"الوضع الصعب" لسلاح الجو الإسرائيلي دفع باتجاه الاتفاق مع لبنان

27 نوفمبر 2024
صاروخ إسرائيلي قبل سقوطه على مبنى في الضاحية الجنوبية، 22 أكتوبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توصلت إسرائيل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان لإعادة ملء مخازنها العسكرية، حيث تواجه تحديات في تأمين العتاد من الولايات المتحدة وألمانيا، خاصة بعد استنزاف قدراتها الجوية.

- تواجه إسرائيل صعوبات في الحصول على المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة بسبب القيود المفروضة، مما يزيد الضغط على الشركات الموردة للأسلحة في ظل التوترات العالمية المتزايدة.

- تسعى إسرائيل لشراء طائرات إف-35 وإف-15 ومروحيات نقل ثقيلة، وتواجه تحديات مالية كبيرة لتحديث قواتها الجوية، معتمدة على تغيير في الإدارة الأمريكية لتسهيل الحصول على المعدات.

"معاريف": إسرائيل تحتاج إلى تسليح الجيش بعتاد هائل

تواجه إسرائيل تحديا بعملية الشراء الضخمة لأنظمة الأسلحة والطائرات

عجّلت الطلعات الجوية للمقاتلات من "شيخوختها" والحاجة لتجديدها

تدفع إسرائيل باتجاه مسار تسلّح سريع يُعاد خلاله بناء القوة الجوية

أحد الأسباب التي قادت إسرائيل للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، حسبما ذكر رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الحاجة إلى إعادة ملء المخازن والعتاد العسكري؛ إذ كما تكشف صحيفة "معاريف" العبرية، فإن إسرائيل تحتاج إلى تسليح الجيش بعتاد هائل.

التحدي الأكبر الذي تواجهه إسرائيل في اليوم التالي لوقف إطلاق النار، ليس في لبنان، وإنما في الولايات المتحدة وألمانيا؛ والسبب وراء ذلك أرجعته الصحيفة إلى حاجة الاحتلال إلى استخدام قدرات الجيش الإسرائيلي في عمليات الشراء الضخمة لأنظمة الأسلحة والطائرات المقاتلة والمروحيات والدبابات والمدافع والصواريخ ومختلف أنواع الأسلحة.

وطبقاً لما تكشفه "معاريف"، فإنّ الوضع الأكثر خطورة الذي يجد الجيش الإسرائيلي نفسه فيه اليوم هو تشكيل المروحيات، خصوصاً لحاجته الماسّة إلى أسراب الأباتشي. وفي إطار التسلّح ذاته، يجري الجيش عملية مراقبة متواصلة للاستخدام الحاصل لقنابل الجو-أرض، فيما سجّلت الطائرات المقاتلة التابعة لسلاح الجو آلاف الطلعات الجويّة لكل منها خلال الحرب، وهو ما يتجاوز بكثير ما كان مخططاً له على صعيد وقت الاستخدام، الأمر الذي عجّل من "شيخوخة" هذه القطع الجويّة، ما سيضطر إسرائيل إلى اقتناء أسراب جديدة من الطائرات، وخصوصاً من طراز إف-15 وإف-35.

في الأشهر الأخيرة، "عزّزت الإدارة الأميركية القيود على المساعدات المقدّمة لإسرائيل، مؤخّرةً شراء قنابل أرض-جو ثقيلة بالإضافة إلى صواريخ أرض-جو للطائرات المروحية"، كما "منعت أيضاً تسليم مروحيات أباتشي مستعملة لمساعدة إسرائيل مؤقتاً"، كما تقول الصحيفة، والآن الأزمة لم تعد متوقفة عند حدود "التوتر" في العلاقات بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو؛ إذ يشهد العالم ماراثون تسلّح، في ضوء الحرب المتواصلة بين روسيا وأوكرانيا، والتوترات المتعاظمة مقابل تايوان، فيما تسعى جميع الدول الأوروبية إلى التسلّح.

وفي الإطار، نقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع في إحدى أكبر الشركات الموّردة للأسلحة في العالم وصفه ما يحدث بـ"الجنون"، منوّهاً بأن "العالم الذي عرفناه قبل عامين أو ثلاث لم يعد هو ذاته"، موضحاً أن "العالم كلّه يقتني السلاح". وبحسبه، فإنه على أثر الطلب الهائل على السلاح "باتت الشركات الموردة غير قادرة على مواكبة الطلبات، فيما طابور الإمداد يطول أكثر فأكثر". وذكّرت الصحيفة بتصريح نتنياهو، أمس، والذي قال فيه إن "السبب الثاني الذي يدفع لوقف إطلاق النار هو الحاجة لتجديد مخزونات السلاح والمعدات"، مشيرةً إلى أن إسرائيل تعقد أمالاً على عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل، ليس فقط كي يتيح تجديد خطوط الإمداد، وإنما لكي يصبح شراء منظومات جديدة، وخصوصاً الطائرات الحربية، وطائرات التزوّد بالوقود الجوي، متاحاً في أقرب وقتٍ، وليس بعد أربع سنوات عندما يسري قانون المساعدات الجديد.

