تلقت القوات الحكومية اليمنية ضربة موجعة بعد مقتل قائد عسكري بارز في المعارك المحتدمة بالأطراف الغربية لمحافظة مأرب، رغم الحراك الدولي الدائر في مسقط لإقناع الحوثيين بالموافقة على المبادرة السعودية لإنهاء الأزمة ووقف إطلاق النار.
وقال مصدر في وزارة الدفاع التابعة للحكومة المعترف بها دولياً، لـ"العربي الجديد"، إن اللواء أمين الوائلي، قائد المنطقة العسكرية السادسة في الجيش الوطني، قُتل مساء الجمعة، في أثناء التصدي لهجوم حوثي واسع امتد من منطقة الكسارة في مأرب إلى أطراف محافظة الجوف.
وأشار المصدر إلى أن المعارك احتدمت خلال الساعات الماضية من جبهة الكسارة إلى الجدافر، بعد محاولات حوثية لتنفيذ هجمات من مناطق مختلفة في مدغل وصرواح ورغوان، وسط غارات جوية مكثفة للتحالف السعودي.
ولم تعلن وزارة الدفاع اليمنية رسمياً مقتل الوائلي، لكن مسؤولين، بينهم عضو مجلس الشورى، علوي الباشا بن زبع، نعوا القائد العسكري، في وسائل التواصل الاجتماعي بعد تسرب الأنباء فجر اليوم السبت.
ووصف بن زبع اللواء الوائلي في تغريدة على تويتر بأنه "فارس من فرسان الجيش الوطني، ومحارب صلب واستشهد شامخاً".
والوائلي أرفع قائد عسكري في الجيش اليمني يسقط في معركة الدفاع عن مأرب، بعد مقتل قائد القوات الخاصة، العميد عبد الغني شعلان، قبل شهر على الجبهة ذاتها.
وكانت جماعة الحوثيين قد دشنت العام السابع من الحرب، بتصعيد عسكري واسع، استهلته بعملية هجومية غير مسبوقة على الأراضي السعودية، بواسطة 25 طائرة مسيرة بدون طيار وصاروخ باليستي.
ونددت الخارجية الأميركية بالهجمات الحوثية، واعتبرتها "استفزازاً واضحاً" يهدف إلى إدامة الصراع في اليمن، وفقاً لبيان صادر عن المتحدث باسم الوزارة، نيد برايس.
وقال البيان: "إن تصرفات الحوثيين تطيل من معاناة الشعب اليمني وتهدّد جهود السلام في لحظة حرجة، في الوقت الذي يتّحد المجتمع الدولي فيه بشكل متزايد دعماً لوقف إطلاق النار وإيجاد حلّ للنزاع".
ودعت الخارجية الأميركية جميع الأطراف إلى الالتزام الجاد والصارم بوقف إطلاق النار، والمشاركة في مفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة، بالتعاون مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث والمبعوث الأميركي الخاص تيموثي ليندركينغ.
وعقد المبعوثان الأميركي والأممي بالفعل، أمس الجمعة، جلسة مشاورات مع متحدث جماعة الحوثيين وكبير مفاوضيها، محمد عبد السلام، في العاصمة العمانية مسقط لمناقشة الملاحظات حول المبادرة السعودية الأخيرة.