظام السوري انتخابات برلمانية في المناطق الخاضعة لسيطرته وسط تشديدات أمنية، مع مقاطعة من قوات سوريا الديمقراطية ومجلس سوريا الديمقراطية.

- **تظاهرات واحتجاجات في السويداء ودرعا**: شهدت السويداء ودرعا تظاهرات واسعة ضد الانتخابات، حيث أصيب مواطن بطلق ناري وتم منع إجراء الانتخابات في عدة بلدات.

- **انتقادات لشرعية الانتخابات ودورها**: يتنافس 1516 مرشحاً على 250 مقعداً وسط انسحاب أكثر من 7400 مرشح، مع انتقادات لشرعية الانتخابات ودورها في تكريس شرعية النظام أمام الخارج.

أطلق النظام السوري، صباح اليوم الاثنين، انتخابات برلمانية في المدن والبلدات الواقعة تحت سيطرته من أجل اختيار أعضاء "مجلس الشعب"، وسط تظاهرات ومقاطعة كبيرة بمحافظتي السويداء ودرعا (جنوب).

وفي ظل تشديدات أمنية، فتحت مراكز الاقتراع البالغ عددها 8151 مركزاً في مناطق سيطرة النظام السوري أبوابها عند الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي، على أن تغلق عند الساعة السابعة مساء. ومنعت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وضع صناديق الاقتراع في المناطق الخاضعة لسيطرتها في مدن شمال شرقي حلب وفي الرقة والريف الشرقي لمدينة دير الزور، ومنطقتي القامشلي والحسكة، شمال شرقي البلاد.

ويوم السبت الفائت، أعلن "مجلس سوريا الديمقراطية" (مسد)، الجناح السياسي لـ"قسد"، مقاطعة هذه الانتخابات وحث "الشعب السوري وجميع القوى الوطنية والديمقراطية على عدم المشاركة فيها"، مشدداً على أن "الحل السياسي الشامل، المستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254، هو السبيل لتجاوز الأزمة السورية وتحقيق آمال الشعب السوري".

تظاهرات في السويداء ضد انتخابات "مجلس الشعب"

وفي السويداء تظاهر عشرات الأشخاص في ساحة الكرامة، وسط المدينة، رفضا لإجراء الانتخابات. وأصيب مواطن أثناء وجوده في ساحة الكرامة بطلق ناري في الظهر على أثر إطلاق عناصر في قيادة الشرطة التابعة للنظام النار في الهواء لمنع مرور متظاهرين من أمام مبنى القيادة. وقالت مصادر في مدينة السويداء لـ"العربي الجديد"، إن المواطن جهاد زهر الدين أصيب جروح خطيرة وقد جرى إسعافه إلى المستشفى وهو في العناية المركزة.

وشهدت محافظة السويداء، اليوم الاثنين، تصعيدا غير مسبوق في الحراك الشعبي الرافض للانتخابات، تخللته مواجهات بين المتظاهرين وعدد من المسؤولين أثناء توجه وفد حكومي للاقتراع في مجلس المدينة بالقرب من ساحة الكرامة. ومنع متظاهرون آخرون في عدة بلدات بالسويداء إجراء الانتخابات ووصول الصناديق، وقالوا عبر لافتات رفعت إن الانتخابات هذه لا تمثل اختيارات السوريين.

واستولى متظاهرون في بلدات ملح وعرمان والقريا وبكا، جنوب مدينة السويداء، على معظم صناديق الاقتراع وأغلقوا جميع المراكز الانتخابية فيها، دون أن تجري أي صدامات مع المسؤولين عن الصناديق. فيما استمر المحتجون بوقفاتهم الاحتجاجية أمام المراكز الانتخابية، بينما لجأت مجموعة منهم لقطع الطريق الداخل إلى بلدة القريا وفتشت السيارات الحكومية منعا لدخول صناديق اقتراع جديدة بعدما أتلف المواطنون الصناديق السابقة.

كما أغلق المواطنون المراكز الانتخابية في بلدات قنوات ومردك وسليم وريمة حازم وعريقة وأحرقوا بعض صناديق الاقتراع. وقال الناشط عدنان أبو عاصي لـ"العربي الجديد"، إنه "يوم استثنائي في تاريخ السويداء ويوم انتصار لكل الشعب السوري. لقد استطعنا بنضالنا السلمي أن نوقف مسرحية هزلية مثلتها السلطة الحاكمة وأدواتها على الشعب السوري منذ عقود، لقد أسقطنا كذبة ممثلي الشعب ومجلس الشعب ولن تعود إلا بعد حل مشكلة الشعب السوري والانتقال السياسي". في حين شهدت محافظة درعا، جنوبي البلاد، احتجاجات مماثلة على إجراء الانتخابات، ورفع شبان في مدينة نوى شعارات رافضة لوضع مراكز انتخاب.

ويتنافس 1516 مرشحاً للوصول إلى 250 مقعداً، بعد انسحاب أكثر من 7400 مرشح، بحسب ما أعلنت اللجنة القضائية العليا للانتخابات، وتتوزّع المقاعد مناصفة تقريباً بين قطاع العمّال والفلاحين (127 مقعدا)، وبقيّة فئات الشعب (123 مقعدا).

وقال عماد غليون، عضو مجلس الشعب في الفترة ما بين 2007 و2011، لـ"العربي الجديد"، إن "النظام السوري يحرص على استمرار عمل "مجلس الشعب" وكافة المؤسسات في البلاد لتقديم صورة للداخل تعبر عن صمود النظام وانتصاره، وفي المقابل تكريس شرعيته أمام الخارج من خلال عمل مؤسساته المختلفة بشكل طبيعي رغم كل الظروف التي مرت بها البلاد".

وأضاف أن "ما يهم النظام من هذه الانتخابات هي الناحية الشكلية لا أكثر، ولا يهمه حجم المشاركة ولا سير العملية الانتخابية، وبالأساس مجلس الشعب ليس برلمانا حقيقيا بل مجلس تمثيلي يضم ممثلين مختارين من قبل الأجهزة الأمنية بشكل مسبق للقيام بدورهم في تقديم صورة نمطية عن ديمقراطية زائفة أمام الخارج". ومضى قائلا: "من هنا يمكن فهم إصرار النظام على إجراء الانتخابات رغم عدم سيطرة قواته على أكثر من ثلث الأراضي السورية، ورغم موجات النزوح واللجوء والتهجير التي طاولت نصف سكان البلاد"، مؤكدا أن المجلس المعين من قبل الأجهزة الأمنية "لا يعول عليه لتقديم أي شيء لتحسين ظروف الحياة القاسية التي يعاني منها السوريون، كونه لا يملك الوسائل والأدوات لتقديم أي  شيء مفيد".

وفي الانتخابات السابقة التي جرت قبل أربع سنوات، أعلن النظام السوري أن نسبة المشاركة بلغت نحو 33% من مجموع من يحق لهم التصويت وسط تشكيك بهذه الأرقام.