تشهد محافظة القنيطرة جنوب سورية توتراً بين قوات النظام والمجتمع المحلي إثر هجوم على حاجز للنظام وحزب الله في المنطقة، بينما تشهد محافظة درعا المجاورة المزيد من عمليات الاغتيال، إضافة إلى مظاهرات تدعو لمقاطعة الانتخابات الرئاسية التي يعتزم النظام القيام بها الشهر المقبل.
وذكر الناشط أبو محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" أن حالة من التوتر تسود المناطق المحاذية للحدود مع الجولان المحتل في محافظة القنيطرة، وذلك بعد استهداف قوات النظام لبلدة أم باطنة بريف القنيطرة الأوسط بالقذائف الليلة الماضية بذريعة أن الهجوم المسلح على حاجز جبا التابع لقوات النظام مساء أمس انطلق منها، وسط حركة نزوح لأهالي البلدة، وتخوف من اقتحامها من جانب قوات النظام.
وأضاف الحوراني أن معظم أهالي بلدة أم باطنة غادروا المنطقة بالفعل مع ساعات فجر اليوم، مع استخدام النظام المدفعية الثقيلة من مواقعه في تل الشعار في قصف البلدة وإعطاء النظام مهلة 12 ساعة للأهالي لمغادرتها، مشيراً إلى وقوع إصابات بين المدنيين جراء القصف.
وأوضح أنه لم يتبق في البلدة سوى أعداد من المسلحين الذين لا يعرف عددهم بالضبط كونهم جاؤوا على شكل "فزعات" أي مؤازرة من المناطق المجاورة.
وكان مسلحون مجهولون هاجموا بالأسلحة الرشاشة حاجزاً عسكرياً لقوات النظام قريباً من تل الكروم الملاصق لبلدة أم باطنة، قرب الحدود مع الجولان المحتل، والذي يوجد بداخله عناصر من مليشيا حزب الله اللبناني منذ منتصف العام 2018، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى بين عناصر الحزب.
وحسب موقع "تجمع أحرار حوران"، فقد استطاع عناصر المجموعة المهاجمة خلال الاشتباكات الدخول إلى مقرات حزب الله وقتل 3 عناصر.
وتسيطر مليشيا حزب الله اللبناني على التلال المنتشرة في القنيطرة ودرعا بقيادة الحاج هاشم، وهو لبناني الجنسية بحسب أحرار حوران. وسيطرت قوات النظام على محافظتي القنيطرة ودرعا في يوليو/ تموز 2018، بموجب اتفاقيات تسوية.
وفي محافظة درعا المجاورة، أُصيب أحد الشبان بجروح في قدمه إثر محاولة اغتيال بالرصاص من قبل مجهولين في حي طريق السد بمدينة درعا، فيما شارك العشرات من أبناء مدينة نوى بريف درعا الغربي في مظاهرة شعبية، مساء أمس الجمعة، عقب صلاة التراويح، طالبت بالإفراج عن المعتقلين في سجون النظام، ورفضا للانتخابات الرئاسية التي يعتزم النظام القيام بها الشهر المقبل.
وتشهد محافظة درعا في الآونة الأخيرة ازديادا في حالات الاعتقال بحق أبناء المحافظة من قبل قوات النظام، حيث اعتقل 15 شاباً خلال الأسبوع الفائت، بحسب مصادر محلية.
وكان مجهولون ألصقوا أمس منشورات ورقية في بلدة سحم الجولان في ريف درعا الغربي، تحذر من المشاركة في المسيرات المؤيدة للنظام السوري والانتخابات الرئاسية التي أعلن عنها.
إلى ذلك، ذكر تقرير أعده مكتب توثيق الانتهاكات في "تجمع أحرار حوران" أنه جرت الشهر الماضي 29 حالة اعتقال، بينهم فتاة، قامت بها قوات النظام بحق أبناء محافظة درعا، أُفرج عن 2 منهم خلال الشهر ذاته.
وحسب المحامي عاصم الزعبي، مدير مكتب توثيق الانتهاكات في التجمع، فإن أعداد المعتقلين تعتبر أكبر من الرقم الموثق لدى المكتب، نظراً لامتناع بعض الأهالي عن الإدلاء بمعلومات عن أبنائهم لتخوّفات أمنيّة. ووثق المكتب 5 حالات اختطاف بينهم طفل، خلال الشهر المذكور في المحافظة، قُتل 3 منهم بعد اختطافهم، ولا يزال مصير اثنين مجهولاً.
كما شهدت محافظة درعا وفق التقرير ازدياداً متسارعا في عمليات القتل، إذ قُتل 58 شخصاً بينهم سيدة و5 أطفال، منهم 3 تحت التعذيب في سجون النظام.
كما سجل المكتب مقتل 20 من قوات النظام في محافظة درعا، بينهم أربعة ضباط برتبة ملازم، وأربعة صف ضابط برتبة مساعد أول، و10 مجنّدين، وواحد متطوع في الجمارك، إضافة لمجند من أبناء محافظة درعا قُتل خارجها.
وحول عمليات الاغتيال في المحافظة، وثق المكتب 29 عملية ومحاولة اغتيال أسفرت عن مقتل 20 شخصًا وإصابة 24 بجروح متفاوتة، ونجاة 6 آخرين من محاولات الاغتيال.
ووفق مكتب التوثيق، فإن 7 مدنيين قضوا جراء عمليات الاغتيال، اثنان منهم متهمون بالعمل لصالح الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، في حين سجل المكتب مقتل 11 عنصرا سابقاً في فصائل المعارضة بينهم 6 عناصر لم ينخرطوا ضمن تشكيلات عسكرية تابعة للنظام.
ولم تتبنَ أي جهة عمليات الاغتيال هذه، في حين يوجه أهالي وناشطو المحافظة الاتهام للأجهزة الأمنية التابعة للنظام والمليشيات الموالية لها من خلال تجنيدها لمليشيات محلية من أبناء المحافظة نفسها.