انتهت جولة جديدة من المفاوضات بين النظام السوري واللجنة المركزية لدرعا البلد، الليلة الماضية، من دون التوصل إلى اتفاق بين الطرفين بسبب تعنت النظام وخرقه لبنود اتفاق فك الحصار عن المنطقة جنوب البلاد، فيما طالب الأهالي في بيان لهم بـ"تأمين مكان آمن ينقلون إليه"، بعد خرق النظام لبنود اتفاق فك الحصار.
وقال "تجمع أحرار حوران" إنّ الجولة الجديدة من المفاوضات بين اللجان المركزية وضباط النظام السوري جرت بعد منتصف الليلة الماضية في الملعب البلدي بمدينة درعا، وانتهت من دون التوصّل إلى أي اتفاق بين الطرفين.
وأضاف أنّ ضباط النظام يُصرّون على نشر حواجز عسكرية ومفارز أمنية في أحياء درعا البلد، الأمر الذي ترفضه اللجان المركزية في المنطقة، ما تسبب بفشل المفاوضات من جديد.
ومن المتوقع أن يجرى، اليوم الأربعاء، اجتماع جديد بين الطرفين في ظل ترقب وتخوّف من الأهالي بعد خرق النظام لبنود فك الحصار وقيامه باقتحام أجزاء من أحياء درعا البلد وقصف مناطق فيها، ما تسبب بسقوط ضحايا من المدنيين.
وفي هذا الشأن، أصدر وجهاء درعا وشيوخها بياناً طالبوا فيه بترحيل الأهالي من منطقة درعا البلد "إلى مكان آمن".
وجاء في البيان الذي تناقلته وسائل إعلام محلية وناشطون: "نحن أهالي مدينة درعا شيباً وشباباً صغاراً وكباراً، كنا وما زلنا دعاة سلم لا نرغب بالحرب أبداً، وخلال الأيام الماضية، أبرمنا اتفاقاً مع النظام السوري لحقن الدماء، ويؤمن الناس ويحفظ كرامتهم".
وأضاف البيان: "تفاجأنا صبيحة هذا اليوم بنقض بنود هذا الاتفاق، وباغتنا النظام باقتحام واسع لمحيط درعا البلد، سقط خلال ذلك شهيدان مدنيان، وعدة جرحى، وما زال القصف مستمراً لغاية تحرير هذا البيان، ونظراً لأننا نرفض القتل لغيرنا والموت لأنفسنا، وأننا التزمنا بتنفيذ بنود الاتفاق، فإننا نحن أهالي مدينة درعا، نطالب بترحيلنا إلى مكان آمن، لتجنب الحرب التي ستكون ويلاً علينا".
وكان النظام قد طلب من اللجنة المركزية في درعا، أمس الثلاثاء، تسليم شبان ادعى أنهم هاجموا حواجز قواته في درعا البلد، وقوبل طلبه بالرفض.
وقالت مصادر "العربي الجديد" إنّ النظام اشترط تسليم 15 شخصاً أو تهجيرهم إلى الشمال السوري، مع دخول مجموعات عسكرية وآليات ثقيلة إلى عدة مواقع بدرعا البلد، "لبسط الأمان فيها"، بحسب ادعائه.
وكانت مجموعة تابعة لـ"الفرقة الرابعة" في قوات النظام السوري قد انسحبت، عصر أمس، بعد أن شنّت عمليات دهم وتفتيش جنوب وشرق منطقة درعا البلد، ورد عليها شبان من المنطقة بإطلاق النار في الهواء تحذيراً لها من الاقتراب أكثر من منازل المدنيين.
وأوضحت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ ما قامت به قوات النظام، أمس، هو خرق لاتفاق فك الحصار عن درعا البلد، والذي كان ينص فقط على دخول قوات تابعة لـ"الفرقة 15" وإنشاء نقاط محددة في المنطقة.
ونهاية الأسبوع الماضي، توصل النظام السوري إلى اتفاق مع اللجنة المركزية في درعا حول فك حصاره عن أحياء منطقة درعا البلد.
ودخل الاتفاق، يوم الإثنين الماضي، حيّز التنفيذ تزامناً مع حشد النظام قواته في المنطقة تحت ذريعة ضمان تنفيذ هذا الاتفاق. وكانت أولى خطوات التنفيذ من جانب النظام فتح حاجز السرايا، صباح الإثنين، ودخول "لجنة" إلى مخفر درعا البلد للبدء في إجراء التسويات.
ونصّ الاتفاق على تسليم أنواع من الأسلحة التي طالبت بها قوات النظام خلال خمسة أيام، مقابل وقف العمليات الاستفزازية من قبل هذه القوات، وسحب السلاح من اللجان الأمنية والقوات الرديفة التابعة للأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وإيقاف عملها داخل المدينة.
كذلك ينصّ على دخول لجنة تسوية، بمرافقة لجنة من الأهالي، إلى أحياء درعا البلد لإجراء تسويات لمطلوبين، يبلغ عددهم 135 شخصاً، وفتح المعابر وإنهاء الحصار.