عاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي ومعه نائبه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي، إلى العاصمة المؤقتة عدن، وافدين من العاصمة السعودية الرياض التي أجرى وفد منها أخيراً مفاوضات مع الحوثيين في صنعاء.
وتأتي عودة العليمي إلى عدن بعد أكثر من شهرين من الغياب، بعد توتر العلاقة مع المجلس الانتقالي الجنوبي، على خلفية تصريحاته حول القضية الجنوبية، وهي المرة الأولى التي يعود إليها منذ تلك التصريحات. وتتزامن عودة العليمي والزبيدي مع فترة عيد الفطر، وهي الفترة التي تشهد عادة توقف النقاشات السياسية. ومن المقرّر أن يعود كل أعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني كلّ إلى منطقة نفوذه، لمشاركة أنصاره الاحتفالات بمناسبة العيد.
وقال مصدر مقرب من مجلس القيادة الرئاسي لـ"العربي الجديد"، إنه ينتظر عودة العليمي والزبيدي إلى الرياض عقب عيد الفطر لاستكمال النقاشات.
وبحسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها التي تديرها الحكومة، فإن العليمي جدّد اليوم الأربعاء، "الوفاء لمدينة عدن وأهلها، وأبطال المقاومة الذين صنعوا التاريخ، ودحروا المليشيات الإرهابية في مثل هذا اليوم، بدعم من دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة"، في إشارة إلى الذكرى الثامنة لتحرير عدن من الحوثيين قبل 8 سنوات.
وكان أعضاء مجلس القيادة الرئاسي قد غادروا إلى الرياض في شهر رمضان، حيث دارت نقاشات ركزت، بحسب تأكيد مصدر مقرب من مكتب رئيس مجلس القيادة الرئاسي لـ"العربي الجديد"، على ثلاثة محاور عامة، وتمثلت بالجانب السياسي والعسكري والاقتصادي، لارتباطها الوثيق بمصير المحادثات والنقاشات الجارية لإنهاء الحرب والتوجه نحو السلام، والتي من بينها مبادرة حسن النوايا في الإفراج عن الأسرى والمعتقلين لدى الجميع.
وأكد المصدر أن قيادة المجلس اجتمعت مع السعوديين قبل ذهاب وفدهم إلى صنعاء، وبعد عودته، لمناقشة حصيلة المحادثات والنقاشات التي جرت بين السعوديين والحوثيين في صنعاء، وقبلها في مسقط. وبينما توقفت النقاشات في كلّ الملفات حتى الانتهاء من إجازة عيد الفطر، أشار المصدر إلى أنه تم تسجيل تقدم في ملف الاقتصاد ورواتب موظفي الدولة، مع العلم أن الحوثيين يطالبون بدفع الحكومة الرواتب للموظفين الحكوميين في مناطق سيطرة الجماعة.
وذكرت وكالة "سبأ" يوم الإثنين الماضي، أن الفريق السعودي الذي يفاوض الحوثيين برئاسة السفير السعودي محمد آل جابر، والذي زار صنعاء لعدة أيام أخيراً، ثمّن خلال لقائه جميع أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، "المبادرات، والحرص الذي أبدته الحكومة اليمنية للتخفيف من المعاناة الإنسانية عن أبناء اليمن في مناطق سيطرة الحوثيين، بما في ذلك صرف المرتبات".
وكانت مصادر قد تحدثت لـ"العربي الجديد" عن نقاشات جانبية دارت داخل مجلس القيادة الرئاسي، تركزت حول ضرورة إنهاء التوتر الذي يسود داخل فريق الشرعية، ومن بينها تشكيل حكومة جديدة، وإعادة النقاش في موضوع شكل مجلس القيادة الرئاسي، وتقليص العدد، لكن الملف الأخير توقف على ضوء نقاشات السلام، وتركز الحديث في ما بعد على مستقبل الحكومة الحالية، وملف الاقتصاد. كما أن المجلس الرئاسي ناقش ملف إعادة تصدير النفط، وتوقف الوديعة السعودية الإماراتية.
وبحسب مصدر في اللجنة الاقتصادية، تحدث إلى "العربي الجديد"، فإن المجلس الرئاسي والحكومة حاولا مرارا الحصول على دعم سعودي اقتصادي، وبدء إجراءات إيداع الوديعة السعودية الإماراتية من أجل صرف مرتبات موظفي الدولة، وتمويل مزادات البنك المركزي، لدعم استقرار العملة، فضلاً عن دعم محطات الكهرباء، لكن كل ذلك تعثر، إلى جانب ملف إعادة تصدير النفط، بسبب ارتباطه بمسار المفاوضات مع الحوثيين.