أنهى النظام السوري حصار مدينة جاسم في محافظة درعا جنوبي البلاد، ولكن التوتر يتصاعد بعد تفتيش مكثف للمنطقة بحثاً عن أسلحة ومطلوبين للنظام. وفي السياق، تتركز قوات النظام قرب المدينة، مما يثير مخاوف المدنيين ويشعل التوتر في المنطقة.
وأكد الناشط محمد الحوراني، في حديث مع "العربي الجديد"، انسحاب القوات وفتح الطرقات بعد حظر للتجول دام ثلاثة أيام، مشيراً إلى أن عملية التفتيش كانت بإشراف قياديين محليين ووجهاء، وأنه لم تسجل عمليات قتل أو اعتقال أو اشتباكات خلال عملية التفتيش.
وكان النظام قد توصل لاتفاق، أمس الاثنين، مع المجموعات المحلية يتضمن تفتيش بعض المواقع ثم الانسحاب بكامل القوات من المدينة وفتح الطرقات وإزالة التعزيزات التي وضعت في محيطها.
وأفاد الناشط بأن قادة بارزين أشرفوا على اتفاق تفاوض النظام في جاسم، حيث كان اللواء مفيد حسن، قائد الفيلق الثالث، والعميد لؤي العلي، رئيس جهاز الأمن العسكري في درعا، هما المشرفان على التفاوض وتنفيذه.
وأفادت مصادر "العربي الجديد" بنشر قوات النظام دبابات ومدرعات ورشاشات ثقيلة في محيط مدينة جاسم. وعدم سحبها اليوم يشير إلى احتمالية عودة الحصار والتصعيد ضد المدينة في المستقبل، كما يثير استمرار وجود التعزيزات قلق السكان ويقيد حركتهم خوفاً من احتمال وقوع انتهاكات أو اعتقالات.
وفي سياق آخر، أعلن تجمع أحرار حوران أن قوات النظام قد فتحت الطرقات الرئيسية في مدينة جاسم شمال درعا، حيث سمحت للمدنيين بالتنقل دون قيود، لكنهم أشاروا إلى أن النظام لم ينسحب بعد بالكامل.
ويأتي هذا بعد بدء النظام مفاوضات مع وجهاء وقياديين في جاسم، كانت تهدف إلى إخراج عناصر من أمن النظام السوري كانوا محاصرين في مركز ثقافي بالمدينة، وذلك على يد مجموعات محلية مسلحة.
وفقًا لتجمع أحرار حوران، فقد قتل أربعة أفراد من قوات النظام في الخامس من ديسمبر/كانون الأول، وأصيب اثنان آخران جراء استهداف سيارة تابعة لفرع أمن الدولة بعبوة ناسفة على الطريق بين انخل وجاسم. وتُظهر هذه الهجمات تصاعدًا في عمليات استهداف قوات النظام والمليشيات الموالية في الفترة الأخيرة.
وأشار التجمع إلى أن هذه الهجمات تأتي رداً على انتهاكات نفذتها المليشيات التابعة للنظام ضد أهالي المنطقة، بما في ذلك فرض الإتاوات وتنفيذ عمليات اعتقال واغتيال.
ومنذ سيطرة النظام على درعا في صيف عام 2018، شهدت المحافظة سلسلة من العمليات الشبيهة، أسفرت عن إخضاع المجموعات المحلية لفروع أمن النظام، وتصفية وتهجير مجموعات بتهمة انتمائها إلى تنظيم "داعش".
وتستمر الفوضى الأمنية في المحافظة، مما أسفر عن مقتل وجرح مئات المدنيين والعسكريين.