"الوضع ازداد تفاقماً خلال الحرب"

بالنسبة لمروحيات الأباتشي، تُعدّ هذه كما ذُكر آنفاً إحدى أكبر التحديات التي تواجه سلاح الجو. وبحسب الصحيفة، فإن مستوى جاهزيّة هذه المروحيات كان منقوصاً بداية الحرب، وبسبب ساعات الطلعات الجويّة غير المسبوقة، تفاقم وضع هذه المروحيات أكثر فأكثر، فيما تقرّ بأن حالة أحد الأسراب "سيئة للغاية"، خصوصاً أنه بالأساس سرب قديم. وخلال الحرب، طلبت إسرائيل من الولايات المتحدة استخدام مروحيات الأخيرة المستعملة، إلى حين الموافقة على شراء سربي أباتشي إضافيين، وقد رفضت واشنطن الطلب.

وإثر ما تقدم، يتداول سلاح الجو حالياً في أفكار عديدة لجسر الفجوات الناشئة، بينها استخدام مروحيات نقل من طراز "بلاك هوك" المعروفة باسم "ينشوف (البومة)" المستخدمة في إجلاء الجرحى؛ حيث تقوم الفكرة على تركيب منظومات أسلحة كصواريخ أرض-جو، ومدافع وغيرها، لاستخدامها في إطار "الدفاع عن الحدود وحمايتها"، مقابل التقليل من استخدام الأباتشي.

أمّا بالنسبة للقنابل الثقيلة والمتوسطة الثقل، فإن شُحناتها عالقة في مستودعات شركة "بوينغ" في الولايات المتحدة، بسبب قرار الرئيس بايدن، فيما صواريخ "إل فايير" التي تصنّعها شركة لوكهيد مارتن، شهدت نقصاً هي الأخرى منذ بداية الحرب. صحيح أن القطار الجوي الأميركي ملأ المستودعات في إسرائيل، غير أنه مع استمرار القتال، "شهدت المخزونات نقصاً مرّة أخرى"، وفق الصحيفة، التي أشارت إلى تعويل إسرائيل على الرئيس الأميركي المقبل، دونالد ترامب، للإفراج الفوري عن هذه الشحنات أيضاً.

ونفذّت جميع طائرات سلاح الجوّ آلاف الساعات من الطلعات الجويّة، ما تسبب في استنزاف كبير لها، ويُعدّ الوضع في هذا الجانب أكثر تعقيداً بالنسبة لأسراب إف-15 من الطراز القديم. خلال الحرب، وفّرت الولايات المتحدة عدداً من الطائرات المستخدمة لسلاح الجوّ الإسرائيلي، غير أن وزير الماليّة، والوزير في وزارة الأمن، بتسلئيل سموتريتش، أخّر تسليم الطائرات التي طلبت، بسبب تشدده بفحص مدى حاجة الجيش الفعلية لتجهيز نفسه بالطائرات المقاتلة.

وفي السياق، قدّر مسؤول أمني أن سلاح الجو يدفع منذ الآن باتجاه مسار تسلّح سريع يُعاد خلاله بناء القوة الجوية الإسرائيلية بما يتضمن نحو مئة طائرة من طراز إف-35، ومثلها من طراز إف-15 المتقدّمة، بالإضافة إلى نحو 50 طائرة جديدة من طراز إف-16.

إلى ذلك، سيطالب سلاح الجو بتقديم موعد وصول طائرات التزوّد بالوقود، فيما يدرك في الوقت ذاته أنّه ملزم بشراء ما لا يقل عن ست مروحيات نقل ثقيلة أخرى، بالإضافة إلى 12 مروحية سبق وأن طلبها لتستبدل السرب المروحي الهجومي الذي يملكه حالياً، والذي نفّذ أساساً طلعات جويّة أكبر بكثير مما كان مخططاً. وكما يختصر مسؤول أمني الوضع: "المشكلة الكبيرة الآن تكمن في محدوديّة الميزانية.. اللحاف قصير، ويتطلّب الأمر معجزة لتلبية الاحتياجات الهائلة. وعلى الجانب الآخر، جداول خطوط الإنتاج (لدى شركات الأسلحة) ممتلئة بقوائم المشترين".