فقدت قوات النظام السوري مساء أمس الثلاثاء الاتصال بمجموعات من الشرطة العسكرية التابعة لها في ريف الرقة الشرقي، بعد خسائر بشرية منيت بها جراء هجوم من خلايا تنظيم "داعش" شرق دير الزور، فيما نفذ النظام جولة جديدة من الغارات الجوية المكثفة على مناطق متفرقة من البادية يرجح أنها مناطق نفوذ لخلايا "داعش".
وقال موقع "الخابور" المحلي، إن الشرطة العسكرية التابعة لقوات النظام، فقدت أمس الاتصال بدوريّتين تضمان 13 عنصراً في محيط بلدة معدان عتيق في أقصى ريف الرقة الشرقي خلال توجههم نحو الحواجز التابعة لقوات النظام بهدف اعتقال الشبان وسوقهم إلى الخدمة الإجبارية.
وشهدت المنطقة استنفاراً أمنياً لقوات النظام والمليشيات التابعة لها، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي الروسي في الجو بهدف البحث عن المفقودين.
وقال الموقع إن النظام عثر على السيارات التي استقلها عناصر الدوريتين على بعد 20 كم في الجهة الجنوبية من بلدة معدان عتيق، ما رجح فرضية فرارهم أو اختطافهم وليس قتلهم في هجوم.
جاء ذلك عقب هجوم تعرضت له قوات النظام في ناحية البوكمال بريف دير الزور الشرقي، حيث قتل وجرح 17 عنصرا من مليشيات "هاشميون" في هجوم شنه خلايا "داعش" عند مدخل بلدة الصالحية غرب مدينة البوكمال.
من جانبها، قالت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام السوري، إن الطيران الحربي للنظام وبدعم من الطيران الروسي دمر أمس الثلاثاء، مخابئ لبقايا فلول مسلحي تنظيم "داعش" في البادية الشرقية لمحافظة حماة وفي عمق باديتي دير الزور والرقة.
وكانت مصادر قد قالت لـ"العربي الجديد" أمس، إن الطيران الروسي شن غارات مكثفة في مناطق متفرقة في بادية الشولا جنوب دير الزور وبادية الرصافة في الرقة، حيث شن هناك قرابة 40 غارة لم تتبين الأهداف التي طاولتها والأضرار الناتجة عنها.
إلى ذلك، أكدت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد"، تجدد القصف المدفعي من الجيش التركي على مناطق تخضع للمليشيات في محور شرا بناحية عفرين شمال حلب، مضيفة أن القصف أدى إلى أضرار مادية فقط.
في غضون ذلك، تحدثت المصادر عن وصول شحنة مساعدات عسكرية لـ"قسد" من قوات التحالف الدولي ضد "داعش"، مشيرة إلى أن القافلة وصلت إلى نقطة تابعة لـ"قسد" في مدينة المالكية.
وشملت قافلة المساعدات شاحنات تحمل عوارض إسمنتية وعدداً من المباني الصغيرة الجاهزة، التي يتوقع أنها لتدعيم قواعد "قسد" والتحالف في المنطقة.
وتواصل قوات التحالف بقيادة واشنطن دعم "قسد" في الحرب على تنظيم "داعش"، في وقت تواصل تركيا استهداف مواقع "قسد" حيث ترى الأخيرة أن "قسد" التي تقودها "وحدات حماية الشعب" الكردية، منظمة إرهابية تسعى للانفصال عن سورية وترى أنها تشكل خطرا على الأمن القومي التركي.
من جانبه، قال التلفزيون الرسمي التابع للنظام السوري، إن مجموعة من "فصائل المقاومة الشعبية" التابعة للنظام، هاجمت فجر اليوم بالأسلحة الرشاشة إحدى النقاط التابعة لمليشيا "قسد" في بلدة الكشكية بريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى مقتل وإصابة المسلحين فيها.
يذكر أن ما تُسمى "فصائل المقاومة الشعبية" هي مليشيات محلية مدعومة من النظام السوري وجلها يتبع لـ"حزب البعث"، وتنشط في المناطق التي تتشابك فيها مناطق النفوذ بين "قسد" والنظام السوري وبخاصة في محافظة الحسكة شمال شرقي البلاد.
قصف على عفرين
إلى ذلك، قتل ثلاثة مدنيين وجرح أربعة آخرون في حصيلة أولية جراء قصف صاروخي مصدره مناطق سيطرة النظام السوري، طاول مدينة عفرين في ريف حلب شمالي البلاد.
وقال مصدر من الدفاع المدني السوري، لـ"العربي الجديد"، إن قصفاً صاروخياً طاول أحياء في مدينة عفرين بريف حلب أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين بينهم امرأة وطفل وإصابة أربعة آخرين بجروح. وأضاف المصدر أن الحصيلة أولية حيث تحاول فرق الدفاع المدني الوصول إلى المناطق التي تعرضت للقصف.
وقال المصدر إن القصف جاء من مناطق تسيطر عليها قوات النظام السوري وتتواجد فيها أيضا مواقع لمليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).
وكانت المدينة تعرضت سابقاً لعدة هجمات مماثلة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين كما تعرضت لهجمات بمفخخات أسفرت عن ضحايا مدنيين وعسكريين من الجيش الوطني المعارض الذي يسيطر على المدينة.