النووي الايراني: العد العكسي بدأ ينفد باستمرار الخلافات

وقال كيري للصحافيين: "من الواضح أنه لا تزال لدينا بعض الفجوات الكبيرة للغاية لذا فنحن بحاجة لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا تحقيق بعض التقدم".

كذلك أعلن وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، في فيينا أن "اختراقاً سريعاً" في المفاوضات حول ملف إيران النووي، "غير مرجّح" بسبب وجود خلافات عميقة.

والتقى كيري وهيغ، مع نظيريهما الفرنسي لوران فابيوس، والألماني فرانك فالتر شتاينماير، اليوم الأحد، في فيينا، حيث يجري ممثلو إيران ومجموعة 5+1 (التي تضم الصين وروسيا إضافة إلى البلدان الغربية الأربعة)، مفاوضات منذ مطلع الشهر الجاري، للتوصل إلى اتفاق حول الملف.

ووفقاً لوكالة "فرانس برس"، لم يعقد اجتماع موسع، اليوم، لمجموعة القوى الكبرى في غياب وزيري خارجية الصين وروسيا، لكن محادثات ثنائية أو ثلاثية ستجري مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف.

وتنتهي المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق في 20 يوليو/تموز الجاري مع انتهاء مهلة اتفاق تمهيدي أُبرم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. لكن يمكن تأجيل الموعد في حال موافقة الطرفين على ذلك. وتنفي إيران على الدوام سعيها لحيازة السلاح النووي.

وأكد ظريف، اليوم الأحد، على حسابه على موقع "تويتر"، أن "الثقة ينبغي أن تكون من الجانبين"، في المفاوضات. وأضاف "لن أشارك في توجيه اللوم أو التلاعب، بل سأبذل جهداً صادقاً من أجل التوصل الى اتفاق. وأتوقع الأمر نفسه من المفاوضين". وتابع "كما ينبغي أخذ مخاوف جميع الأطراف في الاعتبار للتوصل الى اتفاق"، في ردّ على شكوك كيري.

وسبق لظريف أن أكد في مقابلة مع قناة "أن بي سي نيوز"، أمس السبت، أن "إيران لا تسعى ولا تريد تطوير قدراتها للحصول على سلاح نووي، وهو الأمر الذي سيؤدي تباعاً إلى تقليص قدرتها ومحاصرتها في المنطقة".

من جهته، حذّر رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، من "اتاحة القدرة لايران على تخصيب اليورانيوم، لأن الأمر سيكون كارثياً". وقال في مقابلة مع صحيفة "فوكس نيوز صنداي"، إن "الأمر سيكون كارثياً على الولايات المتحدة، وعلى جميع الأطراف الآخرين".
بينما حضّت الصين الدول الغربية وايران على "اظهار الليونة" في المفاوضات.

يذكر أن مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي كان قد أعلن أمس السبت أنه تم إحراز تقدم والاتفاق حول 60 في المئة من البنود المفترض كتابتها في مسودة الاتفاق، إلا أن الخلاف حول بعض النقاط الأساسية لايزال قائماً. وذلك هو السبب في توجيه آشتون الدعوة للوزراء للانضمام إلى طاولة الحوار، والتي قد لا تصل لنتيجة حاسمة خلال هذين اليومين، وإنما ستكون الزيارة مناسبة لتقريب وجهات النظر بين إيران والمتفاوضين.

ويأتي الاجتماع النووي في فيينا على وقع العدوان الإسرائيلي المتصاعد على قطاع غزّة، ولا يستبعد أن يتطرق المجتمعون إلى هذه المسألة، رغم أنّ الدول الكبرى عرقلت مساعي التوصل لإطلاق النار عبر مجلس الأمن، أو حتى صدور أي إدانة للعدوان الإسرائيلي.
وقال فابيوس "إن الأولوية المطلقة هي لوقف إطلاق النار في غزة كما في إسرائيل".
وقال الوزير الفرنسي لصحافيين: "في هذا الظرف من التصعيد الكارثي قطعاً، تطلب فرنسا كما مجلس الأمن الدولي العودة إلى هدنة 2012"، مؤكداً "سنتناقش بالتأكيد بهذا الخصوص مع زملائي الحاضرين هنا".