تحتدم المواجهة بين جماعة الحوثيين والإمارات داخل اليمن وخارجه. فبعد إعلان الجماعة، أمس الإثنين، استهداف العاصمة الإماراتية أبوظبي وإمارة دبي بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة، تحدث الحوثيون، اليوم الثلاثاء، عن ضرب غرفة عمليات ميدانية للإماراتيين والقوات التابعة لهم في شبوة وسقوط ضحايا.
وأعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان الثلاثاء، أن "القوى الصاروخية استهدفت غرفة عمليات ميدانية للإماراتيين والقوات التابعة لهم في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، مساء الاثنين، بصاروخ باليستي".
وأضاف أن "الصاروخ أصاب هدفه وأدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير، بينهم إماراتيون".
ولم يصدر عن التحالف الذي تقوده السعودية أو القوات اليمنية الموالية له أي تعليق على هذا الإعلان حتى عصر الثلاثاء.
تمكنت القوة الصاروخية بفضل الله مساء أمس الاثنين من استهداف غرفة عمليات ميدانية تابعة للعدو الإماراتي ومرتزقته في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة بصاروخ باليستي أصاب هدفه بدقة ونتج عن الاستهداف مصرع وإصابة عدد كبير بينهم إماراتيين
— العميد يحيى سريع (@army21ye) February 1, 2022
وهذه الغرفة هي غرفة العمليات التي تدير المعارك في شبوة
في هذا الوقت، لم تنته بعد تداعيات القصف الحوثي على الإمارات يوم الإثنين، والذي أعلن الحوثيون أنه استهدف أبوظبي وإمارة دبي بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة، فيما أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية اعتراض وتدمير صاروخ باليستي أطلقته الجماعة في اتجاه أراضيها "من دون وقوع أي خسائر".
وبرز إعلان الولايات المتحدة أن قواتها أطلقت صواريخ اعتراضية خلال الهجوم، وهذه هي المرة الثانية التي تطلق فيها القوات الأميركية مثل هذه الصواريخ للرد على هجمات على الإمارات.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، في تصريح صحافي، إن الجيش الأميركي "رد على تهديد صاروخي استهدف الإمارات".
وأضافت: "تضمّن ذلك استخدام صواريخ باتريوت الاعتراضية لدعم جهود القوات المسلحة لدولة الإمارات. أود القول إننا نعمل معهم بشكل وثيق".
من جهته، قال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، إن الولايات المتحدة أطلقت صواريخ باتريوت، "لكن صواريخ أرض-جو الإماراتية هي التي اشتبكت مع الأهداف بالفعل".
وعما إذا كان التدخل الأميركي سيشمل أهدافاً خارج منطقة الظفرة التي تتواجد قوات أميركية في قاعدتها، قال كيربي: "إذا استطعنا تقديم المساعدة في الدفاع عن شركائنا الإماراتيين، سنقوم بذلك".
خسائر للحوثيين في مأرب وتعز
في المقابل، أعلن التحالف وقوع خسائر بشرية للحوثيين في مأرب وتعز خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقال التحالف، في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية، اليوم، إنه "نفذ 17 عملية استهداف ضد المليشيا (الحوثيين) في محافظتي مأرب وتعز، خلال الساعات الـ24 الماضية".
وأوضح أن "الاستهدافات دمرت 17 آلية عسكرية، وأوقعت خسائر بشرية (لم يحددها) في صفوف المليشيا"، من دون تفاصيل أكثر.
وتحدثت مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد" عن شن طيران التحالف غارات أيضاً على الحوثيين في محافظة البيضاء. وتحدثت معلومات عن أن طيران التحالف استهدف عدداً من قيادات الحوثيين الميدانية في البيضاء، وقتل الكثير منهم خلال اجتماع لهم، بينهم مقربون من زعيم جماعة الحوثيين.
وتأتي هذه الغارات مع تواصل العمليات العسكرية في شرق ووسط اليمن، بين قوات الحكومة المدعومة من التحالف، وبين جماعة الحوثيين، وسط تقدم عسكري لقوات الشرعية في عدد من الجبهات.
وأحرزت قوات الجيش التابعة للحكومة تقدماً في محافظة تعز، وتحديداً في جبهات جبل مديريتي حبشي ومقبنة. وقال مصدر عسكري في محور تعز لـ"العربي الجديد"، إن "قوات الجيش في تعز تسعى إلى تطهير مناطق غرب تعز من مليشيات الحوثيين، وفتح الطرق التي تربط تعز بمحافظة الحديدة، ومناطق الساحل الغربي، وإبعاد أي وجود للحوثيين في هذه المناطق".
وفي محافظة مأرب، تواصلت العمليات العسكرية بين قوات الجيش و"العمالقة" من جهة، والحوثيين من جهة أخرى، لا سيما في جبهات البلق وصرواح والعبدية والجوبة، في ظل سلسلة من الهجمات المتبادلة من الطرفين.
مصدر عسكري في جبل مديرية الجوبة في محافظة مأرب، أكد لـ"العربي الجديد" أن المعارك في منطقتي الجوية والعبدية تواجه تعقيدات كثيرة بسبب الألغام الكثيرة التي يزرعها الحوثيون في الصحاري والجبال والوديان لإيقاف تقدم قوات الجيش و"العمالقة" وقبائل مأرب.
وأوضح أن التقدم العسكري بطيء، فيما تمكنت فرق الألغام خلال العمليات العسكرية الأخيرة من تفكيك أكثر من أربعة آلاف لغم وتفجيرها في صحراء مأرب وشبوة، مشيراً إلى أن الحوثيين عمدوا إلى زرع الألغام في الصخور والأشجار وأنابيب المياه والجسور، لذلك تضطر القوات إلى التقدم وشن العمليات العسكرية بحذر وببطء حتى تتمكن من كشف شبكات الألغام.
وفي محافظة الحديدة، قال القيادي الميداني في الألوية التهامية أبو بلال الزبيدي لـ"العربي الجديد"، إن مناوشات جرت بين القوات المشتركة والحوثيين في عدد من الجبهات. ويسعى الحوثيون في الساحل الغربي لتصعيد الوضع العسكري.
من جهته، دفع المجلس الانتقالي الجنوبي بتعزيزات جديدة إلى محافظة شبوة، وسط ضغوط وتهديدات بطرد القوات الخاصة التابعة للشرعية منها، والتي كانت تسيطر على كل مناطق شبوة، ولكن مع دخول قوات "الانتقالي"، باتت القوتان تتشاركان السيطرة على هذه المحافظة، مع رفض المجلس بقاء قوات الشرعية فيها.