تعرضت القوات الحكومية اليمنية، اليوم السبت، لخسائر بشرية فادحة، جراء التصدي لهجمات حوثية مزدوجة على السلاسل الجبلية في منطقة صرواح والبلق الشمالي، غربي محافظة مأرب النفطية (شرق).
وأكدت مصادر في الجيش الوطني، لـ"العربي الجديد"، أنّ القوات الحكومية خسرت عدداً من قيادات الصف الأول، وعلى رأسهم العميد عبد الغني شعلان، قائد القوات الخاصة في مأرب، والعميد لطف الحوري، رئيس عمليات القوات الخاصة.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من وزارة الدفاع اليمنية على مصير جثة القيادي الأمني البارز، الذي يتهمه الحوثيون بتنفيذ حملات أمنية على جيوب تابعة لهم من آل سبيعان، الأشهر الماضية.
ونعى عضو مجلس الشورى اليمني علوي الباشا بن زبع وناشطون يمنيون القائد الأمني شعلان، الذي ينحدر من محافظة حجة، وقالوا إن مقتله يعد خسارة كبيرة للجيش الوطني والمؤسسة الأمنية في مأرب.
خالص التعازي للسلطة المحلية
— علوي الباشا بن زبع (@alawialbasha) February 27, 2021
والامنية و #القوات_الخاصة في #محافظة_مارب والى ابناء #محافظة_حجة استشهاد القائد الامني المقدام والرجل الوطني المخلص العميد عبدالغني #شعلان قائد قوة الامن الخاصة ف #مارب وهو يؤدي واجبه في ميادين الشرف والبطولة تغمده الله بواسع رحمته وادخله فسيح جناته . pic.twitter.com/vshJdhPaKg
وكانت وسائل إعلام حوثية قد تحدثت عن أنّ جثة القائد الأمني شعلان تم التحفظ عليها من قبل المجاميع الحوثية ونُقلت إلى صنعاء، في إشارة إلى أنه كان يتقدم الخطوط الأمامية وسقط في مناطق كانت تحت سيطرة الحوثيين.
وكشفت مصادر في الجيش الوطني، للمرة الأولى، عن مقتل عددٍ من القيادات العسكرية خلال معارك اليومين الماضيين، منهم اللواء ناصر سعيد البرحتي، قائد اللواء الثاني عمليات مشتركة، والعميد عبده علي الوافي، مساعد قائد اللواء الثاني عمليات.
وشهدت المناطق الغربية لمأرب، الليلة الماضية، معارك هي الأعنف على الإطلاق، بعد تصدي القوات الحكومية ورجال القبائل لهجمات انتحارية حوثية على جبل الشمالي ومنطقة الزور، وأعلنت مصادر حكومية استعادتها كاملة بعد مقتل كافة العناصر الحوثية المتسللة.
واقتربت المعارك بشكل أكبر من مخيمات النازحين في مأرب، وهو ما جعل وزارة الخارجية في الحكومة المعترف بها دولياً تدعو المنظمات الإنسانية "لتحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية، والتدخل العاجل لإنقاذ حياة المدنيين والنازحين الذين يواجهون تبعات آلة حرب المليشيات الحوثية الإرهابية"، وفقاً لبيان نشرته على حسابها بموقع "تويتر".
وقال البيان إنّ "مأرب تتعرض، ومنذ مطلع فبراير/ شباط الجاري، لأكبر وأشرس هجمات حوثية استخدمت فيها المليشيات كل أنواع الأسلحة بما فيها الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، وإنه وفي ليلة واحدة فقط (ليلة أمس الجمعة) تعرضت المدينة لـ10 صواريخ باليستية".
بيان وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بشأن صمت المنظمات الدولية عما يتعرض له النازحون والمدنيون في #مأرب من مخاطر الهجمات الحوثية #اليمن pic.twitter.com/h7voWbJ6Tn
— وزارة خارجية الجمهورية اليمنية (@yemen_mofa) February 27, 2021
وأعربت الخارجية اليمنية عن استغرابها "لهذا الصمت من قبل المنظمات الإنسانية الدولية، أو لبياناتها التي لا تحدد أي مسؤولية وكأن الفاعل مجهول، وهي تشاهد وتسمع ما يتعرض له ملايين المدنيين والنازحين من مخاطر نتيجة تلك الهجمات الحوثية التي لم تحترم القانون الدولي الإنساني".
الخسائر الحوثية
في المقابل، لا يُعرف على وجه الدقة حجم الخسائر الحوثية في معارك الساعات الماضية بمأرب، لكن قوات الجيش الوطني، تحدثت عن مقتل وإصابة أكثر من 350 عنصرا حوثياً، فضلاً عن عشرات الأسرى، في المعارك التي دارت بجبهات المشجح والكسارة وصرواح.
وقال المركز الإعلامي للقوات الموالية للحكومة الشرعية، إنّ المعارك التي انتهت بإحباط جميع الهجمات الحوثية، أسفرت أيضاً عن تدمير 8 دوريات عسكرية حوثية، كانت تحمل معدات وذخائر للمليشيا في مواقع متفرقة بجبهات غرب مأرب.
#مارب
— المركز الإعلامي للقوات المسلحة #اليمن (@Yem_army_media) February 27, 2021
أبطال قواتنا المسلحة ورجال المقاومة الشعبية يكسرون عدة هجمات للمليشيات الحوثية على مواقع الجيش في جبهات المشجح والكسارة وصرواح، ومصرع وإصابة أكثر من 350 عنصراً من المليشيات إضافة إلى عشرات الأسرى
ولم يتسن لـ"العربي الجديد" التحقق من دقة الأرقام، كما أن وسائل الإعلام الحوثية توقفت عن نشر أخبار تشييع قتلى المعارك، منذ أمس الجمعة، بالتزامن مع ذروة معارك مأرب، ما يوحى إلى أن حجم الخسائر البشرية في صفوف الجماعة كان أكثر من السابق وأن حجب المعلومات هدفه الحفاظ على الروح المعنوية لمقاتليهم.
في السياق، ذكرت قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الحوثيين أن مقاتلات التحالف بقيادة السعودية شنّت، اليوم السبت، 12 غارة على مديرية صرواح، مسرح المعارك الأبرز منذ مساء الجمعة، دون الكشف عن أي حصيلة خسائر جراء تلك الضربات.