جرح خمسة مدنيين، اليوم الاثنين، بينهم طفلان، جراء تجدد القصف من قوات النظام السوري على منازل في ريف إدلب الخاضع لوقف إطلاق النار، شمال غربي سورية.
وقال الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، في بيان له، إن قوات النظام قصفت بالمدفعية منازل المدنيين في قرية أورم الجوز بناحية أريحا في ريف إدلب الجنوبي، ما أسفر عن إصابة 5 مدنيين بجروح، مضيفا أن من بين الجرحى طفلان وامرأة.
وأضاف أن القصف من قوات النظام طاول بلدتي بليون والرامي وقرية كفرحايا وأطراف جبل بزة في ريف إدلب، مشيرا إلى أن فرق الدفاع أسعفت المصابين وتفقدت الأماكن التي تعرضت للقصف.
وقال الناشط مصطفى المحمد، في حديث مع "العربي الجديد"، إن قوات النظام كثفت، صباح اليوم، قصفها على قرى الفطيرة وسفوهن وفليفل في جبل الزاوية، حيث أطلقت أكثر من 200 قذيفة تسببت بأضرار مادية في ممتلكات المدنيين.
وكان "الائتلاف الوطني السوري" قد طالب المجتمع الدولي، أمس، بتطبيق مبدأ المسؤولية عن حماية السكان من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية.
وجاء ذلك بعد ارتكاب النظام السوري، خلال اليومين الماضيين، عدة خروقات جراء القصف المدفعي والصاروخي على ريف إدلب وريف حلب.
مزيد من الخسائر البشرية للنظام
وأعلنت وسائل إعلام موالية للنظام السوري، اليوم، تشييع أربعة من عناصر قوات النظام في مدينة حمص، بعد مقتلهم في مواجهات مع خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي في بادية تدمر شرقي المحافظة.
وأوضحت مصادر "العربي الجديد" أن العناصر الأربعة يحملون رتبة "ملازم شرف"، أي أنهم من اللجان الشعبية ومليشيات النظام، وليسوا من القوات الرسمية.
وذكرت المصادر ذاتها أن ثلاثة مع مليشيات النظام السوري قتلوا اليوم جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات تنظيم "داعش" في حقل غاز الزملة بريف دير الزور الجنوبي.
وجاء ذلك تزامنا مع استمرار قوات النظام والمليشيات المساندة لها بعمليات التمشيط ضد التنظيم في محاور البادية.
وقالت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام إن "الطيران الحربي السوري والروسي أغار، صباح أمس، على مواقع لتنظيم "داعش" الإرهابي، في مثلث حماة حلب الرقة، وما بين باديتي حمص ودير الزور". ونقلت عن مصدر عسكري قوله إن الوحدات المشتركة "من الجيش والقوات الرديفة، تواصل تمشيط البادية".
كذلك، قُتل ضباط وعناصر يتبعون لقوات النظام، اليوم الاثنين، إثر قصف مدفعي وصاروخي مكثف لفصائل المعارضة استهدف مواقع وثكنات عسكرية جنوب إدلب وغرب حماة.
وقالت مصادر عسكرية في المعارضة، لـ"العربي الجديد"، إن ضابطاً برتبة ملازم أول يدعى سعيد علي زكريا قُتل فجر الاثنين، بالإضافة لعنصرين آخرين كانا برفقته، إثر قصف قوات المعارضة بالمدفعية الثقيلة مقراً لـ"الفرقة 25 مهام خاصة" في مدينة معرة النعمان جنوبي محافظة إدلب.
وأضافت المصادر ذاتها أن ضابطين من "الحرس الجمهوري" التابع للنظام قُتلا أيضاً عند الساعة العاشرة من صباح اليوم الاثنين، ويدعيان ماجد حسون وأيهم سليمان، إثر قصف صاروخي لـ"الجبهة الوطنية للتحرير" استهدف حاجز البركان القريب من معسكر جورين ضمن منطقة سهل الغاب غرب محافظة حماة.
وأشارت المصادر إلى أن مدفعاً لقوات "الفيلق الخامس" المدعومة من روسيا انفجر، ظهر الاثنين، داخل معسكر لقوات النظام في بلدة كفرومة القريبة من مدينة معرة النعمان، أثناء استعماله لقصف قرى وبلدات جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب.
ولفتت إلى أن الانفجار أدى إلى دمار مدفعين كانا بالقرب منه، ومقتل ثلاث عناصر من طاقم المدفعية التابع للفيلق، بينهم ضابط برتبة نقيب.
وبحسب المصادر، فإن قصف فصائل المعارضة طاول، اليوم الاثنين، ما يزيد عن 35 موقعاً وثكنة عسكرية لقوات النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا وإيران.
وتركزت جميع الضربات بالمدفعية الثقيلة والصواريخ على مرابض المدفعية ومستودعات الأسلحة والذخائر داخل نقاط قوات النظام وحلفائها في مدن معرة النعمان وسراقب وكفرنبل والبلدات والقرى المحيطة بها.
أهالي جبل الزاوية يُحمّلون تركيا مسؤولية حمايتهم
في غضون ذلك، طالب أهالي قرى وبلدات جبل الزاوية، في بيانٍ لهم اليوم الاثنين، الضامن التركي بـ"تحمل مسؤولياته تجاه حماية المنطقة" بسبب تصعيد قوات النظام وروسيا خلال الـ30 يوماً الماضية، من خلال ارتكاب المجازر بقصف ممنهج ومتعمد عبر استخدام العديد من الأسلحة والذخائر، أبرزها قذائف "كراسنوبول" (روسية الصنع) الموجهة بالليزر، والتي أدت لمقتل العديد من المدنيين، بينهم أطفال ونساء.
