دعا ناشطون وشبان إلى وقفات احتجاجية كبيرة في مدينة السويداء، جنوبي سورية، تتعلق بالحياة المعيشية والخدمية التي وصلت إلى مرحلة الشلل، وسط توقعات بانفجار كبير لأصحاب الدخل البسيط (الفقراء) مع دخول فصل الشتاء، وانهيار العملة السورية.
ورصد "العربي الجديد"، منتصف الأسبوع الماضي، إقدام شاب يدعى شادي أبو عمار على إطلاق النار من بندقيته الحربية في الهواء أمام مبنى المحافظة، مع إطلاق شتائم طاولت رأس النظام السوري، احتجاجاً على الواقع الخدمي، فيما رفع الشاب منيف رشيد لافتة في ساحة "السير"، يوم الخميس الماضي، كتب عليها "بدنا نعيش.. بس كيف؟"، تلتها دعوات صدرت من بلدة سليم، شمالي مدينة السويداء، بقطع الطرق وتوقيف السيارات الحكومية والأمنية.
بدوره، أوضح الشاب شادي أبو عمار، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن ما فعله أمام مبنى المحافظة لن يعتذر عنه مهما كانت النتائج، على الرغم من التهديدات التي وصلته، داعياً إلى "الاحتجاج السلمي يوم الأحد المقبل في ساحة المشنقة من أجل الأطفال والنساء والفقراء"، مضيفاً: "بعدما أغلقت كل الأبواب في وجهنا، وبتنا عاجزين عن كل شيء، حتى عن إجراء مكالمة من الهاتف الثابت، فقد دعوت للتجمع يوم الأحد الساعة الحادية عشرة صباحاً عند دوار المشنقة، وسط مدينة السويداء"، متمنياً من "الموظفين والطلبة والأرامل وعموم الشارع أن يخرجوا للوقوف عند حقهم بحياة كريمة، وتحصيل أبسط حقوقهم من الكهرباء والماء والهاتف والوقود"، معتبراً أن "خيرات البلاد" تذهب لمن وصفه بـ"المحتل"، وأنه "ينشد الكرامة ولا شيء غيرها".
من جانبه، أكد الشاب منيف رشيد، عبر صفحته الشخصية في "فيسبوك"، أن هدفه من الوقفة كان "نقل سؤال يتردد على ألسنة الغالبية العظمى من الناس في السويداء، كيف بدنا نعيش؟"، مضيفاً: "كيف بدنا نعيش وقد طاولت الحرب لقمتنا وحياتنا، وإن بقينا هكذا فسنصل لحياة الإنسان البدائي خلال أشهر! أنا إنسان وأريد العيش بظروف إنسانية طبيعية".
وأوضح رشيد أنه "أنا لا يهمني ما دينك وما طائفتك، لأن الظروف التي نمر بها أظن أنها أعادتنا كلنا إلى فطرتنا البشرية الأولى، لأنها تشمل الكل. أنا ليس هدفي قطع شارع ولا إسقاط أحد؛ أنا إنسان يريد أن يعيش بكرامة فقط، إذا كنت تشعر بالظلم مثلي شاركني وقف إلى جانبي، لأن صوتي وصوتك سيحدثان فرقا".
وأكد رشيد، وفق مقربين منه، أنه سوف يخرج كل يوم منفرداً في محاولة لتوسيع الوقفة الاحتجاجية للحصول على نتائج، لا سيما أن "حركة رجال الكرامة" في بلدة الكفر، جنوب السويداء، أعلنت يوم أمس الخميس عن جاهزيتها لـ"تقديم الدماء فداء للناس"، طالبة "الإجماع على رأي واضح في كافة الملفات".
وأوضح البيان، الذي صدر عن أكبر فصائل محافظة السويداء، أنها تحمل الحكومة والدولة كامل المسؤولية عن هذا التردي الكبير والمجحف بحق جميع المواطنين، والذي لم يعد يحتمل، مضيفاً: "نرى جميع مواد المحروقات متوفرة وبكثرة على أرصفة الشوارع في كل مكان وبأسعار خيالية، ما يدل على فساد وسرقة مؤكدة للمواطن".
بدوره، قال الإعلامي حمزة المعروفي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الأزمات تتفاقم والاحتقان بدأ يزداد في ظل عجز النظام السوري الواضح عن إدارة الأزمة، وفقدان الثقة تماما بينه وبين من تبقى من السوريين في الداخل"، مُشيراً إلى أن "المجتمع يبحث عن خطط بديلة بطرق شتى وسط غياب قيادة موحدة لأي حراك مهما كان نوعه"، لافتاً إلى أن "السويداء بسكانها وخدماتها ذاهبة نحو الشلل، مثلها مثل المحافظات الأخرى، وهذه بداية الانهيار التام الذي لا أحد يعرف مآلاته، ومن يمكن أن يوقفه".