غادر الوفدان السعودي والعماني، مساء الخميس، العاصمة اليمنية صنعاء، وذلك إثر "مباحثات إيجابية" استمرت لستة أيام مع قيادات جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، ضمن جهود التوصل إلى تسوية سياسية للحرب في اليمن التي تدخل عامها التاسع، وسط حديث عن موعد لجولة أخرى من المباحثات.
وقال مصدر سياسي يمني مطلع لـ"الأناضول"، لم تكشف الوكالة عن هويته، إن الوفدين السعودي والعماني غادرا صنعاء بعد مباحثات مع قيادة الحوثيين استمرت 6 أيام.
إلى ذلك، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤولين حوثيين ومسؤول حكومي يمني، اليوم الجمعة، قولهم إن المحادثات مع الحوثيين انتهت من دون اتفاق نهائي وإنما بتفاهم "مبدئي" حول هدنة وعقد جولة من المحادثات.
وقال مسؤول في صفوف الحوثيين لـ"فرانس برس" إن "الوفد السعودي غادر صنعاء ليل الخميس"، مشيراً إلى أن "هناك اتفاقا مبدئيا على هدنة قد يتم الإعلان عنها لاحقا إذا تم التوافق حولها بشكل نهائي".
وأضاف شريطة عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول بالتحدث إلى الإعلام: "هناك اتفاق على عقد جولة أخرى من المحادثات لبحث نقاط الاختلاف".
وأكد مصدر حكومي مطلع على المحادثات هذه المعلومات، فيما قال مصدر في وزارة الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا إن الوفد السعودي "سيحمل شروطا لنقلها إلى القيادات السعودية".
بدوره، قال الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام إن "الوفود أنهت أعمال التفاوض في العاصمة صنعاء بعد نقاشات اتسمت بالجدية والإيجابية، وبتقدم في بعض القضايا على أمل استكمال البحث في القضايا العالقة في وقت لاحق"، مضيفاً في تغريدة على "تويتر": "نتقدم بالشكر الجزيل للأشقاء في سلطنة عمان لما بذلوه من جهود مسؤولة لتذليل الصعاب ودعم خيار السلام".
أنهت الوفود أعمال التفاوض في العاصمة صنعاء بعد نقاشات اتسمت بالجدية والإيجابية، وبتقدم في بعض القضايا على أمل استكمال البحث في القضايا العالقة في وقت لاحق إن شاء الله تعالى، متقدمين بالشكر الجزيل للأشقاء في سلطنة عمان لما بذلوه من جهود مسؤولة لتذليل الصعاب ودعم خيار السلام.
— محمد عبدالسلام (@abdusalamsalah) April 14, 2023
من جانبه، كتب عضو المجلس السياسي للحوثيين محمد علي الحوثي، على حسابه في "تويتر"، أن "الأجواء إيجابية، وموعد لجولة أخرى" من المباحثات.
قالوا
— محمد علي الحوثي (@Moh_Alhouthi) April 13, 2023
أجواء ايجابية و موعد لجولة اخرى
وفي وقت سابق من أمس، قال عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد البخيتي، لـ"العربي الجديد"، إن "مسائل خلافية كثيرة في المباحثات مع الوفدين السعودي والعُماني قد أزيلت، ونقترب من توقيع اتفاق".
وبشأن اشتراط الحوثيين توقيع الاتفاق المرتقب مع السعودية كطرف في الحرب، أكد البخيتي أن هذه المسألة "لم تعد محل خلاف"، واصفًا أجواء المباحثات بـ"الإيجابية".
وخلق التقارب السعودي الإيراني دفعة قوية لإنهاء الحرب في اليمن، والتي تسببت خلال السنوات الثماني الماضية في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة، وأسفرت عن سقوط مئات الآلاف من القتلى والجرحى اليمنيين من المدنيين وأطراف النزاع في جبهات القتال.
وقالت "فرانس برس" إنه بحسب مصادر حكومية يمنية، وافق أعضاء مجلس الرئاسة اليمني أخيراً على تصوّر سعودي بشأن حلّ النزاع بعد مباحثات سعودية-حوثية برعاية عُمانية استمرت لشهرين في مسقط.
ويقضي التصوّر السعودي، وفقاً للمصادر نفسها، بالموافقة على هدنة لمدة ستة أشهر في مرحلة أولى لبناء الثقة، ثم فترة تفاوض لمدة ثلاثة أشهر حول إدارة المرحلة الانتقالية التي ستستمرّ سنتين، يتمّ خلالها التفاوض حول الحلّ النهائي بين كلّ الأطراف.
وتتضمّن المرحلة الأولى إجراءات لبناء الثقة وأهمها دفع رواتب الموظفين الحكوميين في كلّ المناطق وبينها مناطق سيطرة الحوثيين، وفتح الطرق المغلقة والمطار.