وجاء في نص البيان: "إننا، أهالي جبل الزاوية، نطالب الضامن التركي بتحمل مسؤولياته تجاه حماية المدنيين العزل في الشمال الغربي من سورية، وخاصة منطقة جبل الزاوية الذي يضم أكثر من 35 بلدة وقرية تتعرض للقصف اليومي بشتى أنواع الأسلحة من قبل مليشيات الاحتلالين (الإيراني والروسي)، والتي أدت إلى إحداث مجازر مروعة بالأهالي من أطفال ونساء وشيوخ، ولا سيما أن تركيا قد أخذت على عاتقها حماية المدنيين على لسان وزير دفاعها".
إلى ذلك، وجهت فعاليات مدنية وثورية في جبل الزاوية وبعض المناطق في محافظة إدلب دعوة إلى إضراب عام كامل ابتداءً من صباح ثاني أيام عيد الأضحى، أي بعد غدٍ الأربعاء، تحت وسم "أنقذوا جبل الزاوية"، وذلك لتحريك الفصائل العسكرية التابعة للمعارضة السورية والضامن التركي لتحمل مسؤولياتها تجاه المنطقة وحمايتها، وحث المجتمع الدولي على إيقاف القصف والمجازر في جنوب المحافظة ومنع أي تقدم عسكري تجاهها.
من جهة أخرى، أفادت مصادر محلية "العربي الجديد" بأن حالة التوتر لا تزال مستمرة في مدينة شهبا، شمالي محافظة السويداء، على خلفية سقوط قتلى أمس، إثر اشتباك مسلح بين أفراد من أهالي المدينة وعناصر تابعين لقوات النظام السوري.
وتشهد المدينة استنفارا من قبل الأهالي وانتشار مجموعات مسلحة في العديد من المناطق.
وفي السياق، نفت شبكة "السويداء 24" المحلية صحة الأنباء التي تحدثت عن أن الاشتباكات التي شهدتها شهبا كانت بين عائلتين كبيرتين. كما نفت مطالبة الأهالي بدخول قوات النظام السوري لحسم الخلافات وإنهاء انتشار السلاح.
وقالت: "الحقيقة بالاستناد إلى الأحداث التي شهدتها المدينة ورواية المواطنين فيها ووسائل الإعلام المحلية في المحافظة، أنه لا يوجد خلاف عائلي، إنما هناك انتفاضة على عصابات مسلحة يحمل معظم أفرادها بطاقات تسوية وعقوداً مدنية مع أجهزة مختلفة".
وأكدت الشبكة أن هناك حملة ضد هؤلاء و"شاركت معظم عائلات المدينة في هذه الحملة، ومن بينهاأكبر عائلتين في المدينة، آل الطويل وآل الخطيب، وتستهدف الحملة أشخاصاً من عائلات مختلفة، بسبب تورطهم في عمليات الخطف والقتل وتجارة المخدرات".
وأمس، قتل خمسة أشخاص في شهبا. وكانت مصادر محلية في السويداء قد قالت لـ"العربي الجديد" إن ثلاثة من آل الطويل قتلوا على يد شخص متهم بالقيام بأعمال الخطف والسلب، تلت ذلك اشتباكات واسعة أدت لمقتله هو وشقيقه أيضا خلال الاشتباكات.
وأضافت أن المدينة شهدت حرب شوارع بعد اجتماع آل الطويل والعديد من عائلات المدينة وإعلانهم قرارا لاجتثاث العصابات من المدينة، حيث استهدف شبان المدينة عقب الحادثة أكثر من 10 منازل لأشخاص متهمين بالانتماء لعصابات الخطف، وأحرقوها وسط فرار عدد كبير من أفراد تلك العصابات، المدعوم بعضها من قبل "الأمن العسكري" التابع لقوات النظام.
"قسد" تعتقل مدنيين في الرقة
واعتقلت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، اليوم الاثنين، ثلاثة مدنيين في مدينة الرقة شمال شرقي سورية، بعد تهم وجهتها لهم بالتخابر لصالح "الجيش الوطني" المعارض والمدعوم من تركيا.
وقال الناشط أحمد الشبلي المهتم بتوثيق الانتهاكات في الرقة، لـ"العربي الجديد"، إن دورية أمنية تابعة لـ"قسد" داهمت عدة منازل في حي المختلطة وسط الرقة، واعتقلت كلٍ من أحمد الجاسم، وصالح الدخيل، ومحمد رمضان العلي، وذلك تحت تهمة التعامل والتخابر لصالح "الجيش الوطني".
وأكد الشبلي أن عناصر "قسد" اعتقلوا الشاب جاسم العثمان لأسباب مجهولة، إثر مداهمة منزله صباح الثنين، في منطقة التويمين شمال شرقي محافظة الحسكة.
وأوضح أن قياديا في "قسد" قُتل صباح الاثنين، وأُصيب عنصران آخران كانا برفقته، إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارة عسكرية كانوا يستقلونها على طريق الكالطة - بير سعيد شمال مدينة الرقة.
وفي البادية، أُصيب خمسة عناصر من ميليشيا "لواء القدس" الفلسطيني، إثر اشتباكات متقطعة دارت، فجر اليوم الاثنين، بين خلايا تنظيم "داعش" من جهة وعناصر المليشيا المدعومة من روسيا من جهة أخرى، في منطقة جبل البشري، جنوبي غربي محافظة دير الزور، شرقي البلاد.
وشنت الطائرات الحربية الروسية 14 غارة جوية، منذ ساعات الفجر الأولى وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، استهدفت كهوفاً يتخذها عناصر التنظيم أوكاراً لهم في بادية جبال العمور بالقرب من مدينة تدمر شرقي محافظة حمص.