والتقى الوفد المصري الذي يقوده اللواء سامح نبيل، ويشارك فيه القنصل العام المصري خالد سامي، والعميد عبد الهادي فرج، صباح أمس الأحد، القياديين في حركة "الجهاد الإسلامي"، خالد البطش ونافذ عزام. وكان الوفد قد التقى نهاية الأسبوع الماضي، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في غزة، يحيى السنوار، الذي أكّد استعداد "حماس" لبذل الجهود كافة لإنجاح المساعي المصرية، واستكمال المصالحة.
يأتي هذا في الوقت الذي كشفت فيه مصادر في قطاع غزة، لـ"العربي الجديد"، أن "مهمة الوفد المصري لا تقتصر فقط على السعي نحو تمكين حكومة الوفاق لاستكمال المصالحة الوطنية، أو إعداد تقرير مفصل للقيادة السياسية في مصر بشأن الطرف المتسبب في تعطيل المصالحة التي تتم برعاية مصرية"، كاشفةً أنّ الوفد "بحث مع قيادتي حماس في غزة، وقيادة حركة الجهاد، ضرورة منع اندلاع مواجهة عسكرية جديدة مع إسرائيل" في القطاع، في ظل الحديث المتصاعد بشأن استعدادات الاحتلال وإجرائه مناورات حربية في المناطق المتاخمة لقطاع غزة.
وقالت المصادر "يبدو أن الحديث بشأن المصالحة الوطنية مجرّد غطاء لتحركات الوفد الأمني المصري في غزة، لهدف آخر في الغالب هو منع اندلاع حرب جديدة في القطاع، وتهدئة الأذرع العسكرية للفصائل في ظلّ الاستفزازات الإسرائيلية"، مضيفةً أنّ "قيادة حماس بالكامل كانت في مصر، وعزام الأحمد مسؤول العلاقات الوطنية في فتح أيضاً كان في مصر، والتقوا جميعاً مدير الاستخبارات العامة الجديد، اللواء عباس كامل، الموصوف بالرجل الأقوى حالياً في القاهرة".
وتابعت المصادر "يبدو أن الوفد الأمني يقوم بوساطة لصالح الاحتلال"، كاشفةً "الاحتلال طوال الفترة الماضية يسعى لمعرفة حجم وقوة الأذرع العسكرية، وحجم التطور والتقدّم الذي حدث في تسليحها، فكان يناوش من وقت لآخر، لكنه في الوقت ذاته لا يريد حرباً جديدة في الوقت الراهن. لذلك ربما يكون دفع بوساطة مصرية لتهدئة الأوضاع ونقل رسائل من جانبه".
وأوضحت المصادر أن الوفد الأمني أكّد أيضاً على "حركة الجهاد" منع أي تصعيد، بعد توارد معلومات لأجهزة الاحتلال بشأن "عمليات ثأرية" تستهدف جنود جيش الاحتلال، ثأراً لعناصر سرايا القدس الذين استشهدوا خلال استهداف أحد الأنفاق على حدود غزة منذ أشهر عدة.