طلبت النيابة العامة الإسرائيلية، الثلاثاء، سجن الشاب طارق كيوان من الداخل الفلسطيني لفترة من 8-10 سنوات، على خلفية مشاركته في هبة الكرامة التي اندلعت في الداخل في مايو/ أيار 2021.
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية الشاب كيوان (20 عاما) من قرية جديدة المكر قضاء عكا، في 23 أكتوبر/ تشرين الثاني 2022 أي بعد أحداث هبة الكرامة بعام وخمسة أشهر، وكان من بين مئات الفلسطينيين الذين اعتقلوا على خلفية مشاركتهم في التظاهرات التي اندلعت رداً على اعتداءات الاحتلال في المسجد الأقصى، ورفضاً لعمليات التطهير العرقي في حي الشيخ جرّاح، وتنديداً باعتداءات المستوطنين على فلسطينيي الداخل بحماية الشرطة الإسرائيلية.
وتنسب النيابة العامة تهمة إلقاء حجارة ضد الشاب كيوان، بعد أن كانت قد أسقطت تهمة سابقة ضده بنسف سكة الحديد للقطار في الشمال. وستصدر المحكمة قرار الحكم في يوم 7 مارس/ آذار من الشهر المقبل.
وقال محامون إن النيابة العامة تستغل الأجواء المحرضة على فلسطينيي الداخل بعد اندلاع الحرب على غزة، وتطلب سنوات سجن عالية جدا بحق معتقلي هبة الكرامة أكثر مما كان قبل ذلك التاريخ.
وقالت جيهان كيوان والدة طارق لـ"العربي الجديد"، إن "طلب النيابة سجن طارق من 8 إلى 10 سنوات هو أكبر ظلم في الدنيا. طارق ابني كان قاصرا خلال أحداث هبة الكرامة. هذه قمة الظلم والافتراء وقمة العنصرية والفاشية والنازية".
وأضافت: "بعد الحرب.. الأحكام العالية التي يصدرونها شيء لا يستوعبه العقل. قبل 7 أكتوبر كانت الأحكام سيئة لكن الآن هي أسوأ بكثير"، مشيرة إلى أن الحكم قبل الحرب كان يتراوح حول سنة، أما بعد الحرب فأصبح 5 سنوات. هذه قمة العنصرية".
ويقبع المعتقل كيوان في سجن جلبوع ولم تزره عائلته منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأفادت تقارير لمؤسسات فلسطينية معنية بشؤون الأسرى أن الاحتلال مارس حملة تنكيل بحق الأسرى منذ اندلاع الحرب. واستشهد 8 أسرى داخل سجون الاحتلال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقالت والدة كيوان إنها رأته عبر تقنية "زوم" لمحادثات الفيديو في المحكمة، مضيفة: "ابني تغيّر شكله. فقد الكثير من وزنه، وهذا يدل أنه لا يوجد طعام في السجن. حتى القاضي قال له ذلك خلال الجلسة". وأشارت إلى أن المحامي طلب زيارة لابنها في السجن لكن حتى الآن لم يسمحوا له.