جددت قوات النظام السوري، مساء أمس الثلاثاء، خرقها لوقف إطلاق النار في شمال غرب البلاد، فيما اعترض موالون له دورية أميركية في محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية، تزامناً مع صدور بيان عن شيوخ ووجهاء عشائر تابعين له ضد الوجود الأميركي والتركي في سورية.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام جددت، مساء أمس، خرق وقف إطلاق النار بقصف مدفعي وصاروخي طاول مناطق في بلدتي كنصفرة والفطيرة في محور جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، موقعة أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين.
وكان القصف من قوات النظام على جبل الزاوية قد أدى، أمس، إلى مقتل مدني وإصابة آخرين بجروح، فيما قال الدفاع المدني السوري في بيان له إن التصعيد الأخير من قوات النظام المدعومة بالطيران الروسي للأسبوع الثاني على ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب تسبّب بمقتل وجرح 57 شخصاً.
وتواصل قوات النظام والمليشيات التابعة لها خرق وقف إطلاق النار الساري في المنطقة منذ مارس/ آذار 2020 الذي وُقِّع في موسكو بين روسيا وتركيا.
إلى ذلك، قالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن موالين للنظام السوري من أهالي محافظة الحسكة اعترضوا دورية أميركية تتألف من أربع مدرعات في أثناء مرورها في ناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي، ورموا الدورية بالحجارة، ومنعوها من دخول القرية.
وذكرت المصادر، التي اشترطت عدم ذكر اسمها، أن اعتراض الأهالي للدورية جاء بدفع من عناصر مليشيات "الدفاع الوطني" التابعة للنظام، مضيفة أن القوات الأميركية، التي كانت ترافقها عناصر من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، غيّرت مسارها تلافياً لوقوع صدام قد يؤدي إلى سقوط ضحايا من الأهالي.
وتجري القوات الأميركية دورياً جولات مراقبة واستطلاع في المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد"، وقد اعتُرِضَت عدة مرات من قبل موالين للنظام السوري، وأدى بعضها إلى وقوع اشتباكات أوقعت خسائر بشرية.
وجاء الاعتراض الأخير، بحسب المصادر، إثر بيان أصدرته مجموعة من شيوخ ووجهاء العشائر العربية الموالية للنظام السوري والتابعة له، حيث تضمن البيان رفضاً لوجود القوات الأميركية في سورية، وطالبها بالرحيل.
وقالت مصادر "العربي الجديد" إن النظام السوري نظم اجتماعاً، أمس، لوجهاء وشيوخ عشائر من مناطق عدة، أبرزها حمص وحماة وإدلب، وانتهى بإصدار بيان يدين ما وصفه بـ"ممارسات مليشيات قسد المدعومة من الاحتلال الأميركي والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بالنظام التركي". ودعا البيان من وصفهم بـ"جميع من غُرّر بهم إلى العودة إلى جادة الصواب لحماية الوطن وضمان أمنه واستقلاله والمحافظة على سيادته".
وبحسب البيان، استنكر الشيوخ والوجهاء "الاحتلالين الأميركي والتركي"، داعين إلى "مقاومتهما والوقوف صفاً واحداً لإنهاء وجودهما على الأراضي السورية".
وكان النظام السوري قد عقد، في وقت سابق، عدة اجتماعات لشيوخ وعشائر من الرقة ودير الزور والحسكة وحلب، بهدف إظهار أن المكون العربي بجانبه، على غرار ما فعلته "قسد" في المناطق الخاضعة لسيطرتها، حيث يحاول كل طرف شد المكون العربي إلى جانبه، وهو المكون الذي يشكل الغالبية السكانية شماليّ سورية وشرقيّها.
"قسد" تجدّد الاعتقالات في الرقة
إلى ذلك، جدّدت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، حملات المداهمة، اليوم الأربعاء، في ريف الرقة بحثاً عن مطلوبين لها. وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن مجموعات أمنية من مليشيات "قسد" انتشرت في القرى الواقعة في شرق مدينة الرقة، شمال شرقي البلاد، صباح اليوم، ونشرت حواجز في العديد من الطرقات بهدف ملاحقة مطلوبين لها، وخصوصاً بهدف التجنيد الإجباري في صفوفها، مضيفة أن الانتشار جاء لليوم الثاني على التوالي بعد هدوء استمر طيلة الأسبوع الماضي.
وذكرت المصادر أن "قسد" اعتقلت، أمس، خلال حملات المداهمة، خمسة أشخاص على الأقل من بلدتي الغسانية والكرامة، شرق مدينة الرقة، وقادتهم إلى جهة مجهولة، فيما لم يتبين ما إذا كان سبب اعتقالهم التجنيد الإجباري أم اتهامهم بالعمالة لتنظيم "داعش"، أو أنه جرى اعتقالهم على خلفية نشاطات معارضة لممارسات وسياسات "قسد".
وفي الشأن ذاته، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن قوات التحالف الدولي نفذت عملية إنزال، الليلة الماضية، في حي الشبكة بمدينة الشحيل في ريف دير الزور الشرقي، واعتقلت شخصين مجهولي الهوية وقادتهما إلى القاعدة الأميركية في حقل العمر النفطي.
وتشنّ "قسد" حملات اعتقال بشكل متكرر في المنطقة، بحثاً عن مطلوبين للتجنيد الإجباري والمنتقدين لسياساتها، كما تلاحق أشخاصاً متهمين بالعمل مع تنظيم "داعش"، وغالباً ما تجري عمليات المداهمة التي تلاحق عناصر "داعش" بالتعاون مع قوات أميركية في إطار التحالف الدولي ضد التنظيم.
قتيلان بهجوم جديد على قوات النظام
إلى ذلك، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن عنصرين من مليشيات قوات النظام السوري قُتلا بانفجار عبوة ناسفة استهدفتهما على طريق أثريا الرقة في ريف الرقة الجنوبي الغربي، وهو الهجوم الثاني في المنطقة خلال أقل من 48 ساعة.
وجاء الهجومان، وفق المصادر، تزامناً مع استمرار النظام في تحصين مواقعه وجلب تعزيزات إلى جنوب شرق ناحية مسكنة بريف حلب القريب من ريف الرقة وريف حماة، بهدف إجراء عملية تمشيط في البادية لمواجهة خلايا تنظيم "داعش".
وكان الطيران الحربي الروسي قد شنّ، أمس، عدة غارات طاولت مواقع ومناطق في البادية الممتدة على عدة محافظات، ولم تتبين نتائج تلك الغارات وطبيعة أهدافها. وتقول مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن الغارات تطاول أنفاقاً وخنادق وكهوفاً كانت تستخدمها خلايا تنظيم "داعش" في البادية.
ولم تتبين ماهية الخسائر التي مني بها التنظيم جراء القصف الجوي المكثف من الطيران الروسي، إضافة لعملية التمشيط البري من قوات النظام والمليشيات التابعة له.